عروبة الإخباري – تجمع الآلاف من اللبنانيين في شوارع بيروت، مساء السبت، للاحتجاج على الأوضاع المعيشية، بعد دقائق من تأكيد الرئيس ميشال عون أن حلا مطمئنا سيتم التوصل له.
وخرج المئات من اللبنانيين إلى الشوارع للتظاهر لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على فشل السلطات في إدارة الأزمة الاقتصادية، في وقت تبادلت القوى السياسية الاتهامات بالمسؤولية عن تدهور الأوضاع.
أفاد مصدر صحفي أن المتظاهرين أعادوا قطع الطريق الرئيس بين العاصمة بيروت ومحافظة الشمال، في الوقت الذي يشهد فيه منزل رئيس الوزراء سعد الحريري، اجتماعات داخلية ولقاءات متواصلة من أجل الوصول إلى حل للأزمة الحالية.
وأضاف المصدر أن عددا محدودا من البلدات في جبل لبنان والبقاع تشهد تجمعات لعشرات الناشطين، بينما اعتصم آخرون أمام السراي الحكومي في بيروت.
وكانت القوى الأمنية أعادت فتح الطرق في وسط العاصمة الليلة الماضية بعد تفريقها متظاهرين مستخدمة الغاز المدمع، وأعلنت اعتقال أربعين شخصا خلال قيامهم بما وصفتها بأعمال تخريب، وأحالتهم إلى القضاء.
من جهتهم، قال ناشطون إن عشرات المتظاهرين أصيبوا بجراح أثناء فض الاعتصام، وتداولوا مقاطع مصورة تظهر قيام مسلحين، بالتعرض لمتظاهرين في جنوب لبنان خلال احتجاجهم على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
واتهم المتظاهرون هؤلاء المسلحين بالاعتداء على عدد من المشاركين في التحركات الشعبية في مدينة صور الجنوبية، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح. وكانت مدينة صور قد شهدت لليوم الثاني على التوالي تجمعا منددا بالطبقة السياسية الحاكمة.
وتشهد العاصمة اللبنانية ومناطق عدة منذ الخميس حراكا جامعا لم يستثنِ منطقة أو حزبا أو طائفة أو زعيما، في تحركات احتجاجية غير مسبوقة منذ سنوات، رفضا لتوجه الحكومة إلى إقرار ضرائب جديدة في وقت لم يعد بإمكان المواطنين تحمل غلاء المعيشة والبطالة وسوء الخدمات العامة.
فشل وردود فعل
وفي رد فعل تجاه الأحداث التي تشهدها البلاد، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، تضامنها مع مطالب المتظاهرين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ الخميس، ودعتهم إلى التعبير بشكل سلمي عن مطالبهم وحقوقهم.
يأتي ذلك بينما أعلنت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن عن اعتزام الوزارة إخلاء سبيل معظم المحتجزين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، بسند الإقامة.
ووسط تواصل المظاهرات، قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تغريدة عبر حسابه في موقع تويتر، إن بيت الوسط (منزله) خلية نحل اليوم، حيث (تعقد) اجتماعات داخلية وأخرى تقنية واتصالات ولقاءات بعيدا عن الإعلام.
وأشار إلى أنه التقى مع وزراء المالية علي حسن خليل، والأشغال والنقل يوسف فنيانوس، والصناعة وائل أبو فاعور، وشدد على أن اللقاءات مستمرة من أجل الوصول إلى ما يخدم اللبنانيين.
وكان الحريري طلب من المتظاهرين، منحه مهلة 72 ساعة لتقديم حل يرضي الشارع والمجتمع الدولي.
من جهته، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، إن حزبه لا يؤيد استقالة الحكومة إثر احتجاجات حاشدة في مختلف أنحاء لبنان، قائلا إن البلاد أمامها وقت ضيق لحل الأزمة الاقتصادية.
وأضاف نصر الله أنه يدعم الحكومة الحالية “ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة”، وأن الاحتجاجات المستمرة تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود.