شركة البوتاس .. الرضى يصل 100%

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب-
كنت في اجتماع الهيئة العامة لشركة البوتاس العربية وقد تابعت إدارة الاجتماع الذي كان حضاريا ومنظما ومتميزا حين أعطى رئيس المجلس كل العاملين على مختلف مواقعهم في الإدارة العليا حق أن يظهروا للمساهمين وأن يعرفهم عليهم وسط ثناء لحق بشخصياتهم كل في مجال تخصصه وتميزه ، فقد كان يشير إليهم واحدا واحدا كلما جاء ذكر النشاط الذي يقوم به أو المرفق الذي يقوده ، وقد أدخل هذا السرور على نفوس من نجحوا وقدموا وأثار ارتياحا أيضا لدى المساهمين، فهذا الاسلوب يكرس الرضى والذي هو مسألة هامة في زيادة الانتاج حسب معطيات الادارة الحديثة.
كان جمال الصرايرة يقرأ بصورة سليمة وبلا لحن أو خطأ كما كان صوته الجهوري يعكس ثقة في النتائج وهو يزف بشرى توزيع أرباح بنسبة 100% ، ولعل هذه الشركة الأولى بين الشركات الأردنية في هذا المجال أملا أن أكون دقيقا فلم أجد شركة توزع أرباحا بهذه النسبة التي وصلت السقف إذ لم يفتعل رئيس مجلس الإدارة ذرائع للاحتفاظ بحقوق المساهمين محجوزة بل أنه أطلقها بفرح غامر وهو يرى وجوه الجالسين تستبشر بما قدم ..
البوتاس شركة ناجحة بكل المقاييس سخر لها إدارة ناجحة حافظت على النجاح وبنت عليه حتى أصبح جزءا من هوية الشركة التي غدت الأولى في مجالها.
الأرقام نافرة فهناك أرباح هي الأعلى وقد بلغت 124 مليون دينار وهذه أغرت بالتوزيع الكريم وقد نال خير البوتاس وثمرها كل الجهات التي لها علاقة ابتداء بالخزينة التي أورد لها مجلس الإدارة (71) مليون إضافة إلى المليار دولار التي رفدت مخزون العملات الصعبة والتي وعد الصرايرة أنها ستزيد بـ (100) مليون دولار العام القادم ليصبح الرقم مليار ومائة مليون دولار وهي عملات صعبة تتدفق وليست محولة من الدينار وانما مباشرة ، ومع كل هذا لم تتوقف الشركة عن تطوير نفسها وتوسيع مشاريعها وزيادةتها وقد كان نموذج ذلك في سد (19) وفي زيادة الانتاج بـ (140) الف طن زيادة ليكسر بذلك الرقم القياسي بالوصول غلى أكثر من مليونين و(400) الف طن.
ولأن الاقتصاد في النفقة نصف العيش وفي الترجمة الحديثة نصف الموازنة فقد ضغط رئيس المجلس انفاق الطاقة في الشركة والذي وصل إلى 100 مليون دينار ليصبح 50 مليون فقط أي بتوفير 50 مليون وهي خطوة رائدة إذ أن التوفير هو ربح يضاف إلى الأرباح وهذا العمل جزء من وعي الإدارة لتعظيم المكاسب ، فالأرباح لم تغر باستمرار الهدر وإنما في إدارة الصرايرة دفعت إلى ضغط الانفاق لتبدو الشركة رشيقة بعيدة عن الترهل حافظة لأموال المساهمين ومبادرة وقادرة أن تظل في الصف الأول وفوق موقع الريادة.
تتصف شركة البوتاس بالمرونة والقدرة على إعادة الموضعة وتجنب أي هزات أو خضات والقدرة على الاستشعار لمناخات السوق وتحولاته ففي الوقت الذي غادر الكنديون لضرورات قانونية دولية فرضت عليهم دخل الشركات الصينيون القادمون من إطارات رسمية ليأخذوا مواقعهم في دفع الشركة للأمام وفي الاستثمار فيها ورفدها بخبرات التسويق والخبرات الفنية والتقنية دون أن يكون لديهم رغبة أو مطالب لأخذ مقاعد في مجلس الإدارة لثقتهم العميقة بهذه الإدارة والاقتصاديات الأردنية والنهج الرسمي الأردني المستند إلى نظام سياسي مستقر ذو مصداقية عالية …
قدم الصرايرة الصينيين واحداً واحداً, وقد كانوا أربعة كل في مجال الشركة التي تشارك البوتاس سواء تابعة أو حليفة أو مستوردة أو مستثمرة وقد انحنوا إمام جمهور المساهمين الذي تعرف عليهم وصفق لهم وأثنى على دورهم ومساهماتهم وقد اغدق عليهم رئيس المجلس بالصفات والتميز وثمن دور الصينيين في الاستثمارات في الأردن وما قدمه هؤلاء الشركاء الجدد من خبرات وأيضا ما أوكل إليهم في تطوير المنتجات المتعلقة بشركة (نميرا) وهي شركة تصنع مواد تجميلية من طين وأملاح البحر الميت, كانت مميزة في إنتاجها ولكنها ظلت لسنوات متعثرة لعدم القدرة في تسويق منتجاتها المميزة وارتهانها لغياب الخبرات في هذا المجال، ليلتقط الصرايرة هذه الفرصة بشراكة الصينيين الذين سيفتحون السوق الصيني لهذا المنتج الأردني المميز وهي خطوة تعد بالكثير من النتائج الباهرة وسيكون التسويق لهذه المنتجات في الصين وعبر العالم بأداة صينية وهوية مشتركة ..
وتزداد كميات البوتاس بسرعة نافقة  والمطلوبة وتبحث الإدارة عن إعادة توسعة وموضعة جديدة وتجد ذلك في منطقة اللسان الخصبة للاستثمار فيها لتوفر كميات قياسية سيجري استغلالها وهناك منطقة فيفا أيضا والقريبة وستشكل هاتين المنطقتين مناجم مهمة في زيادة الإنتاج وفي النوعية وفي فتح أبواب المستقبل على صناعات اشتقاقية متطورة وقد ضرب على مثل هذه الصناعات بصناعة البرومين التابعة لشركة البوتاس وهي صناعة مميزة فيها شريك أميركي بنسبة 50% وقد جنت أرباحاً زادت عن (240) مليون دينار.
العالم اليوم وهو يخوض الثورة الصناعية الرابعة ويستشرف الخامسة يؤمن بالتصنيع الراقي والمتطور من المواد الخام التي لم تعد هي المسوقة بسهولة ولذا فإن البوتاس تميزت بالأسمدة البوتاسية التي لم تستطع الأسمدة النيتروجينية أن تنافسها لأسباب بيئية وللجودة أيضا كما يقول الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور معن النسور الذي آلت إليه القيادة التنفيذية ليصب خبراته ويترجم طموحاته وتطلعاته إلى جانب الإدارة ورئيس مجلسها الذي ظل يراهن دائما على الخيل السبّاقة…
البوتاس رائدة وهي تسجل أرقاماً هي الأعلى في المسؤولية الاجتماعية حيث تساهم الشركة في تأسيس وإحياء ورفد وتمكين مئات المشاريع الاجتماعية في البيئة المحلية وعبر المملكة كلها وسيكون لنا حديث أخر عن هذا الدور …
وإذا كانت البوتاس قد نشرت كل غسيلها أمس فكان ابيض ناصعاً وضعته على الحبال ومكنت الجميع من معاينته فإنها تحرص على ذلك لتظل تقدم نموذجاً للشركات الأخرى في انسيابها وقدرتها على التقدم ومحافظتها على الريادة نهنئ شركة البوتاس ونقول لمالكي الأسهم أو المتطلعين لامتلاكها: ” نيال من له مرقد عنزة في البوتاس “

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

التحضير لافتتاح بنك البذور الوطني رسميا بعد إتمام الأعمال الإنشائية

عودة طيران “راين إير” منخفض التكاليف إلى عمّان الشهر المقبل