الإمارات العربية.. 48 عاماً من الصعود..

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
منذ دشن استقلالها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، و وضع لها كل أسباب التقدير والاحترام والتطور عربياً وعالمياً، والإمارات بكل ألوانها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تتقدم وتعلو وتواصل الاقلاع دون توقف.. في الامارات لم يكن الطريق الى التقدم سهلاً ولكن الله سخر لها قيادة حكيمة جعلتها في المكانة المرموقة التي وصلت لتأخذ دورها بين دول العالم، التي نظرت إليها بما يليق بهذا الدور.
الإمارات مفخرة لشعبها وللشعوب العربية ولدول العالم، لما وصلت إليه و لمساهماتها المختلفة، وخاصة ذات الطابع الحضاري والانساني، فقد كان لرياديتها في مختلف المجالات ما جعلها حاضرة باستمرار.
اليوم تحتفل الامارات العربية المتحدة بذكرى 48 عاما على استقلالها….و في هذا اليوم الأغر قبل 48 عام كانت الانطلاقة التي تقترب من اليوبيل الذهبي الخمسين، حيث سيكون جرد الحساب وفيراً للدولة التي أنجزت الكثير.
ما زلت أذكر كوكبة من سفراء دولة الإمارات العربية في الأردن والذين جمعتني بهم صداقات عميقة، وقد كان الأقرب إلى نفسي أخي الدكتور الطيار أبو ناصر عبدالله العامري الذي جاء إلى السلك الدبلوماسي من خارجه ولم يلبث أن غادره ومازلت أدعو له بطول العمر والصحة، فقد كان إسهامه هنا في الأردن كبيراً في تقريب صورة الإنجاز الإماراتي للأردنيين الذين عاشوا تفاصيل النخوة الإماراتية حين كان اللجوء السوري يتدفق الى الأردن، وقد صاحبته أكثر من مرة في رحلاته إلى مخيم الزعتري وفي أريحيته التي ربطته بكثير من الملهوفين والمحتاجين من أطفال وأمهات وفي عنايته المستمرة بالمستشفى المميز الذي اقامه “الهلال الأحمر الإماراتي” هناك.
لا أريد ان أسرد حجم المساهمات الإماراتية في مساعدة الأردن والوقوف إلى جانبه على مختلف الأصعدة، كما لا أريد التوقف عند حجم الإستثمارات الكبيرة الإماراتية في الأردن، ولا عند الثقة التي أولاها البلدان لبعضهما البعض رغم كل سحابات الصيف التي كانت القيادتان النشيطتان الأردنية والإماراتية تبددها، ليظل الجو صافيا والعلاقات متدفقة.
كانت الصدفة ان جمعتني بالزميل الإعلامي المميز الذي أدار “شركة ابو ظبي للإعلام” في زمن تألقها، والذي أصبح سفيرا للإمارات العربية المتحدة، ليكون الإعلاميون والمثقفون الأردنيون محظوظين بسفارته في بلادنا، فقد وصل السفير أحمد علي محمد البلوشي وتسلم منصبه وقدم أوراق اعتماده منذ مدة واستقبله العديد من الوزراء وفي مقدمتهم وزير الداخلية القوي النشيط، ووزراء آخرين حرص السفير على الالتقاء بهم.
التقيت السفير في حفل استقبال سلطنة عُمان، فاستقبلني باشاً على عادته، وعلمت أنه يُسر حين يقابل الإعلاميين الذين عمل في صفوفهم مبكرا.
أراهن أن هذا السفير الذي تسلم مناصب وأقسام وإدارات عديدة في وزارة الخارجية في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، سيطور العلاقات الإماراتية الأردنية ، وسيسعى بها نحو الأفضل معتمداً على ما فوضه به سمو الشيخ رئيس الدولة من صلاحيات، ودعم ومن ولي العهد الشيخ محمد بن زايد وغيره من أركان الحكم في الدولة…
السفير خبير في الشؤون العربية وهو يعتمد على مسيرة من العمل السياسي والإعلامي والدبلوماسي، صقلت تجربته التي يعيد الآن توظيفها لتعزيز علاقات البلدين الشقيقين.. منذ استمعت له وهو يقول اثناء وتقديم أوراق اعتماده بين يدي جلالة الملك ” إنني أعبر عن سعادتي سفيرا لبلادي في بلاطكم العامر، وعن فخري واعتزازي بالعلاقات الأخوية والمتميزة بين بلدينا الشقيقين.. وأنني يا جلالة الملك اؤكد حرصي على بذل كافة الجهود لتعزيز أواصر التعاون على كافة الصُعد والمجالات”.
كانت التعبيرات المختصرة بداية حقيقية لنشاط السفير أحمد الذي ما لبث أن تألق دوره في الأشهر الأربعة الماضية لينتبه له المراقبون في نشاطاته المتصلة…
إن صفحات حياة السفير الذي نراهن على قدراته مليئة، ونستطيع ان نورد على سبيل المثال لا الحصر شغله لمنصب مدير إدارة مجلس تعاون دول الخليج… كما شغل منصب دبلوماسي بدرجة وزير مفوض من الدرجة الأولى عام 2014 ، و مدير عام مؤسسة الإمارات للإعلام وعضو مجلس إدارة جامعة زايد، وعديد من المناصب التابعة لدوائر الإعلام منها هيئة الاذاعة والتلفزيون و المطبوعات والنشر والإعلام والتوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة و سكاي نيوز والمجلس الوطني للإعلام…
البلوشي يبني على ما أنجزه قبله من سفراء ويسد الثغرات، ويحرص ان يضطرد البناء لإدراكه أهمية العلاقة الإماراتية_ الأردنية وضرورة أن تبقى متطورة على مختلف الصُعد…
في هذا اليوم الاغر فإنني أضم صوتي لأصوات الأردنيين في التهنئة لدولة الإمارات وشيوخها وقيادتها و كل الأمنيات أن تبقى هذه المسيرة الخيرة صاعدة ومتقدمة لخدمة أبناء الإمارات وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي وأبناء الأمة جميعا..

 

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

القطريون يصوتون على التعديلات الدستورية