أمسية سمونا فيها مع سماء الثقافة في سماء عمّان في بيت الثقافة والفنون

عروبة الإخباري – أحمد أبو حليوة.

كان التاريخ مميزاً ٢٠١٩/٩/٩ كقبلة أولى، والطقس جميل بشكل واضح اللطف كحفل خاص ثري بحضوره، والخريف يطل برأسه ليقول لنا بمنتهى الأناقة والرومنسية ها أنا هنا.
جمع غفير من رواد بيت الثقافة والفنون جاؤوا ينهلون المزيد من لياليه الدافئة الوصل والمزدانة بأوراق الشجر، وهي تستر بعضها بعضاً من وهج الأضواء الكروية التي تناثرت أقماراً فوق رؤوس الحاضرين هنا وهناك في جنبات الحكاية.
والحكاية التقطت تفاصيلها عدسة الرائع العطاء الكاتب والمصور الفوتغرافي البارع محمد صوالحة، وبدأ رسم مخططها مهندس كركي مبدع “شادي العلاوي”، علت حنجرته الأصيلة العابقة بنكهة قريته راكين، بتقديم عام للمكان وأهله مستحضراً ألق عمّان، الدائم السحر، وذلك بصوته المجلجل الواضح الحرف والواثق المعنى، شاكراً سادنة المكان وسيدة بيت الثقافة والفنون الشاعرة الدكتورة هناء البواب، ومعرجاً على كلمة لرئيس منتدى سماء الثقافة السيدة هيام ضمرة، التي ألقت بدورها كلمة رحبت فيها بالمشاركين والحضور بطيبة واضحة المعالم كأم رؤوم تبتسم في وجه صغارها وتمدهم بدفء قلبها، قبيل أن يبدؤوا المسير.
العلاوي تألق في تقديم القاص أحمد أبو حليوة متغنياً بحبه وحبّ الناس لهذه الشخصية الأدبية الثقافية الناشطة والتي بدورها بقيت منحازة لهمّ القضية الفلسطينية.. قضية العرب أجمعين.. قضيتهم المركزية التي على الدوام مهما ابتعدوا عنها تعيدهم ضمائرهم إليها، وتهفو أفئدتهم نحو قدسها، وإليها عاد أبو حليوة من خلال قصة (الحجه فاطمه) التي رصدت لرحلة اللجوء من مطلع الفجر حتى الغروب، راصدة سبعين عاماً من النكبة من خلال تناول أبرز أحداثها السياسية بشكل اجتماعي سريع الوقع ومتين الحبكة وصولاً إلى النهاية المعبرة والمدهشة بواقعية سحرية لا تخلو من سريالية في المشهد الأخير.
ومن جديد صدح صوت العلاوي بتاريخ الكرك وما فيها من شهامة موضحاً دور المرأة فيها توطئة لتقديم ابنة المخيم القاصة اعتماد سرسك، التي أطلقت العنان بدورها لتقديم قصصها وخواطرها وومضاتها، وهي تعيد إنتاج الواقع من جديد بشكل مبدع، متوقفة كعادتها عند قضايا المرأة، ما ظهر منها وما بطن، بأسلوب أدبي موفق وملتزم وصوت نسائي رقيق.
في الجولة الثانية أخذ أبو حليوة الحضور إلى عوالم مختلفة من جودة الإلقاء وسحر التلقي من خلال نصين أدبيين يحملان حمولة درامية كبيرة، الأول اعتمد لازمة “في الطريق” والآخر “لو”.
وأما سرسك فقد عادت للوقوف عند المرأة والتحدّث بلسانها وصوتها بواقعية مؤلمة تارة ورومنسية تداعب القلب تارة أخرى، ليكون الختام بومضة قصصية قصيرة جداً ألقاها أبو حليوة بعنوان “الأخيرة”، فيها من القص والدعابة الكثير، مما نشر جواً من البهجة والمتعة.
في النهاية قامت كل من ضمرة والبواب برفقة الشاعر علي الفاعوري بتكريم المشاركين الثلاثة (أبو حليوة وسرسك والعلاوي) فرسان أمسية أدبية لا تُنسى، كانت ذات يوم هناك على سفح أحد جبال عمّان العابقة بحكايا الناس، وما علق على وجوههم من ألم وأمل، وحلم بغد وطني وعربي أفضل.

Related posts

«ستبقى في قلوبنا»…. كتاب عن الدكتورة مريم اللوزي يحتفي بتجربتها التعليمية والإنسانية والنيابية

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي

وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “لوحة ترسم فرحة” دعما لأطفال غزة