عروبة الإخباري – بقلم: بلال حسن التل –
ما الذي شهدناه في جولتنا في مصانع شركة البوتاس العربية بمنطقة البحر الميت؟ بهذا السؤال ختمت مقال سابق لي عن شركة البوتاس العربية، وأسباب اختيارها من قبل جماعة عمان لحوارات المستقبل،لتبدأ بها زيارات برنامج ملك الإنجاز الذي تتبناه الجماعة، والذي يهدف إلى مواجهة موجة إنكارالإنجازات الوطنية، خاصة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والعمل على إبراز هذه الإنجازات بالمشاهد الميدانية؟
والجواب على هذا السؤال إن ما شهدناه كثير، كله يدخل الفرح إلى القلب، ليشحنه بالأمل بمستقبل مشرق لوطننا، وهو مستقبل تسهم شركة البوتاس بدور كبير في صناعته وتحقيقه على أرض الواقع،لأن الشركة هي التي تنتج بترولنا الأبيض، الذي يتحول إلى ملايين الدنانير من العملة الصعبة التي ترفد خزينة للدولة، حيث رفدت شركة البوتاس العربية عام 2018 النظام المصرفي الأردني بمبلغ يقارب المليار دولار، تخطط الشركة لرفعه مائة مليون دولار هذا العام،علماً بأن الشركة وزعت مائة مليون دينار أرباح نقدية على مساهميها عن نفس العام،بعد أن حققت أرباحا وصلت لمائة وخمسة وعشرين مليون ديناراً،كما أنها دفعت للخزينة بصورة مباشرة عام 2018 مبلغ 71 مليون دينارعلى شكل ضرائب وعوائد،وبهذا تصل مساهمات الشركة النقدية المباشرة في خزينة الدولة منذ عام 2013 حتى نهاية العام الماضي إلى مليار ومائتين وستة وثلاثين ديناراً أردنيا.
ولشركة البوتاس أدوار اقتصادية اخرى منها:أنها رفعت قيمة أسهم الحكومة في الشركة من مائة وسبعة وستين مليون دينار إلى ثلاثمائة وستين مليون دينار، عدا عن فرص العمل التي توفرها الشركة، والتي تبلغ أربعة الآف ومائتان وستة وثلاثين فرصة عمل، منها ألف وسبعمائة وتسعة وثلاثين فرصة عمل مباشرة، وهو رقم مهم جداً في ظل تنامي نسبة البطالة في بلدنا، يزيد من قيمته أن الشركة توظف أيضا إمكانيات ألف ومائة مقاول أردني يساهمون في تنفيذ مشاريعها،وكل ذلك مما يعظم الدور الاقتصادي الكبير والإيجابي لشركة البوتاس بالنسبة للدولة الأردنية، التي تحرص أيضاً على توفير فرص تدريب متميزة لكادرها البشري، مما جعله كادراً مميزا قادراً على تحقيق النجاح تلو الآخر، معززاً السمعة الإيجابية للقوى البشرية الأردنية على مستوى الإقليم والعالم.
لا يتوقف الدور الاقتصادي لشركة البوتاس عند حدود ما تدخله من موارد إلى خزينة الدولة، وعند فرص العمل التي توفرها، ولا لتشغيلها لشركات مقاولات كبرى، بل يتعدى ذلك إلى الإنفاق المباشر على المجتمع من خلال برامج خدمة المجتمع،عبر أدائها لدورها في المسؤولية الاجتماعية،حيث يصل معدل ما تنفقه الشركة على خدمة المجتمع إلى عشرة ملايين دينار سنوياً تقريباً، تغطي من خلالها كل مناطق المملكة، فترفد المستشفيات بالأجهزة، وتبني المدارس وتزودها بالمختبرات،بالإضافة إلى دعمها للجمعيات والمؤسسات والأندية الرياضية والاجتماعية والثقافية، وبهذا تكون شركة البوتاس العربية نموذجاً يحتذى في الأداء الاقتصادي الذي يوازن بين الحفاظ على حقوق المساهمين وتعظيم أرباحهم، وبين خدمة المجتمع الذي تعمل فيه والمساهمة في التنمية الشاملة له.