عرموش يقيم حفل وداع للسفير الفرنسي في عمان

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب 
في جو ساحر وبهيج وفي مساء صيفي عمّاني هادئ وجميل أقام أبو مهند السيد ” احمد عرموش ” حفل استقبال في منزله ذو الإطلالة الجميلة دعا فيه المقربين من أصدقائه لوداع السفير الفرنسي السيد دافيد بيرتولوتي الذي أمضى أربع سنوات من عمله في المملكة …
الحاضرون أكثرهم يعرف السفير الفرنسي بحكم أعمالهم ومواقعهم وصلاتهم، فمن غير احمد عرموش يستطيع جمع هذا العدد المميز من الشخصيات المعنية بالعمل العام أو حتى الاقتصادي والاجتماعي، وعلى مدار أكثر من ساعتين تخللها كلمات جميلة وحين تحدث السيد عقل بلتاجي في كلمة طويلة لم تخل من خفة الظل كعادة ” أبو الليث” فقد جاء على سيرة السفير وعلى ما أنجزه وتعامل معه من قضايا ومشاريع وافكار خدمت الأردن مما جعله سفيراً مميزاً لدولة لها مكانتها الكبيرة في العلاقات الأردنية مع دول العالم خاصة بما تركته من اثر يتعلق بالثقافة والتعليم والمنح الدراسية..
كثير من الحاضرين يتكلمون الفرنسية بعد أن توسع انتشار الفرنسية في الأردن نتاج العلاقات التي تتميز بالاستقرار والتطور والانفتاح…
عقل بلتاجي في جمعية الصداقة الأردنية الفرنسية بنى على ما كان أنجزه من سبقه من هذا الباب، ورأى أن العلاقة مع فرنسا لها قيمة كبيرة كدولة صديقة تضع الأردن في مقدمة اهتماماتها في قضايا الشرق الأوسط لما تمثله السياسة الأردنية من دور وفاعلية في قضايا السلام والاستقرار والعمل على تطوير الفرص وتجفيف التوتر وتوظيف الجهد في هذا السبيل.
انطباعات السفير الفرنسي السيد دافيد بيرتولوتي، عن عمله في الأردن انطباعات ايجابية جدا، وقد وضع يده على مواقع التميّز في هذه العلاقة، وأثنى على ما يتمتع به الأردنيون من خصال حميدة ومن كرم وأريحية..
السفير الفرنسي كان واحدا من انشط السفراء الفرنسيين الذين عملوا في المملكة وأيضا من انشط السفراء الاجانب وخاصة الأوروبيين نظرا لاهتماماته المتعددة وخاصة في الجوانب الامنية والعسكرية وفي بناء المفاوضات وتعزيز العلاقات الدولية . ولعل سيرته التي نقدمها تضيء هذا الجانب من حياته ونشاط.

لقد اثبت السيد احمد عرموش سواء في كلمته المختصرة والمؤثرة أو حتى في الهدية ذات الدلالة التي قدمها للسيد السفير وحرمه أن رجال الأعمال المخلصين والوطنيين يمكنهم أن يدفعوا بالعلاقات الثنائية وان يعززوها بأكثر مما يفعل امهر السفراء، وأنهم أي رجال الأعمال يمكنهم أن يفتحوا أفاقا جديدة وان يبنوا صلات عميقة بل ويؤسسوا لتوجهات تبدأ منها علاقات الدول، خاصة وان هذا الزمن هو زمن العلاقات الاقتصادية وان كثير من السفراء حتى لدى الدول المؤثرة والكبرى تستند إلى دور للسفير في المجال الاقتصادي في الدرجة الأولى، فالسياسة تعني عند كثير من هؤلاء تعزيز الاقتصاد، إذ أن ترجمتها الحقيقة هي اقتصاد إن كانت نجحت، في حين أن المدرسة التقليدية العربية التي ظلت ترى في الدبلوماسية مجرد سياسات تبنى من الكلام والعلاقات العامة والمجاملة أنتهت أو تراجعت كثيراً.. فالاقتصاد هو اسمنت العلاقات الدولية وهو الدافع لمتغيراتها ولدينا أمثلة كثيرة ماثلة في العلاقات الدولية المعاصرة المستندة إلى العلاقات الاقتصادية في الدرجة الأولى .. وترجمة لذلك.. وإن كان على مستوى رمزي بسيط فقد رأيت السفيرة الأميركية السابقة تفتتح في عمان أحد معارض شركة ماكدونالدز في فرع صغير على طريق الجامعة الأردنية وتجلس مع الامهات اللواتي اصطحبن أطفالهن الى صالة المطعم لتسأل وتستفسر عن الرضى وأسباب الاقبال وتشاركهن في الجلسة والحديث وتناول الوجبة.. باعتبار ماكدونالدز شركة اميركية بدأت استثمارات في الأردن في وقت مبكر قياسا إلى تعميمها في العالم العربي وقد كان السيد أحمد عرموش الذي يمتلك سلسلة مطاعم ماكدونالدز في الأردن حريصا على أن يقدم النموذج في تعزيز العلاقات من هذا الباب الناجح.
وهو إذ يقدم السفير الفرنسي ويدعو للاحتفاء به بسبب انها فترة عمله في المملكة فإنه بذلك يتيح لاصدقائه من رجال الاعمال الاردنيين المزيد من الفرص المتاحة مع دولة لها علاقات مميزة مع الاردن.
لمثل هذه الدعوات قيمة وأهمية في تبادل وجهات النظر التي لا تخل من السياسة خاصة وان بلد بلدنا يواجه الكثير من الصعوبات والأسئلة المعلقة التي تتناول الواقع القائم وضرورة الخروج منه بمواقف افضل وخسائر أقل.
فالسعي الأردني كان وما زال يبحث عن الحلول السلمية وعن الاستقرار و يؤكد باستمرار على المواقف الثابتة للأردن ازاء الصراع العربي الاسرائيلي، وضرورة موضعته وايجاد الحلول فيه على قاعدة الشرعية الدولية في حل القضية الفلسطينية والتي مازالت فرنسا تمسك بها و تدعو اليها رغم ما اصاب المنطقة من خلل وتطورات ما زالت بحاجة الى فهم و تقديم حلول ناجحة والخروج من اطار ادارة الأزمات الى مسار البحث عن حلول لها.
وكان السفير الفرنسي في لقاء مع “قناة رؤيا” في برنامج “حلوة يا دنيا” قد أكد في حديث مطول على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى الشراكة الوثيقة وخاصة في مجال الامن والسياسة وكان ذلك في 15/ 6/ 2019 ،ولمعرفة المزيد عن الدور الذي لعبه السفير الفرنسي في سفارته يمكن الاستفادة من سيرة حياته في اضاءه عمله.

يأتي دافيد بيرتولوتي من الوسط الدبلوماسي وقد عمل كمستشار للشؤون الخارجية وعيّن سفيراً لفرنسا لدى المملكة الأردنية الهاشمية بموجب مرسوم من رئيس الجمهورية بتاريخ 8 تشرين الأول 2015, تغطي خبرته المهنية المسائل السياسية-العسكرية ومنطقة الشرق الأوسط.

من تمّوز 2012 إلى أيلول 2015، عمل دافيد بيرتولوتي مديراً للإدارة الفرعية لنزع التسلّح وعدم انتشار الأسلحة النووية في إدارة الشؤون الاستراتيجية والأمن ونزع الأسلحة التابعة لوزارة الخارجية والتنمية الدولية. وبهذه الصفة، شغل منصب المستشار الفرنسي الرئيسي والمسئول عن فريق الدبلوماسيين والمهندسين لدى المدير السياسي، رئيس المفاوضين الفرنسيين للمفاوضات النووية مع إيران، والتي توجت باتفاق وقّع في فيننا في 14 تمّوز 2015. في ما مضى، كان يشغل منصب المستشار الثاني، ومدير المعهد الفرنسي في الأمارات العربية المتحدة في السفارة الفرنسية في أبوظبي (2010-2012). من 2007 إلى 2010، تم إيفاده لدى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) للعمل كمساعد لمدير مكتب الأمين العام (وهو المنصب الذي تعاقب عليه أثناء وجوده كل من جاب دو هوب شيفر وأندريس فوغ راسموسين). بهذه المنسابة، كلّف بتنظيم القمة التي تصادفت مع الذكرى الستين لإنشاء المنظمة في ستراسبورغ – كيهل وبمتابعة عملية عودة فرنسا بشكل كامل إلى عضوية الناتو. كما عمل في مجال العلاقات مع دول الحوار المتوسطي، ومن بينها الأردن. من 2003 إلى 2007، عمل دافيد بيرتولوتي في الإدارة الفرعية لنزع التسلّح وعدم الانتشار النووي، وكان مسئولاً تباعاً عن مسائل الانتشار البالستي والدفاعات المضادة للصواريخ ومن ثم عن الملف النووي الإيراني.

دافيد بيرتولوتي خريج معهد الدراسات السياسية في باريس (قسم الخدمة العامة) وقد درس أيضاً في المدرسة الوطنية للإدارة (دفعة “رينيه كاسان”).

وهو متزوج من كلير ولديه ولدان.

وكان السفير الفرنسي دافيد برتولوتي أكد على متانة الشراكة الاردنية الفرنسية والتزام بلاده بدعم الاردن خاصة في هذه الاوقات العصيبة التي تمر بها المنطقة.
وقال برتولوتي خلال حفل استقبال أقامته السفارة حفلا بمناسبة العيد الوطني لبلادها، بحضور عدد من المسؤولين والبرلمانيين والسفراء والصحفيين والمدعوين، ان الشراكة الفرنسية الأردنية تقوم على عدة أواصر إنسانية، مشيرا بهذا الخصوص الى السياح الذين تتزايد أعدادهم ورجال الأعمال والخبراء والمتطوعين من المنظمات غير الحكومية الذين يزورون الأردن ويعرفونه ويحبونه. وأضاف، إن شراكة فرنسا مع الأردن تعبّر عن ثقتنا بهذا البلد وثقة فرنسا بشعب الاردن الشاب الغني بالطاقات والتطلعات، مشيدا بما حققه الاردن من اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وهي اصلاحات صعبة لكنها ضرورية.
واكد حرص السفارة الفرنسية على التواصل مع المواطنين الاردنيين واقتراح مشاريع مَلموسة بِهَدَف تَحسين حَياة الناس، ولهذا، فإن الهدف من مشروع (سوا) في الوكالة الفرنسية للتنمية في مجال التدريب المهني، مساعدة آلاف الأُردُنيين واللاجئين السوريين في مُحافَظات الشمال، لزيادة فُرصهم في العُثور على عَمَل، مشيرا أيضا الى التعاون في مجال الدِّفاع المدني وتأسيس توأمة بين الدفاع المدني الأردني والأمن المدني الفرنسي.
وعرض برتولوتي لتطورات الوضع في المنطقة، مشيرا الى الهزيمة التي لحقت بداعش في العراق، وكذلك التطورات في جنوب غرب سوريا وموقف بلاده الداعي لضرورة التوصل إلى حل سياسي ينهي المأساة المستمرة في سوريا منذ سنوات.
واشار الى أن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ما زال يشكل مصدرا كبيراً لغياب الاستقرار وخلال الأشهر الماضية، لافتا الى اتخاذ قرارات تتنافى مع القانون الدولي ما أضعف آفاق السلام، كما أن الوضع في غزة مستمر بالتدهور بشكل خطير. واكد سعي الاردن وفرنسا لتحقيق السلام والعمل سويا ًمن أجل التخفيف من معاناة السكان، ومثال ذلك المساعدات المقدمة من خلال الخدمات الطبية الملكية لصالح المستشفى الميداني الأردني في غزة.
كما أشار إلى المخاطر الكبيرة المترتبة على الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من خطة العمل المشتركة الشاملة مع إيران.

Related posts

تعديلات مؤقتة للملكية الأردنية على رحلات من وإلى مطار الملك حسين الدولي

٧٨ محاميا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل

الملك عبد الله الثاني يتصدر قائمة أكثر المسلمين تأثيرًا في العالم