عروبة الإخباري_كتب سلطان الحطاب
والحموري هنا هو الدكتور فوزي الحموري رئيس جمعية المستشفيات، فقط أعاد عقد منتدى السياحة العلاجية والسفر الصحي الدولي مرة أخرى و بصيغة أخرى أكثر نجاحاً وتنظيماً وجدوى في المضمون…
الحموري حرّك الحالة الاجتماعية والاقتصادية في صورتها الجاذبة بهذا الحشد الكبير من الضيوف والمتخصصين في مجال الصحة والتعافي والمستشفيات والوسائل العلاجية والسياحة, فقد جاء الحضور من الخارج والداخل بأكثر من الف من السادة والسيدات يغلب عليهم صفة التخصص، وقد ضاقت بهم أكبر قاعة فندقية في البلد، وهي قاعة فندق الرويال الذي قدم خدمات مميزة على كافة المستويات.
كلمه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز كانت واضحة، ولعلها تنبئ بخطوات عملية اذا ما أنجز وعده في رفع القيد عن مواطني دول عديدة مقيدة في زيارتها من أجل العلاج في المملكة…
أما الدكتور الحموري ونتاج لخبرة طويلة في مجال الترويج للسياحة العلاجية، وتبنيه لبرامج تنافسية وقدرة على عرض المنتج الأردني وثقافته في هذا المجال ، فقد شكلت كلمته إضافة نوعية أمام الحضور و كانت أشبه ببرنامج عمل فيه نقاط لمن رغب في تفريغ مضمونها والاستفادة منه.
فالجسم الطبي الأردني العلاجي والدوائي يشكو بيروقراطية الاجراءات الرسمية، رغم التوجيهات الملكية كما الجسم التعليمي في الجامعات وخاصة ما يتعلق باستقدام المرضى والطلاب من دول عربية أصيبت باضطرابات الربيع العربي…
حين أتيح لي أن اسأل داخل المؤتمر جعلت سؤالي متعلقا بما سمعته من مرضى ومسؤولين عرب في الخارج، يرغبون العلاج في الأردن، فقد اشتكوا بيروقراطية الاجراءات خاصة المتعلقة بالأمن وتقييد قدوم مواطني دول عربية عديدة مثل اليمن والسودان وليبيا والعراق (أحياناَ)وغيرها، و هذه الاجراءات تُعظّم الأمن على حساب الاقتصاد وأكثرها يلجأ الى التعميم على طريقة ( سكّن تسلم) وطريقة ( حط راسك بين الروس)، والأسلم هو أن ننظر الى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وحاجة مؤسساتنا الخدمية وخاصة في القطاع الخاص الى استقطاب سياحة وتعليم وطبابة، وإلا فإن تراجع الأمن الناتج عن الحاجة والعوز والفقر و تراجع الاقتصاد و قلة فرص العمل و انخفاض مستويات الدخل سيكون هو الاخطر، وسيأكل الاقتصاد ويضيق عليه….. فالأمن الناتج عن الاقتصاد الجيد هو المطلوب وليس الأمن المرتبك الذي يحرم الحلال ويعمم على الجميع اجراءات غير مبررة، فالأصل هو الإباحة والأصل أن أي متهم بريء حتى تثبت إدانته، ولما كانت أجهزتنا الامنية جيدة ونشطة وعندها قدرات على الرصد والتثبت…. ولما كانت سفاراتنا مرتبطة أيضا بالأمن من خلال الملحقين الأمنيين، فلماذا لا يجري تقديم طلبات زيارات المرضى من خلال السفارات؟ وان يجري تشبيك الطلب فورا في مدة لا تتجاوز “48” ساعة، وبعدها يعطي المريض و أقاربه تأشيرة زيارة فوراَ ليحضروا وسط اهتمام ملموس..
هناك دول محظورة أو مقيدة دون أسباب كافية أو معللة، وأكثرها دول عربية مقيدة بسبب اضطرابات الربيع العربي، حيث تعاقب الشعوب التي لا ذنب لها بدل ان يعاقب اولئك الذين سببوا هذه الاضطرابات او مناصريهم، وبدل ان ننفتح اكثر بالمساعدة لشعوب امتنا نذهب باتجاه الاغلاق عليها، فتزيد المعاناة بأسلوب تقليدي حان وقت تغييره..
لا أريد ان أدخل في البعد الأمني فأهل الأمن أدرى بشعابه، ولكننا نريد ان نقول ان عدم اجتراح وسائل ابداعية في هذا المجال فإنه يشل مؤسساتنا الاقتصادية، وبالتالي تزداد الكلفة الامنية حين لا تتمكن المستشفيات في القطاع الخاص وكذلك الجامعات في القطاع الخاص ان تعمل بطاقة امكانياتها المتوفرة لتوفر فرص عمل وأدامة لعجلة الاقتصاد..
تحدثت في مداخلتي بهذا الاتجاه، وقد نال حديثي الاستحسان بالتصفيق، وأتمنى على دولة الرئيس الرزاز الذي وضعه الدكتور الحموري باسم جمعية المستشفيات الخاصة في أدق التفاصيل المتعلقة بمعانات هذا القطاع ان يتخذ جملة من الخطوات التي وعد بها..
يبقى أن أقول إن الدكتور الحموري والطاقم العامل معه، سواء في جمعية المستشفيات او سكرتارية المنتدى الذ ي عقد اليوم ” منتدى السياحة العلاجية والسفر الصحي الدولي” والذي ساهم في رعايته المجلس العالمي للسياحة العلاجية واتحاد المستشفيات العربية إضافة الى جمعية المستشفيات الخاصة – الأردن، اقول أنهم يستحقون التكريم والثناء على جهودهم الكبيرة وحسن التنظيم، وإحراز الرضى من المشاركين الاجانب الذين ناقشوا وتداخلوا بأوراق غاية في الاهمية عكست منزلة الاردن في هذا المجال…فهذا المنتدى هو الأكبر والأهم على مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا وستكون له نتائج ايجابية اذا اتقنا الحصاد وتحولت الحكومة الى حاضن ايجابي ومشجع بإزالة الكثير من العقبات التي لا مبرر لها، والتي بقيت ذرائع بحاجة الى من يهزها ويثبت عقمها وعدم فاعليتها في تبرير ما هو مستمر من قيود على مواطني كثير من الدول..
نعم الأمن مهم جدا ولكن العيش ولقمة العيش، اي فرص العمل والمقصود أيضاً ما يوفره ذلك من “إطعام” هو مهم جداً ايضا لقوله تعالى: (الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف) الاية رقم “4” من سورة قريش….
فقد وضع الإطعام قبل الأمن اي الحصان قبل العربة فهل ندرك ذلك؟وهل نطالب بأكثر من ذلك!