تغييب “صنوبر وأبو غريب” عن أدبيات المشهد المسرحي / جمال عياد

عروبة الإخباري – بعد رحيل رائد المسرح الأردني المخرج هاني صنوبر، في نهاية العام 1989 ،أطلقت وزارة الثقافة أسمه في بداية العام 2000 ،على قاعة المسرح الأكبر في المركز الثقافي الملكي، وعلقت لوحة معدنية، على بابه تحمل إسم هذا الرائد المسرحي، ولكن بعد مرور عدة سنوات، غابت هذه اللوحة، حيث تم تجاهل إطلاق إسمه على هذا المسرح، في أدبيات و(بروشورات) المركز الثقافي الملكي، ومديرية المسرح والفنون، ومديريات الوزارة الأخرى.

وكذلك جرى الحال مع رائد آخر أمضى بدوره فترات كبيرة في مضمار المسرح والدراما التلفزيونية، وهو محمود أبو غريب، الذي تم إطلاق إسمه على قاعة المسرح الأصغر في المركز الثقافي الملكي، وبقيت اللوحة التي تحمل أسمه على باب هذا المسرح، إلا أن نصيبه في عدم ذكر إسمه في أدبيات المركز الثقافي الملكي، ووزارة الثقافة كان ليس بأفضل حال من هاني صنوبر.

وبعد متابعات عديدة، تم إعادة الأمور لمجاريها، حيث قامت وزيرة الثقافة آنذاك لانا مامكغ، بإعطاء أمر بإعادة اللوحة النحاسية التي تحمل مسرح هاني صنوبر، على باب المسرح الأكبر، وكذلك ذكر أسميهما في أدبيات ومنشورات الوزارة الإعلامية. حيث لا يزال إسميهما حتى هذه اللحظة موشحين على المسرحين في هذا المركز. حيث نال هذا القرار احترام الوسط الفني سابقاً وحتى الان.

ولكن وبالتحديد، وبعد العام 2017 ،وبخاصة بعد ذهاب الوزيرة مامكغ تم إعادة تغييب اسميهما، رغم وجود اللوحتين المعدنيتين على المسرحين، اللذي يحمل إسم هاني صنوبر، ومحمود أبو غريب، حتى الآن. متناسين اصحاب القرار في وزارة الثقافة بأن وزارتهم جزء من العمل الحكومي العام، وبالتالي يجب احترام المؤسسية التي يقوم عليها وجود أي دولة، فما دام لم يلغ القرار الخاص بتسمية اسم هذين المسرحين اللذين يحملان اسم هذين الرائدين، على قاعتي المسرحين، بقرار آخر، لا يجوز تغييب اسميهما عن أدبيات ومنشورات الوزارة الإعلامية.

وإزاء ذلك فإنه بحق للمتابع أن يتساءل، لماذا يستمر هذا التغييب في مهرجانات مديرية الفنون والمسرح، فمنذ العام 2017 ،سواء مهرجان مسرح الطفل، وعمون لمسرح الشباب، والأردن المسرحي، لم يتم ذكر هذين الرائدين المسرحيين في كُتيباتها، بل ذكر بدلاً من المسرح الأكبر بـ(الرئيسي) والأصغر بـ(الدائري). فلماذا تحدث مثل هذه التجاوزات، بعد تصويب هذا الأمر، عبر تتالي الدورات المهرجانية المسرحية والفنية الأخرى، ولماذا يتم تجاوز المؤسسية في مجتمعنا، رغم تذكيرنا الدائم
للأخوة في وزارة الثقافة، ونقباء نقابة الفنانين حول هذا التجاوز.

كما وأن من حق الرأي العام الفني أن يتسائل، لماذا تتخلى نقابة الفنانين عن مكاسب فنانيها، أمام الآخرين، لا أن تقوم بتغييب إسمي زميليهما صنوبر وأبو غريب، عن مطبوعات المهرجانات التي تقام بالتعاون معها، وبخاصة أن كافة لجان المهرجانات
أعضاءها مشاركين فيها.

وبخاصة أن النقابة هيئة منتخبة، ليست من إحدى دوائر وزارة الثقافة، ولهذا فمن مقومات حضور العمل العام، أن تظهر الإستقلالية بين المؤسسات، التي كفلها الدستور الناظم العام لمختلف المؤسسات الحكومية والشعبية.
هنا كان لا بد من التنبيه الدائم من قبل الإعلام على هذه التجاوزات، لأن نجاحها يقابله سقوط مدوي للمؤسسية!

جمال عياد ناقد مسرحي – الأردن

الرًأي – http://alrai .com

Related posts

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي

وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “لوحة ترسم فرحة” دعما لأطفال غزة

قعوار افتتحت معرضها الشخصي “العصر الذهبي”