لم تنفك المؤامرات التي تستهدف تقويض حق الشعب الفلسطيني العيش بحرية بوطنه التاريخي وتقويض حقه بتقرير المصير واقامة دولته المستقلة منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
وما مشروع الثنائي نتنياهو ترامب الذي سماه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفعة القرن إلا حلقة جديدة من حلقات التآمر ولن تكون الأخيرة وما الدعوة الامريكية لعقد مؤتمر اقتصادي ” ورشة عمل ” في عاصمة دولة خليجية ” البحرين ” إلا مؤشر على ابتداع عنوان جديد لحلقة تآمرية جديدة تلي الحلقة المتعثرة أو المرفوضة (صفقة القرن ) فلسطينيا وعربيا ومن الدول الصديقة ومن المجتمع الدولي الحر المؤمن بقيم الحرية والعدالة ونبذ الإحتلال وتصفية الاستعمار.
هنا يبرز تساؤل يحتار اللبيب بالإجابة عليه وهو ما مصلحة أولا دول عربية وإسلامية وصديقة بالمشاركة في مؤتمر “يهدف للانقضاض على حقوق الشعب الفلسطيني الاساسية” مرفوض من حيث المبدأ والمنطلق فلسطينيا ” شعبا وقيادة ” ؟
للوقوف على أهداف ومصالح الدول الداعية والمشاركة :
الدول الداعية : —
تعتبر إدارة الرئيس الأمريكي ترامب بايحاء وتوافق مع القيادة الصهيونية الاكثر عنصرية واجراما بقيادة نتنياهو الجهة الرئيسية الداعية والمقررة لجدول أعمال المؤتمر المؤامرة وللاطراف المدعوة بهدف إمكانية ضمان تحقيق أهدافه المتمثلة في :
● إنتزاع قرار رسمي بتخلي القيادات المشاركة عن دعمها السياسي والقانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
● فرض التطبيع على القيادات المشاركة مع الكيان الصهيوني العنصري الإرهابي من خلال الموافقة والترحيب بدعوة القيادة الإسرائيلية ورمزها مجرم الحرب نتنياهو وزمرته.
● إنتزاع قرار بالموافقة على التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني الاساسية وخاصة السياسية منها والمكفولة بميثاق الأمم المتحدة وبالمواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية وبالقرارات الدولية والإقرار بنتائج الحروب العدوانية كأمر واقع.
● ان تشكل إفرازات ونتائج المؤتمر انجازا لسياسة ترامب الخارجية ولتشكل رافعة لدعم حملة ترامب الانتخابية لدورته الثانية ولدعم المعسكر الصهيوني اليميني بقيادة نتنياهو مما يعزز أيضا حملة ترامب الانتخابية .
أما الدول المدعوة للمشاركة : —
يمكننا تقسيم الدول المشاركة إلى :
■ دول ممولة (دول الخليج العربي ودول الإتحاد الأوروبي ).
■ مؤسسات و دول نافذة سياسيا واقتصاديا (الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ).
■ دول إقليمية محيطة ومتداخلة مع فلسطين ( الاردن ومصر والمغرب ).
■ دول عددية ديكورية ( غير ما ذكر ) .
بناءا على ما تقدم نخلص إلى نتائج عدة منها :
☆ فكرة الدعوة للمؤتمر وفلسفتها تصب في مصلحة المشروع الصهيوني التوسعي العدواني.
☆ الرؤية نتنياهوية ترامبية وواجب التنفيذ ملقى على باقي الدول المشاركة كل ودوره المطلوب سواء بالترغيب أو الترهيب.
☆ تقويض المشروع الوطني الفلسطيني ومحاولة الانقضاض على الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني تسهيلا للتعامل مع القضية الفلسطينية من بعد إنساني.
☆ تنصيب الكيان الصهيوني شرطيا سيئا لقيادة المنطقة بهدف تنفيذ المخططات الاستعارية ولمنع أي نهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية وعلمية في الوطن العربي الكبير مما يستدعي المضي في تقسيمه وتفتيته على أسس مذهبية وعرقية وطائفية واتنية.
الأطراف الأكثر تضررا : —
أما الدول الأكثر تضررا من نتائج المؤتمر وتداعياته المباشرة وغير المباشرة في حال مشاركتها فهي الاردن ومصر والمغرب وبالتأكيد دول الخليج العربي.
لذا المطلوب من الدول العربية والإسلامية والصديقة خاصة ان لا مصلحة ايجابية تعود عليها العمل على إجهاض المؤتمر وأهدافه التي تشكل إنتهاكا صارخا لميثاق الامم المتحدة وللاعلان العالمي لحقوق الإنسان ولاتفاقيات جنيف ولجميع القرارات الدولية من خلال الإجراءات والخطوات التالية :
—– أن تبادر رئاسة القمة العربية الحالية بمخاطبة ملك البحرين للاعتذار عن إستضافة المؤتمر الأمريكي الإسرائيلي لمخالفته جميع قرارات القمم العربية على مدار العقود الماضية وخاصة قمة الظهران وتونس.
—– الإعتذار عن المشاركة في المؤتمر مهما واجهت من اغراءات أو ضغوط.
—– الإعلان مبكرا عن رفض مخرجات المؤتمر المؤامرة.
—– التاكيد على رفض تجاوز منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
—– التأكيد على ضرورة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية بالرغم من ظلم بعضها تاريخيا.
الشعب الفلسطيني مدعوما من جماهير الشعب العربي وقواه السياسية والشعبية ومن الشعوب الحرة وإيمانا بحقه بالتحرر وتقرير المصير مستمر في نضاله حتى إنجاز أهدافه الوطنية .
الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي بقيادة م . ت . ف .لن يرضخ ولن يركع ولن يستكين مهما بلغت التحديات فقوته تكمن بايمانه بحقه وبوحدته وبعدالة قضيته مهما طال الزمن. ….
قوة فلسطين قوة لداعميها وضعفها تهديد لأمن واستقرار من يتخلى عنها. …..
حان الوقت لمواجهة غطرسة وعنجهية ترامب نتنياهو فالقوي يفرض احترامه ومصالحه. ..فهل من متعظ ؟ !