عروبة الإخباري – أكد ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن ما يجري الآن هو محاولة أمريكية لإنكار الوجود الوطني الفلسطيني، وتمكين الجانب الإسرائيلي من التوسع، ومحاولة لشرعنة المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في القدس.
وقال القدوة في لقاء عبر شاشة (البي بي سي): “لا يوجد ما يمكن التعامل معه في السياسة الأمريكية، وإذا استعرضنا الإجراءات الأمريكية، فهي تبدأ من إنكار حل الدولتين إلى إنكار الموقف التقليدي ضد المستعمرات، إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة، وإغلاق القنصلية الأمريكية، وحجب التمويل عن وكالة (أونروا)”.
وأضاف: “الأفضلية لدى إدارة ترامب هي إخضاع السلطة الوطنية الفلسطينية، لكي تتعاون معها في المخطط الأمريكي المقبل، وهذا لم ولن يحدث مستقبلاً”.
وفي السياق، أكد القدوة، أنه لا يوجد (صفقة قرن)، لافتاً إلى أن الخطة الأمريكية المقبلة، تتطلب تعاملاً فلسطينياً ودعماً عربياً، مستبعداً أن توافق أي دولة عربية على الخطوات الأمريكية أو أن تتبناها.
وقال: “مازلنا لسنا متأكدين من كيفية انعقاد الورشة، ومستوى التمثيل العربي فيها، وما الذي سيحدث، ولا أعتقد أنه سيكون هناك نتائج ملموسة لها، ولا يوجد أي خير متوقع منها”.
وفي سياق ذي صلة، أكد القدوة أنه لابد من استعادة قطاع غزة، ضمن النظام السياسي الفلسطيني، ولابد من رؤى سياسية جديدة واقعية، يمكن من خلالها تحقيق الصمود، وإفشال المخططات الأمريكية.
وقال: “نحن لسنا سعداء بمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، ولا أي دولة كبرى، فنحن ندافع عن الوجود الوطني الفلسطيني وحقوق الفلسطينيين”.
وأضاف: “لا يوجد فراغ في قيادة السلطة الفلسطينية، حتى نبدأ في البحث عن خلفاء أو بدائل، والمسألة ليست متعلقة بفرد، فنحن في مواجهة الكثير من الأخطار، والحل يتمثل في المزيد من التماسك والوحدة للوصول إلى رؤى”.
وحول استقالته من اللجنة المركزية، قال القدوة: “استقلت بسبب ماجرى في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الأخير، والنتائج التي تمخضت عنه، وبالتالي احتجاجاً على ذلك، وعلى بعض الأشياء الأخرى، وتمسكت بها، ولكن كان هناك ردود فعل إيجابية من زملائي في اللجنة المركزية، والرئيس، وكانت هناك محاولات للاقناع، وبالتالي أعترف وأُقر بأني تراجعت عن الاستقالة”.
واعتبر القدوة، أن هناك مبالغات كثيرة في الانتقادات التي وجهت للسلطة الوطنية الفلسطينية، والتي تقف وراءها جهات معادية للشعب الفلسطيني، منوها في الوقت ذاته إلى أنه لم تجر الإصلاحات الضرورية وبالشكل السريع والقدر اللازم.
وفيما يتعلق بالانتخابات، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: “حتماً سنشهد انتخابات، والشعب الفلسطيني لن يتخلى عن الديمقراطية كأساس في حياته الداخلية، فلا شك أننا سنرى ذلك”.
وأضاف: “رغم ذلك، فإني لست مقتنعاً بأنه في ظل الانقسام الفلسطيني، يمكن أن يكون هناك انتخابات فلسطينية عامة، وبالتالي اعتقد أن استعادة الوحدة هي طريق الانتخابات، ولدينا الكثير من المهام لتعزيز الديمقراطية قبل الحديث عن الانتخابات العامة، فعلينا أن نرسخ العُرف الديمقراطي بين كافة أطياف الشعب الفلسطيني”.