جت .. ما زالت نموذجا في تنويع نشاطها

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
تغيير لون الربطة من خضراء إلى حمراء لا يعني أن شركه النقليات السياحية “جت” وهو الاسم الاشهر المختصر قد توقفت فالإدارة التي يمثلها الرئيس التنفيذي المدير العام تبقيها ليست سالكة فقط وإنما متمتعة بمزيد من الانجاز بعد ان استقرت سمعتها و صورتها في اذهان الناس سواء الذين يستخدمونها او اولئك الذين يثقون بها حين يستخدمها ذويهم أو أقاربهم كشركة مؤسسية مميزة رأس مال الشركة ازداد في السنوات الأخيرة لما يقارب 11 مليون دينار.
لم تصل “جت” الى الصدارة ولم تصبح مضرب مثل في نموذج النقل إلا بوقوف ادارة ناجحة معها وفيها شكلت رافعةً لعمل الشركة ومحركاً أساسياً لها فقد نمت ايراداتها وأرباحها بفضل تنفيذ خطط وضعتها الادارة التنفيذية لتنوع مصادر الدخل.
ظلت “جت” في الصدارة وظل نجاحها مرتبط بشخصية نشيطة هي صديقه لوسائل الاعلام و هو معالي المهندس مالك حداد فقد نمت الايرادات بنسبة 11 % عن العام 2017 ليصل الربح الى 2 مليون دينار…
ورغم كل التقلبات في مناخات المنطقة الاستثمارية والاقتصادية وهبوب رياحها السموم على قطاعات انتاجية وصناعية وخدمية إلا ان جت صمدت واحتفظت بنموذجها الريادي وحرصت على تنويع مصادر دخلها ومرافقها ولذا فإنها هذا العام تضيف انجازاً جديداً وهو افتتاح المبنى الاستثماري الجديد في العقبة وهو بمواصفات عالمية قادر ان يدر دخلا اضافيا ملموسا على الشركة خلال الفترة القادمة من عام 2019.
لقد ظلت ادارة “جت” تؤمن بالتطور وملاحقته واستباق رغبات جمهورها وظلت تحافظ على صورتها المميزة في السرعة والدقة والاتقان والسلامة والتطور فعمدت الى تغيير اجزاء كبيرة من اسطولها ضمن خطة تشمل كل حافلة سواء السياحية او العاملة على الخطوط بين المحافظات ولذا عمدت الى شراء 24 حافلة حديثة ومتطورة كما حرصت على تطوير عمل كراجاتها وورشها لتحقيق مستويات دولية من السلامة وفي نفس الوقت وفرت محطات محروقات عامة كجزء من تنويع مصادر دخل الشركة ولم تغفل الشركة وهي تعيش تقلبات المناخات الاقتصادية والاستثمارية من الاخذ بنهج ضغط النفقات بضبط العمليات التشغيلية…
اليوم وقد اكتسبت الشركة خبرات متراكمة و استشرفت ادارتها قطاع النقل العربي وكانت فاعلة في تقديم تصورات افضل له من خلال موقع معالي مالك حداد على لائحة النقل العربية كأمين عام له هذه الصفة فإن النقل العام الاردني لا تعوزه الخبرة لكن تعوزه الارادة للتطوير والتصدي للمشكلات الكبيرة والمزمنة فيه والتي لا تجعله لائقاً ببلد كالأردن صاحب المبادرات والسوق المفتوحة…
والسؤال لماذا لا يستفاد على المستوى الوطني الاردني من تجربة جت وخبراتها ولماذا تبقى اوضاع النقل الاردني على هذا المستوى رغم ان جت موجودة لتقدم النموذج الافضل من خلال تصورات فيها حلول.
البكري الذي بدأ متفائلا اكثر من العام الماضي بشر المساهمين باستحداث مشاريع جديدة في عديد من المواقف ستسهم في تحقيق ارباح اضافية ستظهر في أعوام 2019 و2020 والاستغناء عن المباني المستأجرة من خلال النموذج الجديد الذي افتتحته الادارة، لقد بادرت الادارة منذ وقت في تقديم خدمات راقية ومتطورة وعصرية من خلال نظام الحجز المسبق باستخدام التطبيقات وكانت”جت” هي المبادرة و صاحبة الرسالة في تطوير النقل من خلال التطبيقات الحديثة ايضا.
لقد مكنت الادارة التنفيذية وتوجيهات مجلس الادارة ونفس المالك الأكبر السيد صبيح المصري من تحقيق سياسات الرضى للعاملين في الشركة الذي حققوا النجاح تلو الاخر وازالوا الصعوبات والمعوقات وحولوها الى فرص ومحفزات حتى في ظل اقسى الظروف.
ولآن الماء يكذب الغطاس…. وترجمة الكلام الى افعال ليس سهلاً فقد مضت جت تتكلم من خلال انجازها وبالأرقام لتفرض نفسها قائدة في مجال النقل العام وتثبت ان النقل المؤسسي المنظم يربح وان كل الذرائع في تبرير خسائر النقل العام لا تصمد وان الدولة يمكنها ان تبني نقلا عاما حديثا و مناسبا ومنافسا وان تربح ايضا اذا مكنت المستثمرين من النهوض بالعمل في حاضنتها ورعايتها و توفير مناخ الاستثمار المناسب..
لماذا تربح شركات النقل العام في عديد من دول العالم اذ يفترض ان تدعم الدول النقل العام كمرفق وطني عام يعكس صورة البلد ويدعم الاقتصاد الوطني باعتبار النقل جزء من البنية التحتية الهامة..
اعتقد ان زمن اللطم على السياحة وخاصة في المحافظات وتحديداً السياحية منها في الجنوب انتهى او يجب ان ينتهي بعد ان تحقق للسياحة ارتفاع في الايرادات والمداخيل بشرت به جت وبشرت به شركة زارا وتحدث عنه كمال البكري امس الاول وهو يرأس اجتماع الهيئة العامة لجت..
علاقة الادارة التنفيذية مع مجلس الادارة علاقة جيدة وتاريخية وهذه من اسرار نجاح الشركة التي تتحرك في اطار واسع من المبادرات و تحظى بدعم ملموس مكنها من توزيع ارباح وصلت الى 12 % وان تعيد باستمرار موضعة نفسها وضمان قدرتها على الحركة في اكثر من اطار..
جت تستحق دائماً التهنئة والتشجيع فهي شريان سالك مكن الجسم الاردني من التمتع بحيوية في جانب من جوانب النقل التي ما زال بعضها بحاجة الى علاج القسطرة ان لم نقل القلب المفتوح.

Related posts

منحة تكميلية لتمويل مشروع الناقل الوطني بقيمة 15 مليون يورو

قرارت اقتصادية استكمالا لحزمة التسهيلات الخاصة بالتحفيز الاقتصادي

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية