هاني القاضي أشاع التفاؤل
عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
دخل مبتسما ورأس المال لا يبتسم إلا بقدر، وكان لذلك ان اشاع أجواء من التفاؤل، فالتشاؤم الزائد أصبح سمة أردنية لا بد من محاصرتها.
فقد وفّر بنك الاستثمار العربي الأردني قاعة في مقره الجديد الراقي لانعقاد الهيئة العامة التي ترأسها هاني القاضي رئيس مجلس الادارة، الذي حاز خبرات عميقة حين بدأ السلم من أوله في الوظيفة البنكية إلى أن إرتقى إلى أعلاها مديراً تنفيذياً ثم رئيسا لمجلس الادارة.
وقد تتلمذ هاني على يد والده صاحب التجربة العريقة في العمل المصرفي عبد القادر القاضي الذي ما زال يقطف ثمار ما زرع، ويحرص على أن تكون النتائج كما أرادها دائما.
الاجتماع جاء في وقته، وكان الأقصر زمنا بين البنوك ، فهاني يحفظ درسه وقد أعد لهذا اليوم، ورغم الظروف الاقتصادية الذاتية المحلية في الاردن والموضوعية في المحيط والإقليم عبرت عن صعوباتها وتركت آثارها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، إلا أن البنك استطاع أن يتكيف تماماً و أن يضغط الانفاق حتى لا تكون الربحية أقل من السنة الماضية بكثير، وإن كانت الأرباح عن عام 2018 لم تبلغ ما بلغته عن العام الذي سبقه، فقد استطاع البنك المحافظة على نفس مستوى ادائه خلال العام الماضي مقارنة بعام 2017 وقد سجلت الأرباح بعد الضريبة 16.8مليون دينار مقارنة مع أرباح أكثر قليلا عن العام الذي سبق حيث بلغت 17.2 مليون دينار، وإذا ما جرى التدقيق فان هذه الأرباح قبل الضريبة كانت قد بلغت 24 مليون دينار.
هذا هو الاجتماع الأربعين للهيئة العامة للبنك، وهي محطة تاريخية مهمة من عمر البنك الذي بلغ الاربعين وهي سن البلوغ والرشد وتراكم التجربة والبدء في الاشعاع، فالاربعين هي سن النبوة، والأربعين بين البنوك الأخرى تعطي البنك ميزة من العمل المؤسسي والخبرات المتراكمة، واعتقد أنها أي الأربعين كمناسبة كانت فرصه تمتاز للتقييم وإعادة النظر وإنتاج حالة جديدة من الرؤية المصرفية التي تأخذ بأحدث المعايير وتطبيقها.
بلغة الأرقام التي عرضت في التقرير وعلى السادة المساهمين والحضور فإن البنك حقق نسب نمو متوازنة في بعدي الموجودات والمطلوبات، وبما يضمن صلابة ومتانة المركز المالي للبنك والجهود التي بذلها ومازال ليعزز معطيات الربحية من التشغيل حين تجاوزت الموجودات حاجز المليارين، وهذه تؤشر إلى نسبة نمو 10.6 % عن العام السابق، وقد بلغ مجموع ودائع العملاء والتأمينات النقدية 1.57 مليار دينار، وبلغت التسهيلات الائتمانية المباشرة بالصافي 752.7 مليون دينار، وأيضا حافظ البنك على سلامة المحفظة الائتمانية، كما أشار التقرير إلى أن نسبة القروض غير العاملة إلى إجمالي التسهيلات 2.18 % من أقل النسب بين البنوك الأردنية، وفي الميزات التي خصت البنك أيضا أن نسبة كفاية رأس المال بلغت 15.90% وفقا للتعليمات العالمية، وهذه أعلى بكثير من النسب العالمية والمحلية المطلوبة 12.8% على التوالي مما يدل على متانة الوضع المالي للبنك.
هاني القاضي مستبشرا فقد كان وعد أن يحافظ البنك على تقاليده الهادئة وأن يأخذ بالأفضل في الأداء المصرفي وفي الأتمتة، وأن يستمر في التقدم استجابة لرغبات زبائنه ومساهميه الذين كانوا راضين عن النتائج بسبب ثقتهم بإدارة البنك ومجلس إدارته التنفيذية، الذي حافظ على مصداقية مستمرة رأى فيها المساهمون رأسمال اضافي يضاف الى رأسمالهم..
الأسئلة انصبت على المشاريع وعلى المقررات التي كان البنك يشغلها، وقد جاءت إجابة رئيس مجلس الإدارة مطمئنة من أن المقر الذي على الدوار الخامس جرى تأهيله ليكون استثمارا عائدا بفوائد مجزية ولم يعد معطلا او في قائمة الانتظار.
قدرات البنك التسويقية باتت ملموسة، وكثير من الجوانب التي جرى تجديدها مكنت البنك من الانتقال إلى مرحلة ريادية جرى التخطيط لها ووضع المعالم الواضحة على طريقها.
لقد تابعت المناقشات القصيرة والجادة من جانب المساهمين وكلها مداخلات واقعية وعملية رحب بها رئيس مجلس الادارة الموصوف بهدوئه واحترامه الشديد للمتعاملين مع البنك وفي مقدمتهم مساهميه الذين يلتقيهم باستمرار وعلى فترات عديدة، يجيب على استفساراتهم وأسئلتهم دون اعتبار لحجم المساهمة او حتى طبيعة الاستفسارات.
صحيح ان بنك الاستثمار العربي الأردني ليس كبيراً في رأسماله ولا حتى في حجم عمله بين البنوك الأخرى الكبيرة، ولكنه نموذجا لما يجب أن تكون عليه البنوك من تحوّط ومن قدرة على كسب الزبائن والحرص على مدخراتهم وحتى استثمارها في الأوجه التي تحفظ المزيد من الانجاز..