المناضلة الفلسطينية وداد العاروري والفناد التشكيلي الدغليس في لقاء البيت الأدبي الـ 174

عروبة الإخباري – أقام البيت الأدبي للثقافة والفنون لقاءه الشهري العام رقم ١٧٤ حيث استهل بافتتاح مديره القاص أحمد أبو حليوة للمعرض الفردي “حارات البلاد” للفنان التشكيلي محمد الدغليس الذي عرض مجموعة من لوحاته الفنية التي أعادت ذاكرته إلى تلك الأماكن التي عاش فيها صباه وترعرع، إذ يذكر أنه ولد في سلفيت/نابلس عام ١٩٤٨، وتخرج بعد ذلك من جامعة اسطنبول الفنية عام ١٩٧٢ مهندساً معمارياً، وقد كان مهندس بلدية سلفيت في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وهو صاحب مكتب هندسي، صمم مبنى رئاسة الجامعة الأردنية وأشرف على تصميم وزخارف وديكورات مسجد الملك عبدالله الأول المؤسس، وكذلك الكثير من مقابر الصحابة والصروح التذكارية، وهو عضو نقابة المهندسين الأردنيين وعضو اتحاد المعماريين العالمي وعضو لجان تحكيم مشاريع التخرج لطلاب العمارة في الجامعات الأردنية، وقد نال شهادة دبلوم مركز الفنون والموسيقى (رسم وتصوير) عام ١٩٨٨ وأصبح عضو هيئة إدارية في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين لثلاث دورات، وهو رئيس اللجنة الفنية في منتدى الرواد الكبار، كما أنه صاحب ومؤسس جاليري الدغليس للثقافة والفنون منذ عام ٢٠١٤.

وقد أقام خلال تجربته الطويلة أكثر من خمسين معرضاً فنياً تشكيلياً جماعياً محلياً وعربياً ودولياً، وثمانية معارض شخصية أيضاً، ولقي معرضه الدافئ في البيت الأدبي للثقافة والفنون إعجاب الحضور، ليتلقى في ختام المعرض من مديره (أحمد أبو حليوة) شهادة شكر وتقدير لدوره المميز في إثراء المشهد الفني التشكيلي الأردني والعربي، ليقوم بعد ذلك بالتكرم على هذا البيت بتقديم إحدى لوحاته كهدية تذكارية له، ستكون ضمن المعرض الجماعي الدائم في البيت الأدبي للثقافة والفنون.

بعد ذلك كان الحضور مع ضيفة اللقاء وهي المناضلة الفلسطينية وداد العاروري المولودة في مدينة القدس عام ١٩٣٨ وهي التي اضطرت للهجرة مع أهلها بعد نكبة فلسطين وقد كانت تشارك في المظاهرات منذ أن كانت في المرحلة الإعدادية، وقد عملت معلمة في الكرك ومن ثم أصبحت مديرة في رام الله، وفي رام الله التقت بزوجها محمد عبد اللطيف، حيث كانت هي الفتاة الوحيدة معه في المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين، وفي حرب حزيران أسهمت في مساعدة الجنود الأردنيين ومداواة جراحهم في الضفة الغربية والمساعدة في إيصال بعضهم إلى الأردن، وقد عادت بعد ذلك وعملت مديرة في وادي السير، ونفي زوجها إلى فنزويلا مطلع السبعينيات وقد لحقت به عام ١٩٧٥، وهناك عملت على تدريب الطلاب العرب اللغة العربية، وعملت على تشكيل أول اتحاد للمرأة العربية في فنزويلا وامريكا اللاتينية، وشاركت في تشكيل لجنة التضامن الفنزويلية مع الشعب الفلسطيني، وكذلك في أول خلية للجبهة الديمقراطية هناك بل وفي تأسيس الجبهة ذاتها في اجتماعات قيادتها في منزلها، وقد عادت عام ١٩٨٥ إلى الأردن، وأصبحت عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني، وبعد ذلك بسنوات قليلة عادت إلى فنزويلا، وشاءت الظروف أن ترتبط هي وزوجها بعلاقة صداقة مع الرئيس الفنزويلي (تشافيز) من خلال مساندتهما له وتردده على منزلهم في فنزويلا، قبل أن يصبح رئيساً، وعندما أصبح رئيساً عينها مستشارة لسفيرة بلده في سوريا، حيث أقامت هناك عام ٢٠٠٦، وقد التقت بالرئيس السوري بشار الأسد آنذاك، كما ألبست الرئيس الثوري الكبير نيلسون مانديلا الحطة الفلسطينية في مؤتمر لجنة التضامن الأمريكية اللاتينية، وقد عادت مؤخراً للاستقرار في الأردن عام ٢٠٠٩، وهي منذ ذاك الحين تمارس نشاطها الوطني من خلال اتحاد المرأة الأردنية، والمشاركة في عدة فعاليات للقوى الحزبية والثقافية الوطنية.
وبعد فقرة ضيفة اللقاء كان الحضور على موعد مع فقرة التفاعل الاجتماعي (الاستراحة) في البيت الأدبي للثقافة والفنون، ومن بعدها انتقلوا إلى الفقرة الموسيقية والغنائية من خلال فرقة شمس الوطن للأغنية الوطنية الملتزمة ممثلة بمغنيها عازف العود الفنان عماد الحسيني وعازف الكمان الفنان يوسف أبو غيث، كما شهد اللقاء عرضاً مسرحياً قصيراً موندرامياً بعنوان “تمرّدْ” من تأليف وإخراج وتمثيل الفنان الشاب المبدع عزالدين أبو حويلة، وكذلك استمع الحضور إلى حكاية “ليلة الدبكة” من الحكواتي محمود جمعة، وأما القراءات الشعرية فكانت من نصيب كلّ من الشعراء: حسن جمال وخالد صوالحة وخليل إطرير، وقرأ قصة كل من القاص عدنان تيلخ والقاصتان لادياس سرور ولطيفة عيسى، في حين قدّم المبدعون أحمد أبوحليوة وسمير أبو زيد ومحمد عبدالفتاح مجموعة منوعة من النصوص الأدبية المختلفة الأساليب والمضامين، والتي تفاعل معها الحضور بالتصفيق وإبداء الآراء المختلفة والنقد الانطباعي البناء، لتنتهي طقوس هذا اللقاء في منتصف الليل بمشاركة خمسة عشر مبدعاً ومبدعة.

شاهد أيضاً

جَنينُ قلبي

عروبة الإخباري – زينة جرادي جَنينُ قلبي قطفتُ نجمًا أزاحَ عتمَ ظلامي فنامَ في حِجري …