الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف والعالم العربي

عروبة الإخباري – صدر عن سفارة أذربيجان في عمّان بيان تاليا نصه:
بقدرما نتأمل في تاريخ الشعوب بإمعان، بقدرما نلمح المسارات والطرق الوعرة التي كانت قائمة أمام زعماء هذه الشعوب خلال عملية بناء دول لشعوبهم والحفاظ على إستقلالها وسيادتها. ويخلص هذا التأمل المتمعن الى التأكيد بأن التاريخ الأردني والأذربيجاني على سبيل المثال، يتشابه بدرجة ما من حيث حيثيات الظروف التاريخية التي كانتا منطقتا الشرق الأوسط والقوقاز تشهدان كل على حدة في حينه.
ويقترن تاريخ قيام المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة والصديقة والحفاظ على إستقلالها وسيادتها ووحدة ترابها بأسماء قادته العظماء، ألا وهم الملك عبدالله الأول بن الحسين والملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
في حال جمهورية أذربيجان، فنرى أن إسم إستقلالها الحديث وسيادتها والمحافظة عليهما يرتبط إرتباطا كثيفا مع فخامة حيدر علييف الذي بفضل حنكته وخبرته الكبيرة المتراكمة في غضون توليه المناصب العليا في سلم الحكم السوفييتي وحبه اللامتناهي لوطنه وشعبه وقريحته الوقادة وبأسه الطبيعي، إستطاع بناء الدولة المختلفة عن تلك التي كان مصيرها على محك في السنوات الأولى من تسعينيات القرن التاسع عشر والحفاظ عليها للأجيال الصاعدة.
لقد كان القائد العظيم حيدر علييف الذي ولد في 10 مايو 1923 في مدينة ناختشوان في أذربيجان، يولي الأهمية الخاصة للعلاقات الثنائية مع العالم العربي هو الأخر، مهما كان النظام الشيوعي يتبع الأيديولوجية المتفرقة ويعود ذلك الى تمسكه بالمبادئ الأخلاقية والمعنوية الخاصة بدعم قضايا الجغرافيا العربية الإسلامية بقوة، مما أكسبه لقبا “صديق العالم العربي الإسلامي”
ممن يهتمون بتاريخ الإتحاد السوفييتي، يلمون بسيرة ذاتية للزعيم الوطني حيدر علييف، حيث بدأ سيرته المهنية بالعمل في أجهزة الأمن، ليترق خلال الفترة ما بين 1969-1982 الى المناصب ذات الثقل السياسي والأمني الضخم مثل سكرتير أول للحزب الشيوعي الأذربيجاني (يعادل اليوم منصب رئيس الدولة) ونائب أول لرئيس وزراء إتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية.
وكان دوره أثناء هذه المرحلة من عمله القيادي حاسما في التطور الاجتماعي والاقتصادي لأذربيجان، إذا يعود إلى جهوده الفضل في وضع أذربيجان كإحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي أكثر إزدهارا.
وإستقال حيدر علييف في أكتوبر عام 1987 من منصبه في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي إحتجاجا على سياسة المكتب.
وإرتباطا بالمأساة التي ارتكبتها القوات السوفيتية في 20 يناير 1990، ظهر في اليوم التالي للمأساة في مفوضية أذربيجان في موسكو مع بيان يطالب فيه بمعاقبة منظمي ومرتكبي هذه الجريمة التي أرتكبت بحق شعب أذربيجان.
وفي ظل ظروف الحرب التي أطلقت عنانها أرمينيا والأزمة الاقتصادية العميقة التي سببها إنهيار النظام الاقتصادي السوفيتي والضغط الخارجي والصعوبات الداخلية من جراء كل هذا، في هذا الزمن العصيب من تاريخ أذربيجان، أبدى شعب أذربيجان موقفا حاسما خلال الإستفتاء العام وإختار في الثالث من أكتوبر عام 1993 إبنه المخلص والصادق رئيسا له وهكذا وضع الشعب أسسا لمستقبل آمن ومشرق للأجيال القادمة.
وأذربيجان اليوم، إعتمادا على رؤية وإرث حيدر علييف، وتحت قيادة وارثه الجدير إلهام علييف، بلد ينمو بديناميكية، مع معدلات نمو اقتصادي غير مسبوقة. وقد حولت الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية الثابتة للرئيس إلهام علييف، وقيادته الحكيمة وحكمه الرشيد للبلاد وسياسته الخارجية النشطة، أذربيجان إلى دولة رائدة على الصعيد الإقليمي وشريك يعتمد عليه في العلاقات الدولية والى محط الأحداث الرياضية والثقافية الكبرى مثل الألعاب الأوروبية الأولى ومسابقة الأغنية الأوروبية وجائزة أوروبا الكبرى فورمولا 1 وألعاب التضامن الإسلامي 2017. وتلعب أذربيجان اليوم دورا محوريا في كافة القضايا والمشاريع الإقليمية ذات الأهمية العالمية مثل خط أنابيب للغازTAP وممر النقل من الشمال الى الجنوب وطريق الحرير العظيم وكذلك تعد جسرا هاما بين الشرق والغرب. وبالتوازي، يؤبه لعمل مؤسسة حيدر علييف التي ترأسها السيدة/ مهربان علييفا النائبة الأولى لرئيس الجمهورية والسيدة الأولى الأذربيجانية، سفيرة النوايا الحسنة لدى منظمتي UNESCO و ISESCO، حيث تنقل تراث حيدر علييف الى الأجيال الصاعدة الى جانب تنفيذ المشاريع الإنسانية والثقافية والتعليمية سواء في ربوع جمهورية أذربيجان أو خارجها.
الى جانب ذلك، يمكن القول بأن العلاقات القوية التي كانت تربط حيدر علييف مع زعماء العالم العربي بما فيهم جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، لعبت دورا حاسما خلال إعتراف البلدان العربية بإستقلال جمهورية أذربيجان إثر سقوط الإتحاد السوفييتي وإقامة العلاقات الدبلوماسية وعلاقات التعاون الثنائي، حيث تستمر تلك العلاقات اليوم وتتزايد قوة ومتانة، ولكنْ بين الخلفين الصديقين والشقيقين وهما فخامة/ إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان وجلالة عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
ورغم رحيل زعيمنا الوطني قبل 16 عاما، فإن أفكاره البناءة والخلاقة لا تزال تأتي بثمارها وأن إسمه وتضحياته في سبيل الوطن الغالي وشعبه العزيز، يظل في قلوب الأذربيجانيين كبارا وصغارا.

شاهد أيضاً

الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016 ضمن قضية «شراء الصمت»

عروبة الإخباري – اتهم ممثلو الادعاء في ولاية نيويورك الأمريكية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب …