عروبة الإخباري – قال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، إن كل من يشارك أو يوقع أو يقبل بـ (صفقة القرن) الأمريكية فهو خائن، متهماً حركة حماس بـ “سرقة الشعب الفلسطيني في غزة”.
وأوضح الأحمد، لصحيفة (الأخبار) اللبنانية، أن القيادة الفلسطينية في حرب مفتوحة مع الأمريكيين، وأن ورشة البحرين ساقطة من قبل أن تولد، متابعاً: “هذا الأمر قاله مبعوث الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات: أماتوها قبل أن تولد”.
وأضاف: “يكفي أن كل الفلسطينيين لن يشاركوا، وكل الفصائل بلا استثناء أعلنت رفضها للصفقة، كل رجال الأعمال الفلسطينيين والشخصيات التي دعيت، أكثر من 100 شخص، لن يشارك أي منهم في ورشة البحرين، وبعضهم يحمل الجنسية الأمريكية، وُجهت دعوات لثلاثة مسؤولين رسميين فلسطينيين، ونحن لن نردّ على الدعوات حتى بالاعتذار”.
وحول توجيه دعوة للرئيس محمود عباس لحضور ورشة البحرين، قال الأحمد: “لم توجه دعوة للرئيس عباس، والمدعوون هم وزراء مالية واقتصاد ورجال أعمال وخبراء، ومعلوماتي أن أميركا طرحت ورشة البحرين كبديل من طرح تفاصيل الصفقة التي كان من المفترض أن يُعلن عنها بعد عيد الفطر”.
وأكمل: “التسريبات الدقيقة التي نشرتها جريدة إسرائيل هيوم، وما تلاها من ردود فعل غاضبة، دفعت الأميركيين إلى التأجيل واختلاق ورشة البحرين، كان أبو عمار يقول، إنه طالما قلم الرئيس الفلسطيني نيابة عن الفلسطينيين لم يوقّع، ووقّعت الكرة الأرضية، فلا قيمة لذلك”.
واستطرد: “أبو مازن ملتزم بهذا الموقف، ويقول: لن أموت خائناً، وكل واحد يشارك أو يوقّع أو يقبل بهذه الصفقة فهو خائن، وهذا ينطبق على الفلسطينيين والعرب، رسميين وغير رسميين، ومؤتمر المنامة هو نقيض مبادرة السلام العربية ومقررات القمة الإسلامية الأخيرة في مكة، ولا نقبل أي تبرير، حتى من الذين قد يضطرّون إلى أن يذهبوا بسبب ظروف معيّنة بمستوى متدنٍ، مئة فلسطيني دُعوا إلى مؤتمر البحرين، ولن يشارك أحد منهم حتى حَمَلَة الجوازات الأميركية”.
وأشار الأحمد، إلى أن مشاركة مصر والأردن ستكون متدنية جداً، وأن إسرائيل نفسها إذا طُرحت الصفقة بشكل رسمي، فإنها لن تقبل ببعض جوانبها، مستكملاً: “نحن لن نقبلها من أولها إلى آخرها، وهذا كلّه من تخطيط صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنير، وغرينبلات، والعاهر ديفيد فريدمان”.
وتابع: “قال عنه أبو مازن كلب ابن كلب، هذا الكلب تربى في بيت إيل، وهي مستوطنة تبعد 1000 متر عن بيت أبو مازن و500 متر عن مكتبي، وفيها مقر قيادة جيش الاحتلال في الضفة الغربية، في قلب رام الله، ومنذ فترة، استقبل ابنته في المطار التي مثله تحمل جنسية إسرائيلية، وأوصلها إلى معسكر الخدمة الإلزامية في جيش الاحتلال”.
وأكمل: “نحن بدأنا هذا التحرك، كلجنة تنفيذية في منظمة التحرير قررنا توسيع الفكرة، وكلّفنا الأخ عباس زكي أن ينقل فكرتنا إلى لبنان، وتم الاتفاق على تنظيم نشاطات مع المؤتمر القومي العربي على مستوى العالم العربي، المقترح أن يكون عقد المؤتمر في بيروت، وحكماً في فلسطين ستكون هناك تحركات كبيرة جداً”.
وتابع: “في الداخل، نحن لم نتوقف لحظة واحدة عن المقاومة الشعبية، قد تستغرب، في غزّة رقم واحد عدد الشهداء التابعين لفتح، حوالى مئة شهيد، وبعض الإعلام العربي يشوّه صورة التحركات وينكر وجود فتح، وللأسف حماس تغرد على التشويه حتى تظهر أنها المتصدرة”.
وحول عدم الإعلان عن دولة فلسطين، قال الأحمد: “نحن أعلنّا أننا دولة، والمجلس الوطني الفلسطيني أكد على انتخاب أبو مازن رئيساً لدولة فلسطين؛ لكن لنكن صريحين، مثلاً حاولنا تغيير جواز سفر السلطة لأنه جزء من أوسلو أشقاؤنا العرب لم يقبلوا التعامل إلا مع الجواز القائم”.
واستطرد: “ما فيش حدا معترف فيه، لمين بدنا نعمله؟ وللأسف، جواز الاستخدام الخارجي الفلسطيني، أوروبا تسمح بالتعامل معه وأميركا أيضاً، إلّا العرب لا يقبلون”، وفق تعبيره.
وأكمل: “نحن في حِلٍّ كامل من أوسلو، ولكن ما لا نستطيع فعله نتمنى على أشقائنا أن يساعدونا عليه، لا نريد ألسنتكم، نريد سيوفكم، وليس هناك تنسيق أمني كما تعتقدون”.
وحول مقترح قدمه الرئيس اللبناني نبيه بري، يقضي بعقد لقاء موسّع لقادة الفصائل الفلسطينية كافة، على أن يحضر الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنيّة، قال الأحمد: “حماس تسعى إلى مثل هذا اللقاء، نحن أوقفنا الاجتماعات منذ محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ومدير المخابرات العام الماضي، وهذا القرار ازداد صلابة بعد لقاء موسكو، عندما رفضوا التوقيع على أن منظمة التحرير هي الممثل للشعب الفلسطيني، وهم وقّعوا عشرات المرات في الماضي على هذا الموقف”.
وأضاف: “أبو مازن قال لهم إنه مستعد للمصالحة، ونحن ندفع حتى الآن كل الأموال في غزة، حوالى 100 مليون دولار، والموظفون في غزة أخذوا رواتبهم، في الإدارة والتعليم، والخطوات التي أعلن عنها أبو مازن، وقال إنها ضرورية لم ينفذها”.
وأكمل: “حماس تسرق الشعب الفلسطيني في غزّة لأنها تأخذ ضرائب بشكل غير قانوني، فبعد الانقسام صدر قرار رئاسي بإعفاء أهل غزة من الضرائب، والحصار هو حصار إسرائيلي، قبل الانقسام بدأ وازداد بعد الانقسام، ونحن في منظمة التحرير، للشهر الثالث على التوالي، نأخذ نصف راتب، من أبو مازن وجرّ”، حسب قوله.
وتابع: “المقاصة التي تحتجزها إسرائيل هي حوالى 200 مليون دولار، وقَدَّرت إسرائيل أموال أسر الشهداء بـ 11 مليون دولار في الداخل، وبسبب رفض إعطائنا هذه الأموال نرفض قبض الأموال الباقية ولن نقبل”.
واستطرد: “هل سمعت بنيامين نتنياهو يقول نحن ندخل أموال قطر إلى غزة حتى نضمن بقاء الانقسام وفصل غزة عن الضفة؟ هناك دول تؤيّد الانقسام الفلسطيني، وفي المقابل المقاومة اللبنانية ضد الانقسام الفلسطيني بشكل شرس، وهذا الأمر تحدّثنا به مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما التقيناه، ما هو خلاف حماس السياسي معنا؟ ألم تعدّل حماس ميثاقها وتعترف بحدود 1967؟ مثلاً عندما حاولت أميركا وإسرائيل طرح موضوع تصنيف حماس كحركة كمنظمة إرهابية، نحن تصدّينا، ولم ننتظر حماس لتطلب منا ذلك”.
وقال: “حماس جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية ومكونات الشعب الفلسطيني، وفي مرحلة التحرر الوطني لا مكان للانقسام، ولا مكان للخلافة الإسلامية، نحن ضد الخلافة الإسلامية كمبدأ، لأن الوقت الآن هو وقت مواجهة الاحتلال، وليس كما يعتبر محمود الزهار أن فلسطين كالمسواك”.
واستكمل: “أريد أن أقول للإخوان في حماس ماذا ينتظرون للمصالحة؟ سأقابل الرئيس بري، وأشرح له حول ما سألتني عنه سابقاً، أي المبادرة، والآن هناك تحرّك مصري بعيداً عن الإعلام ولن نتكلم به، اتفقنا مع المصريين على ذلك”.