عروبة الإخباري – ما سانشياو، سبعيني صيني من قدامى المحاربين في الجيش، يعيش في إحدى مقاطعات شمال الصين، قضى السنوات الـ19 الأخيرة من حياته وهو يزرع الآلاف من الأشجار ويحول التلال القاحلة التي كانت تحيط بقريته إلى غابة صغيرة.
تعرض سانشياو لتسمم الدم في عام 1974، أثناء خدمته في الجيش الصيني، وازدادت حالته سوءًا بعد تقاعده، وفي نهاية المطاف لم يجد بدا من بتر ساقيه بسبب ذلك، ففقد ساقه اليمنى في عام 1985، واليسرى في عام 2005. وبعد سبع عمليات كبرى وتلقيه لعلاج طبي مستمر، كان بالكاد يستطيع تحمل نفقات رعاية أسرته. وبسبب إعاقته، كان العثور على وظيفة أمر صعب للغاية.
لكن الدعم الذي كان يحصل عليه بصفته من المحاربين القدامى، بدا كافيا لتغطية تكلفة دوائه، إلا أنه لم يستسلم للضعف الذي تعرض له، وفي عام 2000، بعد أن استلهم قصة أخرى من غرس الأشجار قد شاهدها على شاشة التلفزيون، بدأ سانشياو في زراعة أشجار البارسول في التلال الجرداء حول قريته النائية، بقصد بيعها من أجل الربح.
وبعد رؤية الأشجار تنمو تحت عينيه كل يوم والتعامل بحزن مع موت بعضها بسبب الظروف القاسية في المنطقة، تعلق ما سانشياو بالغابة الصغيرة التي قرر أنه لا يستطيع بيعها، ويختار بدلاً من ذلك زرعها لصالح الآخرين.
ويقول المحارب السابق: “لن أبيع هذه الأشجار أبداً… إنه شعور رائع بالوفاء، سأستمر في زراعة الأشجار حتى آخر نفس، وأترك هذه الثروة الخضراء للبلاد والأجيال القادمة”.
ويستيقظ سانشياو في الخامسة من صباح كل يوم، ويرتدي بعض الملابس ويمسك بأدواته البدائية وشتلات الأشجار ويستخدم عكازاته للوصول إلى التلال. حتى إنه لا يتناول وجبة الإفطار من أجل توفير الوقت، وبدلاً من ذلك يختار أن يأخذ وجبته ويأكلها خلال إحدى فترات الراحة القصيرة. ويستخدم سانشياو قفازات عمل ومجارف لحفر ثقوب صغيرة في الأرض، ثم يزرع شتلات الأشجار ويزحف إلى مدخل قريب لريها. إنه ليس بعمل سهل بالنسبة لشخص مبتور الأطراف، ويعترف سانشياو البالغ من العمر 70 عامًا بأنه عانى من السقوط والإصابات أكثر مما يتذكر.
وقال سانشياو “هذه الصعوبات لم تثنيني، لأنني كنت جنديا.. لكن كان لا بد لي من اقتراض المال لشراء الشتلات وجمع الأدوات.. لا يمكنني حساب المجارف المكسورة التي استخدمتها في تلك السنوات”.
وعندما تداولت وسائل الإعلام الصينية قصته، بدأ المتطوعون في الظهور لمساعدته، ورغم هذا فقد استمر في زراعة الأشجار بنفسه لأنه يشعر بالسعادة عند قيامه بهذا العمل.