عروبة الإخباري – لا يبدو مشهد الحزن العميق الذي يعيشه الشعب العماني خاصة والعالم العربي، بأسره أمرًا مفتعلاً لكنّه حزن حقيقي على رجل حكم 5 عقود متتالية فتحوّل ما صنعته يديه إلى محبة في قلوب العمانيين وغيرهم، هادئًا، حكيما، وبسيطًا يسير بين أبناء شعبه محملاً بالمحبة، وفيًا لهم، مجنبهم السقوط في الفتنة وهو بين أيديهم وحتى حين توفاه الله.
من مظاهر الوفاء والتواضع للسلطان قابوس أنّه أوصى بجنازة عسكرية بسيطة، حملته السيّارات في موكب مهيب، رغم بساطته، لكنّ شيئًا آخر كان ملفتًا، فالسيّارة التي حملته ودخل بها مسقط قادمًا من صلالة ظلّ وفيًا لها، حتى أنّها نفسها هي التي حملته لتشييع مثواه الأخير.
ولد السلطان قابوس في 18 نوفمبر سنة 1940 في صلالة في الجنوب، وهو الابن الوحيد لوالده سعيد بن تيمور، وتابع تعليمه المدرسي في صلالة، إلى أن التحق بأكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية في بريطانيا وهو في العشرين من عمره، وتخرّج فيها بعد عامين برتبة ملازم، ودرس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة، ثم خدم في ألمانيا ضمن فرقة عسكرية بريطانية لمدة عام.
تولى السلطان قابوس الحكم في 23 يوليو 1970، ليطلق مرحلة من التحديث بدأت بتصدير النفط واستخدام عائدته لبناء نهضة عمان الحديثة، كما عمل على تنويع مصادر الدخل وعمل على تعميق علاقات السلطانة بالدول العربية والعالم ليلعب دورًا محوريًا في السياسة العالمية.
تم البدء بتصنيع سيارات لاند روفر منذ العام 1948، حيث أصبحت ثاني أقدم سيارة دفع رباعي في تاريخ السيّارات بعد سيّارات جيب الأمريكية، وعرضت أول سيارة تمّ تصنيعها من رينج روفر في متحف اللوفر للفنون، لأنّها اعتبرت قطعة فنية للتصميم الصناعي، وقد عرضت في المتحف في سنة تصنيعها الأولى، أي عام 1970، وقد كانت بذلك أول سيارة تُعرض في اللوفر.
وتعد سيارة رينج روفر في هذا العام 1970 أفضل أنواع سيّارات الدفع الرباعي، من إنتاج البريطاني لاند روفر، التابع لمجموعة جاغورا لاند روفر المملوكة من قبل شركة تاتا موتورز الهندية، ومن بعدها شهدت السيّارة تطورا كبيرًا على مدى السنوات إلا أنّ سيارة السلطان قابوس “رحمه الله” والتي تعتبر من الجيل الأول ظلّت معه، طوال الـ 50 عامًا دون تغيير سوى تعديلات وإصلاحات مستمرة، وظلت بحوزته طوال 50 عامًا منذ اليوم الأول الذي دخل بها إلى مسقط قادمًا من صلالة.