عروبة الإخباري – احتفل البيت الأدبي للثقافة والفنون بعيد الفطر السعيد من خلال معرضه الفني الجماعي الدائم الذي يشتمل على مجموعة من اللوحات الفنية والأعمال الحرفية، التي قدمت إهداء لهذا البيت وصاحبه خلال الأعوام الماضية، علماً أنّ فقرة المعارض الفنية التشكيلية بدأت فيه عام ٢٠١٣ بمعرض جماعي افتتحته الفنانة التشكيلية الفلسطينية الكبيرة تمام الأكحل.
مؤسس البيت الأدبي للثقافة والفنون ومديره القاص أحمد أبو حليوة أدار مجريات اللقاء الشهري العام رقم ١٧٥ والذي سار بطريقة غير نمطية، إذ اعتمد على مشاركة جميع الحضور والذي بلغ عددهم أكثر من ثلاثين رجلاً وامرأة من مختلف الأعمار في الحديث والتعريف بأنفسهم وتقديم بعضهم لشيء من إبداعه الأدبي والفني.
أول المتحدثين كان الشاب حمزة الدهني الذي عرّف بنفسه وعمله، تلته القاصة لطيفة عيسى التي أشارت إلى القيمة الأدبية والثقافية والإنسانية المميزة التي يتحلى بها البيت الأدبي، ومن بعدها قدّمت المناضلة الفلسطينية بعضاً من سيرة طفولتها وذكريات مشاهدتها للمناضل الكبير عبد القادر الحسيني في القدس، ومن ثم تحدّث السيد سميح محادين عن ذكريات وطقوس العيد في إحدى قرى الكرك قبل أكثر من خمسين عاماً والتسوق من سوق الخليل آنذاك، كما تحدّث من بعده السيد سمير أبو زيد عن تجربته الإنسانية ونشاطاته المختلفة، ومن ثم تلاه المهندس رامي أبو دامس، ومن بعده كانت كلمة ومشاركة للحكواتي محمود جمعة ليليه الشاب المسرحي الواعد بهاء القباوي الذي قدّم عرضاً مسرحياً بعنوان “انفصام”، ومن بعده جاء الأستاذ محمد عبد الفتاح الذي تحدّث عن بعض ذكرياته في المخيم والخيام وعن الحياة آنذاك، ومن ثم تحدّثت السيدة نسرين زياد عن تجربة العيد في فلسطين، وأثار صاحب المشاعر الجياشة عدنان تيلخ أحاسيس الجميع بكلامه عن المرحوم والده وعن أخته ليقرأ بعد ذلك قصة قصيرة معبرة، ولينتقل الحضور من بعده إلى عالم الشعر من خلال قصيدة للشاعر حسن جمال وقصيدة نبطية للشاعر خالد صوالحة، ومن ثم الاستماع إلى كلمة مقتضبة من الفنان والكاتب الساخر أحمد القزلي ومن ثم كلمة أخرى جمعت ما بين الثقافة والفلسفة والسياسة من قبل الناشط الثقافي أحمد أبو شاويش، وبعد ذلك كانت كلمة للسيد أحمد الأطرش، ليليه الاستماع إلى قصيدة نبطية من الشاعر الشاب غيث الخلايلة مسجلاً بذلك مشاركته الأولى في الوسط الشعري والثقافي من خلال البيت الأدبي، ومن ثم كلمة من الشاب الآخر محمد الخلايلة، ليكون الحضور بعد ذلك مع مشاركة بريئة من قبل الطفلة العراقية جنى الدوسري التي أنشدت جزءاً من أغنية “يا يمه في دقه على بابنا” وهي للمغني الفلسطيني الملتزم (أبوعرب)، وكم كانت السعادة غامرة بحضور (الكاتب ماجد الصالح) بطل لقاء العريس العائد من السفر بعد سبع سنوات من الغياب، حيث شارك بنص أدبي وتحدّث قبل ذلك عن تجربته مع البيت الأدبي للثقافة والفنون وطقوسه القديمة، لاسيما أنه من الرعيل الأول والشاهدين على المرحلة العمانية (٢٠٠٤-٢٠٠٧)، التي كانت معروفة بصالون أحمد أبو حليوة قبل الانتقال إلى الزرقاء عام ٢٠٠٨ والتسمية الجديدة للصالون عام ٢٠٠٩ بعد خمس سنوات من انطلاق هذا الصرح الأدبي والفني المميز في الساحة الثقافية الأردنية، ومن بعده انتقل الحضور إلى كلمة الفنان التشكيلي إياد صبحه وحديثه عن تجاربه في العمل الفني الحرفي الذي يعتمد على التدوير، ومن بعده قدّم الشاعر العراقي سعد يوسف كلمته وإحدى قصائده الشعبية، وهو المعروف باختصاصه بالشعر الغنائي، حيث غنى كلماته كبار المطربين العرب من أمثال الفنانين كاظم الساهر وماجد المهندس وباسم العلي والفنانة لطيفة التونسية، ليليه بعد ذلك تقديم كلمة قيمة ومعبرة من قبل الأكاديمي والفنان التشكيلي العراقي القدير مهند الداود صاحب التجربة الفنية المميزة والموسوعية الثقافية المصحوبة بسحر التعبير واستنطاق مكنونات الجمال ومدلولاته، ومن بعده عاد الشعر عمودياً من خلال الشاعر عمر عياش الذي قدّم كلمة وقصيدة، قبل أن ينتقل الحديث إلى الأستاذ خالد مقدادي والفنان المسرحي عبدالحكيم عجاوي الأخوين اللذين تحدّثا بعمق عن قضايا حياتية واجتماعية مهمة تمس الفرد والجماعة في آنٍ معاً، ليليهما الشاب المبدع عزالدين أبو حويلة الذي يخوض القصيدة العمودية للمرة الثانية من خلال قصيدة مسبوكة الوزن وجميلة الشعر الذي تخطى النظم ولكنه مازال أسيراً للصور الفنية التقليدية، ليكون الختام بعده بالكاتب مصعب بنات الذي قدّم نصاً أدبياً يعكس الأسلوبية الخاصة به والمعتمدة على معجم لغوي ثري متأثر بألفاظ القرآن الكريم بل وأسلوبه السجعي الذي أحسن توظيفه.
وكالعادة أنهى مؤسس ومدير البيت الأدبي للثقافة والفنون الكاتب أحمد أبو حليوة اللقاء بتقديم موجز وملخص لمجرياته، قبل الانتقال إلى أخذ الصور التذكارية لمن ظلّوا من الحضور لهذا اللقاء المميز وهذه الاحتفالية المختلفة الطقوس والوقع والأثر.