تصادف الذكرى 52 لحرب ” إسرائيل ” العدوانية “التي شنتها على ثلاث دول عربية ” ونتائجه ما زالت ماثلة للعيان في ظل تراخ دولي للعمل على إزالته، هذا العام مع دعوة البيت الأبيض لعقد مؤتمر اقتصادي في المنامة بهدف إدامة الإحتلال واستكمال تحقيق الهدف الاستراتيجي بفرض حالة من الاستسلام خلافا لما معلن بالعمل على تحسين الاوضاع الاقتصادية ورفع مستوى الحياة للشعب الفلسطيني الرازخ تحت نير الاحتلال وجرائمه التي تصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو بأحسن الأحوال ترقى لذلك.
إذن توقيت وأهداف الدعوة الامريكية لعقد المؤتمر الاقتصادي يثير الريبة بل ينطبق عليه دون أدنى شك أو تردد المؤتمر المؤامرة لعدد من العوامل والأسباب منها :
أولا : إختيار دولة خليجية كمكان لعقد المؤتمر بهدف كسر الموقف العربي الموحد وفق قرارات القمم العربية (بيروت والبحر الميت والظهران وتونس ) القاضي باشتراط إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة قبل إقامة أي شكل من أشكال العلاقات مع ” إسرائيل “.
ثانيا : إيجاد شرخ عميق بين الشعب الفلسطيني وقيادته وبين الدول المشاركة خاصة الدول الخليجية.
ثالثا : الضغط على القيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها السيد محمود عباس للتراجع عن قراراتها بمقاطعة الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة ترامب واعتبارها طرفا منحازا لنتنياهو العنصري الإرهابي.
رابعا : إجهاض أي مسعى او محاولة فلسطينية أو فلسطينية أردنية أو فلسطينية عربية للدعوة لعقد مؤتمر دولي لارغام دولة العدوان الصهيوني على تنفيذ القرارات الدولية الداعية لإنهاء الإحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
خامسا : محاولة استكشاف إمكانية إيجاد قيادة فلسطينية تقبل بالتعامل مع القضية الفلسطينية الوطنية من بعد إنساني إقتصادي وإسقاط البعد السياسي للمشروع الوطني النضالي الذي ضحى عشرات الآلاف من الشعب الفلسطيني بدمائهم وحياتهم بقيادة م. ت. ف. من أجل الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
سادسا : التطبيع القسري عبر دعوة مجرم الحرب نتنياهو للمشاركة في الإجتماع وبالتالي تقديم مكافآة للمجرم على جرائمه وتحفيز له لادامة الاحتلال والعدوان.
سابعا : إرسال رسالة لدول إقليمية ودولية مفادها بتراجع أهمية وأولوية القضية الفلسطينية المركزية لدى دول عربية في محاولة للنيل من إرادة ومعنويات القيادة الفلسطينية وشعبها القابض على الجمر والماضي بنضاله حتى التحرير والاستقلال.
كما أن الدعوة لعقد المؤتمر المؤامرة الاقتصادي تعني :
● فشل مشروع ترامب نتنياهو والشائع باسم صفقة القرن أو بالأحرى مؤامرة القرن الحادي والعشرين.
● تحدي إرادة المجتمع الدولي الرافضة لأي مشروع أو خطة لا تتضمن إنهاء الإحتلال للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 ووفقا للقرارات الدولية ذات الصلة بالشأن الفلسطيني.
● التمهيد لفرض يهودية الدولة ببعدها العنصري الديني المتطرف.
● إقرار مبدأ التدخل بشؤون الدول دون مشاركة أو موافقة قادتها وممثليها الشرعيين ونقل التجربة إلى مناطق آخرى في حال نجاحها بالقضية الفلسطينية.
لذا فإن الشعب الفلسطيني يناشد بشدة ملك البحرين الإعتذار عن إستضافة المؤتمر المؤامرة واحترام قرار القيادة الفلسطينية الرافض لهذه المؤامرة والتزاما بقرارات القمم العربية حتى لا يسجل التاريخ لدولة عربية إسلامية احتضانها لمؤتمر صهيوني بدعوة ترامبية.
أحرار العرب والعالم يوجهون تساؤلات لقادة الدول المشاركة في اجتماع المنامة مفادها :
■ ما هو موقفكم فيما لو تم توجيه دعوة لحضور مؤتمر إقليمي او شبه دولي لقوى معارضة لانظمة الحكم بهدف التآمر على استقرار دولة أو دول ما ؟
■ هل سترحبون بمثل هذه الدعوة ؟ وما موقفكم من الدول المشاركة عندئذ ؟
ما حال الشعب الذي يتم استهداف هويته ووجوده وحريته في مؤتمر كمؤتمر المنامة الذي فرض زمانه وأهدافه وجدول أعماله من أعداء مشروعه الوطني للتحرر من الإستعمار ؟
من يقبل بالمشاركة ولو بمستوى تمثيلي رمزي او يتراخى بمعارضته حتى اجهاضه عليه أن يتحمل تبعات قراره ولو طال الزمن. ..
القادة العرب مطالبون رفض الإستسلام للمخطط الصهيوني المدعوم ترامبيا القاضي بادماج الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي الكبير والذي طالما كان هدفا استراتيجيا للحرب العدوانية عام 1967 وما إجتماع المنامة إلا امتداد له.
على الجميع أن يدرك أن المؤامرة تطال الجميع مما تستدعي الحذر وعدم الانتظار لمرحلة “أكلت يوم أكل الثور الأبيض ” وعندئذ لا ينفع الندم. …..؟ !