عروبة الإخباري – –أقرت منظمة الصحة العالمية في الحادي والثلاثين من شهر أيار من كل عام موعداً لليوم العالمي للكف عن التدخين، ويأتي هذا اليوم من أجل لفت نظر العالم إلى مخاطر التدخين وآثاره السلبية على الصحة العامة، والذي يعد الإدمان عليه وباءً عالمياً يفتك بسكان العالم.
ويهدف التركيز بشكل رئيسي على التدخين ومساوئه في هذا اليوم إلى تخفيض حالات الوفيات الناتجة عنه، فقد أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن التدخين يتسبب بوفاة 6 ملايين شخص سنوياً. ومن المتوقع أن يزداد هذا الخطر أكثر فأكثر على مدى العقود المقبلة، إذ لو استمرت الإتجاهات الراهنة فإن ظاهرة تعاطي التبغ قد تؤدي بحلول عام 2030 إلى قتل أكثر من 8 ملايين شخص في العالم في كل عام. ولذلك يعتبر التبغ هو القاتل الأول في العالم. والتزاماً بقانون الصحة العامة أقر مجلس الوزراء الأردني منع التدخين منعا باتاً في الوزارات والدوائر والهيئات الرسمية والأهلية والأماكن العامة اعتبارا من 25/5/2010 وفرض عقوبات بحق المخالفين.
يمثل التدخين تحدياً كبيراً من الناحية الإقتصادية في الأردن فقد أشارت نتائج مسح نفقات ودخل الأسرة 2017/2018 إلى أن متوسط إنفاق الأسر على السلع الغذائية وغير الغذائية والخدمات قد بلغ حوالي 12236.4 دينار اردني، وقد بلغ انفاق الأسر على التبغ والسجائر حوالي 717.1 مليون دينار اردني وبنسبة 4.4% من مجموع الانفاق على السلع والخدمات، بينما تنفق الأسر ما نسبته (4.1%، 2.6%) على الخدمات الصحية والثقافة والترفيه على التوالي، ويتباين توزيع نسبة الإنفاق على التدخين حسب المحافظات، حيث بلغت أعلى قيمة لها في محافظة الطفيلة بنسبة 6.4% تلتها محافظة الكرك والعقبة ومحافظة جرش (6.1%، 6.0% و5.6% على التوالي) وسجلت محافظة العاصمة أقل نسبة إنفاق على التدخين حيث بلغت 3.8%، وكلما زاد حجم الأسرة ارتفعت نسبة إنفاق الفرد على التدخين، فالأسر التي يتراوح حجمها بين 1-2 فرد كانت نسبة إنفاق الأفراد بينهم على التدخين 2.8%، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 4.1% في الأسر التي يتراوح حجمها بين 3-4 أفراد، وسجلت أعلى قيمة لها بين الأسر التي يتراوح حجمها بين 13-14 فرد لتبلغ 7.2%.
من خلال هذه النتائج يتبين أن الأسرة الأردنية تنفق 1.50 دينار على التدخين يومياً، بينما كان متوسط الإنفاق على الخدمات الصحية 1.38 دينار يومياً و1.60 دينار يومياً على التعليم.
وعلى الرغم من أن المدخن يتحمل أعباءً مالية جراء شراء علبة السجائر إلا أن مسح نفقات ودخل الأسرة في الأردن لسنة 2017/2018 يبين أن هناك ارتفاع في نسبة الإنفاق على التدخين بين الأسر ذوي الدخل المحدود حيث بلغت 6.0% للذين يقل دخلهم عن 2500 دينار سنوياً، في حين كانت أقل نسبة في فئة الدخل للأسرة التي يزيد دخلها عن 25000 بنسبة 2.5%.
وأفادت منظمة الصحة العالمية أن هنالك صلة بين التبغ والفقر. فقد بيّنت دراسات عديدة أن أشد الأسر فقراً في بعض البلدان المنخفضة الدخل تخصّص نحو 10 بالمائة من مجمل نفقاتها لشراء التبغ، ممّا يعني أنه لا يبقى لتلك الأسر إلا القليل لتنفقه على الإحتياجات الأساسية كالغذاء والتعليم والرعاية الصحية. ويؤدي التبغ أيضا إلى سوء التغذية والمزيد من التكاليف المرتبطة بالرعاية الصحية وإلى الوفاة في سن مبكرة