يقدر الناتج الاجمالي العالمي بـ 85 تريليون دولار، بينما يبلغ الدين دول العالم بثلاثة اضعاف اي 345 تريليون دولار، فالاستنتاج البسيط ان العالم مدين بثلاثة اضعاف قدرته، وان المعضلة الكبرى تكمن في خدمة هذا الدين ( الاقساط والفائدة )، وهذا يقود العالم تدريجيا الى الإفلاس، وربما تمهد لمحاولات الهيمنة للدول الكبرى في مقدمتها امريكا والصين وروسيا ودول اوروبية على ثروات الشعوب والمعادن والاسواق العميق والواعدة بهدف البقاء على رأس الهرم العالمي، والمرشح على ذلك الولايات المتحدة الامريكية والصين التي تتجه الى تجاوز الاقتصاد الامريكي خلال اقل من تسع سنوات قادمة.
من المتغيرات العالمية تحول صاحبة اكبر اقتصاد وقوة عسكرية وراعية الانفتاح وحقوق الإنسان الى دولة تعتمد الاسوار العالية ببناء سور مع المكسيك، وترفع الاسوار الجمركية مع الصين والشركاء التجاريين الاوروبيين، وهذا السلوك يشير الى ان امريكا في ازمة متفاقمة وان كانت مخفية وبرغم ارتفاع مؤشرات البورصات الامريكية لذلك ستشهد تراجعا مستمرا قد تتسارع وتيرته في نهاية العام، فالمؤشرات الحقيقية ترجح انخفاض الاقتصاد الامريكي نهاية العام الحالي ويستمر للسنوات القادمة.
وفي حال ارتفاع فاتورة الدفاع للولايات المتحدة اكثر ستؤدي الى إرتفاع عجز الموازنة الذي تجاوز حاجز تريليون دولار لاول منذ مئات السنين، وبحجم موازنة تجاوز 4.5 تريليون دولار اي بنسبة 22.5 % الى الناتج الاجمالي المقدر بـ 20 تريليون دولار، والاصعب من ذلك تجاوز الدين العام الامريكي 105 % نسبة الى الناتج الاجمالي، فهذه المؤشرات المالية والاقتصادية تهيئ امريكا لمواجهة الاصعب خلال السنوات القليلة القادمة.
سمعة الولايات المتحدة الامريكية افليميا وعالميا سيئة وموسومة بالتسلط والتجاوز على حقوق الغير، والتدخل في الدول وتحاول فرض سياسات مؤذية، لذلك رفضت دول كثيرة سياسات التدخل الامريكي بدءا من الصين الى اوروبا وجنوب شرق اسيا واوربا، اما في المنطقة العربية فالصورة مختلفة تماما فهي كالفريسة المجروحة بين مخالب الضواري، ويزيد الطين بلة تم إغراقها في سياسات مالية واقتصادية جوفاء تؤخر ولا تقدم، وتسلطت عليها مؤسسات التمويل الدولية التي تنقاد بقراراتها لمصالح الغرب خصوصا واشنطن.
2020 قد يشكل عاما مفصليا فالاحتدام بين الكبار وضراوة السيطرة قد تدفع العالم الى صراعات اقليمية تؤزم الاقتصاد العالمي وتزيد الفقراء فقرا وبطالة وتباطؤ النمو، كما تزيد الدول المدينة اكثر دينا لاسيما الولايات المتحدة واليابان ومعظم دول اورويا الغربية، بما يسرع من الغلاء وضعف القدرة على الشراء بما يفضي الى كساد ضخم يكون اكثر قسوة من الكساد الكبير في امريكا للفترة 1929/ 1931 من القرن الماضي، اما الدول الصغيرة الحجم فعليها الاعتمادعلى منتجاتها وسلعها وتقليص المستوردات لتخفيف تأثيرات الازمات العالمية عليها.