عروبة الإخباري – كتبت سمية أبو عطايا تعليق على برنامج “من عمان” الذي يقدمه الكاتب والصحفي سلطان الحطاب على شاشة تلفزيون فلسطين وكان ضيف الحلقة الدكتور عصام ملكاوي أستاذ العلوم السياسية والإستراتيجية، وعضو جمعية الشئون الدولية.
كان موضوع الحلقة لهذا الأسبوع حول القضايا الهامة والأساسية التي سادت المنطقة العربية ونتائج ما وصل إليه المفكرون السياسيون في أعقاب الزلزال الذي أحدثته الإدارة الأمريكية في المنطقة بعد إعلانها عن صفقة القرن، وما سببته من توتر وأرباك في المنطقة ،خاصة بعد إعلان ترامب بأن القدس عاصمة موحدة للإسرائيليين، وتبعها إعلان ضم الجولان السوري المحتل لإسرائيل و سواء القدس أو الجولان أراضي محتلة سنة 1967وكيف سمح ترامب لنفسه بأن يكون بلفور رقم 2 ويعطي مالايملك لمن لا يستحق.
في البداية أحييك* الأعلامي والكاتب سلطان الحطاب* وأحيي ضيفك الكريم والذي يشاركني الرأي في أن برنامج *من عمان*برنامجا مميزا يلقي الضوء على قضايا الساعة وخاصة ما يحدث في فلسطين وهي بؤرة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وأيضا هذا البرنامج له الفضل في إعادة الإعتبار للقضية المركزية فلسطين وإعادتها للواجهه وإلقاء الضوء على ما يحدث فيها ،كي يعي هذا الجيل من الشباب واجباته تجاه القضية الفلسطينية.
أشكرك وجدا *الإعلامي والكاتب سلطان الحطاب *على هذه المقدمة المفيدة والرائعة التي افتتحت بها البرنامج ولخصت فيها النقاط الهامة التي هزت وأحدثت هذا التوتر وهذا القلق للفلسطينيين وحلفائهم وشركاء الدم والمصير الأردن الشقيق.
تحدثت فيها عن ضم القدس والجولان لإسرائيل وازاحة ملف اللاجئين الفلسطينيين عن الطاولة استعدادالتصفية وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ،الأونروا، وبهذا يقضى على الحلم الفلسطيني بالعودة وإلغاء هذا الحق التاريخي، وقد تماهت الإدارة الأمريكية مع الموقف الإسرائيلي وأغلقت مكتب م.ت.ف في واشنطن وقطع المساعدات الأمريكية عن السلطة الوطنية الفلسطينيةوالصمت الامريكي إزاء حجز إسرائيل الأموال الفلسطينية المتأتية من الضرائب ،ومنع الدول العربية من إعطاء أي قروض للسلطة الفلسطينية ،لتغطية الأزمة المالية التي تعيشها السلطة الوطنية الفلسطينية والهدف تركيع الشعب الفلسطيني وقيادته حتى ترضخ وتقبل بصفقة القرن،وقد أوكل ترامب لثالوث الشيطان، وكما وصفتهم باليمينيين و الأغرار قليلي الخبرة والذين طرحوا أفكار مقاولين في السياسة الأمريكية ظنا منهم انهم يستطيعون أن يأتوا بما لم يستطع أن يأتي به الأوائل، وأخذوا على عاتقهم تصفية القضية الفلسطينية،قضية مر على الصراع العربي والفلسطيني الإسرائيلي ما يقرب من قرن ونصف معتقدين أنها صفقة بيع عقار أو أن الفلسطينيين قبيلة من الهنود الحمر في أمريكا أو قبيلة في أستراليا يسهل القضاء عليها،لكنهم وجوهوا بصمود الشعب الفلسطيني وقوة صلابته، فقد احتلوا أرض فلسطين، لكنهم لم يستطيعوا احتلال إرادة هذا الشعب.
وتحدثت أيضا عن نفوذ الحركة الصهيونية في التطبيع الذي توقد ناره من الخليج إلى المحيط لكنه لم يصل إلى إرادة الشعب الفلسطيني، وتحدثت عن موقف الشعب الاردني الشقيق والذي كان ظهيرا للشعب الفلسطيني ولا زال، ولم يفصل نهر الأردن بين الشعبين الفلسطيني والأردني بل أكد على نهر الأردن المقدس الذي تعمد فيه السيد المسيح الفلسطيني والذي حمل رسالة النور للعالم بأسره.
وأكدت لو أن الامريكيين لم يبدأوا بعدوانية شديدة تجاه الفلسطينيين،لدرس الفلسطينيون والعرب صفقة القرن ،،لكن صفقة القرن ولدت ميتة.
كان السؤال الأول والمهم* للأعلامي والكاتب سلطان الحطاب *ماذا بعد انتهاء الزار في البحرين وطوي العرب لأوراقهم وعادوا،سمعنا قبيل المؤتمر وخلال عقده جعجعة ولم نر طحنا.
يجيب الدكتور الملكاوي أن مؤتمر البحرين سبقةوسيليه مؤتمرات كلها تهدف إلى حل القضية الفلسطينية ويتأسف لأن الحلول كلها جائرة، ولم تأت بحل عادل لقضية الشعب الفلسطيني ،ثم تحدث ضيفك الكريم عن نقطة هامة وجوهرية ،وهي محاولة محو الذاكرة العربية ،وخاصة الشابة منها من خلال التسميات التي تبعت احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عنوة رغما عن سكانها وسميت بالنكبة أو النكسة وهي مسميات استخدمت للتخفيف من الجور والظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني بعد اقتلاعه من أرضه واحتلالهامن قبل العدو الصهيوني.
إن المحطات المتتالية التي ساهمت في محو الذاكرة العربيةتبعتها محطات جديدة القصد منهامحو الذاكرة العربية لذا يطلب الدكتور الملكاوي العودة إلى البداية حتى يعي الشعب العربي والفلسطيني القضية الفلسطينية،،،لكن الدكتور الملكاوي يقول انه لا يخاف ذاكرة الفرد الفلسطيني فالجيل الحاضر ولو انه ولد بعد النكبة الا أنه مصمم أن له أرض وأنه له الحق بها بغض النظر عما أستعمل من أدوات لغسل الأدمغة، والأمور التي سيغت لأبعادهم عن أهدافهم، لم تجد نفعا،ولم تمنع طفلافلسطينيا أن يمسك حجرا ويواجه دبابة.
ثم يتحدث ضيفك الكريم على تأثير الدعاية الصهيونية في أن هناك شعبين،بالتالي يجب ان يكون هناك دولتين ،ويتساءل هل يجوز أن اقسم بيتي إلى قسمين؟ فتستدرك* الإعلامي والكاتب سلطان الحطاب * وتقول ومع ذلك قبل الفلسطينيون، ثم يواصل الدكتور حديثه مذكرا بوعد بوش الاب وبوش الأبن في قيام الدولة الفلسطينية سنة 2015 ،،ويقول هانحن على أبواب سنة 2020ولم يعط الفلسطينيون شيئا،، بل على العكس نشهد تنكر الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لقرارات الشرعية الدولية، وتحول القضية الفلسطينية من حق في إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية،حسب قرارات الشرعية الدولية،يحيلها ترامب ونتنياهو إلى قضية إنسانية وكأن الفلسطيني ليس له الحق في إقامة دولته وإنما أختزلت مطالبه في المطالبة بالمأكل والمشرب فقط.
تحدث ضيفك الكريم عن الأموال التي أقرت في مؤتمر البحرين 50مليار ستدفعها الدول العربية ،وتشرف عليها إسرائيل ويوزعها كوشنير، يتساءل ضيفك الكريم طالما أن الأموال عربية لماذا لا تعطى مباشرة فنحن عرب وأخوة ثم يستطرد قائلا لقد قال كوشنير إن المقدم لورشة البحرين 140صفحة لم يعرض كوشنير الا ثلاثين صفحة أين الباقيات، هل هي الجانب السياسي؟لماذا لم يتم التحدث عن الجانب السياسي.
ثم تضيف* الأعلامي والكاتب سلطان الحطاب *كعادتك تغني الأجابات وتثري الحديث بأضافاتك التي تنم عن سعة الأفق والتمكن من الموضوع الذي تتناوله،الجانب السياسي أصبح مماطلا به ،يقال أنه مرتبط بالانتخابات الإسرائيلية ثم أعلن كوشنير لم يبق شيئا، وقد لا يعلن وطويت الأوراق.
وهذا سؤال مهم أخر توجهه لضيفك الإعلامي والكاتب سلطان الحطاب*
أن الإدارة الأمريكية أطلقت فكرة صفقة القرن ثم نامت ،وانشغل العرب بها واختلفوا واتفقوا عليها،كيف يمكن للنظام العربي الأن بعد أن صادرت أمريكا وإسرائيل قرارات الشرعية الدولية بما فيها المبادرة العربية والشعب الفلسطيني محاصر وأموالهم محجوزةرغم كل هذه الظروف يلتف حول قيادته ولا ينقلب عليها أليس غريبا ؟الشعوب عندما تجوع تثور .
أسئلتك كلها مميزة الأعلامي والكاتب سلطان الحطاب *فهي تدور في خلد كل فلسطيني وعربي وطني مهتم بالقضية الفلسطينية.
فيجيب الدكتور الملكاوي بأنه لايراهن على العرب في أن يقدموا شيئا لأنهم في حالة ضعف ويقفون على أرضية مهتزة ،بينما الفلسطينيون يقفون على أرض صلبة صامدون في أرضهم، ويتطرق الدكتور الملكاوي إلى نقطة هامة جدا ،وهي أين القضية الفلسطينية في مناهج التعليم العربية وهو الأكاديمي والذي يلمس بنفسه مدى جهل هذا الجيل العربي بالقضية الفلسطينية وتاريخنا العربي والثقافي ،فلا يعرف شيئا عن معاهدة سايكس بيكو، ولا يعرف شيئا عن العصابات الصهيونية التي أحتلت فلسطين،فهذا التجهيل ممنهج ومتعمد، وأرى هنا يأتي دور الأكاديميين والمثقفين والحريصين على القضية الفلسطينية،وحلها حلا عادلا،أن يعيدوا أحياء القضية الفلسطينية للذهنية العربية وتربية النشئ العربي والفلسطيني،ويتحدث عن دور الجماهير العربية وما قدمته للجزائر، ،ثم يتحدث الدكتور الملكاوي عن تجربته ودخوله القوات المسلحة من أجل فلسطين ويؤكد على أن مشكلة العرب مع الحركة الصهيونية وليست مع اليهود لأن اليهودية والمسيحية لا يكتمل إيماننا الا اذا أمنا بها،ثم يتحدث عن حركة المسيحين المتصهينين والذين يعتقدون بأن المسيح لن يعود الا بعد قيام إسرائيل الكبرى وبناء الهيكل،وترامب يقدم لهم كل الدعم ليكسب أصواتهم في الانتخابات القادمة.
يذكر الدكتور الملكاوي نقطة هامة وهي أن إسرائيل طوال تاريخها لم تقدم مبادرة سلام واحدة وهذا يدلل على أنها ليست دولة تسعى إلى السلام.
تذكر *الإعلامي والكاتب سلطان الحطاب*نقطة هامة وهي نتنياهو ومن ورائه أمريكا يمارسون كل أنواع الضغط على القيادة الفلسطينية يريدون أن يثبتوا للعرب بأن الفلسطينيين لا يقبلون بكل ما يعرض عليهم ويظنون بأن العرب هم من سياتون بالفلسطينيين ليوقعوا بأيديهم على تصفية قضيتهم من خلال القبول بصفقة القرن .
يقول الدكتور الملكاوي بأن الربيع العربي لو نجح لكان لمصلحة القضية الفلسطينية ،وأنا اخالفه الرأي لأن من قام بالربيع العربي ،ربما كانوا محقين في حراكهم لكنهم لم يكونوا مؤهلين لذلك ولم تكن لديهم قيادة ناضجة ،ولم تكن الظروف مهيئة لهذا الحراك ،وأدخلت قوى خارجية حرفت الثورات عن مسارها الأساسي وهي الحرية والديمقراطية ،،،وكما ذكرت الإعلامي والكاتب سلطان الحطاب الربيع العربي صمم للوصول إلى الحالة التي وصل إليها.
يطالب الدكتور بالتحالف مع المنظمات اليهودية المناهضة للكيان الصهيوني واثبات انه كيان عنصري ،،يراهن الدكتور الملكاوي على النار التي تحت الرماد والمقصود بها الجماهير الفلسطينية في داخل فلسطين وعدم الاستهانة بفعل 6مليون ونصف .
السؤال المهم والذكي الكاتب سلطان هل فعلا كما يقول البعض بأن الرئيس عباس مغامر لأنه رفض الشريك الأمريكي ووصفه بأنه شريك غير نزيه، واعتبره البعض أنه مغامر ويمكن أن تصنع في عواصم عربية قيادة بديلة ..
الاجابة أن الشعب الفلسطيني شعب ذكي وواع التف حول قيادته لذا استمد الرئيس محمود عباس قوته وتحديه من موقف شعبه ويقاس على ذلك موقف الشعب الاردني عندما وقف بصلابة مع قيادته ممثلة بجلالة الملك حسين رحمه الله عند وقوفه مع العراق،،،والآن أيضا يستمد جلالة الملك عبد الله قوته ولاءاته الثلاث من التفاف شعبه حوله.
السؤال الأخير والذي كان من أهم الأسئلة التي طرحتها الأعلامي والكاتب سلطان الحطاب *فانك محاور فذ وتستطيع أن تصل باسئلتك إلى هدفك وهي الأسئلة التي تدور في أذهان المشاهدين والمتابعين،فأنت قارئ جيد لمزاج الشارع وكيف يفكر،،و السؤال حول العلاقة الفلسطينية الأردنية
يجيب الدكتور الملكاوي هذه العلاقة خط أحمر وأن تلاحم الشعبين الفلسطيني والاردني يعطي نتائج ناجحة ولا مناص الا أن تكون العلاقة الفلسطينية الاردنيةعلاقة مترابطة متماسكة قائمة على وحدة المصير،،ويجب إفشال الخطط الصهيونية والتصدي لها بأسلوب سياسي اذا ما فكرت في حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن.
الشكر الجزيل الإعلامي والكاتب سلطان الحطاب *على هذا البرنامج الناجح والمميز، ونتمنى بثه في أكثر من قناة عربية حتى يطلع الشباب العربي على دورهم حول ما يدور في المنطقة من أحداث تهمهم وتحدد مصيرهم وحتى يقوموا بواجبهم تجاه قضيتهم المركزية فلسطين واوطانهم ،،بورك فيكم