السودان: احتفال جماهيري باستقالة ابن عوف والجيش ينفي القيام بانقلاب عسكري ضد البشير

عروبة الإخباري –عمت الفرحة أرجاء الشارع السوداني مساء الجمعة بعد الإعلان المفاجئ عن استقالة رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عوض ابن عوف من منصبه، وذلك بعد يوم واحد من إطاحته الرئيس عمر البشير.

وهتف المتظاهريون “مالْها؟ … سقطت!”، و”في يومين سقّطنا رئيسين!” و”نجحنا”.

“ليس انقلابا عسكريا” بل “انحياز للإرادة الشعبية”

في وقت سابق من اليوم، نفى الجيش السوداني أن يكون قام بانقلاب وسعى إلى طمأنة الأسرة الدولية والمتظاهرين.

وأعلن ابن عوف في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي “أعلن أنا رئيس المجلس العسكري الانتقالي التنازل عن هذا المنصب واختيار من أثق في خبرته وكفاءته وجدارته لهذا المنصب وأنا على ثقة بأنّه سيصل بالسفينة التي أبحرت إلى برّ الأمان”.

وأضاف أنه اختار الفريق اول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي خلفاً له.

ومن جهته، أكد الفريق أول عمر زين العابدين عضو المجلس العسكري لدبلوماسيين عرب وأفارقة أن “المجلس العسكري دوره هو حماية أمن واستقرار البلاد”. وأضاف أن ما حدث “ليس انقلابا. هذا انحياز إلى جانب الشعب وليس انقلابا عسكريا”.

وتابع زين العابدين “سنفتح حوارا من كل الكيانات السياسية حول كيفية ادارة البلاد وستكون هناك حكومة مدنية ولن نتدخل في تشكيلها”.

وتأتي هذه التطورات غداة إعلان المجلس العسكري أن الرئيس المخلوع عمر البشير الذي قاد البلاد بقبضة من حديد لثلاثين عاما وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحقه، محتجز لكن “لن يتم تسليمه إلى الخارج”.

وبعد تظاهرات استمرت أسابيع، أطاح الجيش بالبشير الخميس وشكل “مجلسا انتقاليا عسكريا” لسنتين. ودعا منظمو التظاهرات العسكريين إلى “تسليم السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية”، مؤكّدين أنّ المتظاهرين لن يبارحوا الشارع إلاّ بعد “تنحّي النظام ونقل السلطة لحكومة مدنية انتقالية فوراً”.

“يدا بيد”

في أول ردّ فعل على تنحي ابن عوف، اعتبر “تجمّع المهنيين السودانيين” رأس حربة الحركة الاحتجاجية التي تهزّ السودان منذ أربعة أشهر، أنّ تنازله عن منصبه واختياره الفريق أول عبد الفتاح برهان عبد الرحمن خلفاً له هو “انتصار لإرادة الجماهير”.

وطالب التجمع المواطنين “بالخروج للشوارع الآن، والتوجه إلى ساحات الاعتصام أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلحة ومقار حامياتها ووحداتها المختلفة، والبقاء في ساحات الاعتصام طوال الليل وعدم مبارحتها”.

وأكد الفرق أول زين العابدين الجمعة أن المجلس العسكري مستعد للعمل “يدا بيد” مع المتظارهين لإيجاد “حلول لمشاكل السودان”.

وفي مجلس الأمن الدولي حاول سفير السودان في الأمم المتحدة ياسر عبد السلام تبديد مخاوف الأسرة الدولية.

وقال إن المجلس العسكري “سيكتفي بأن يكون ضامنا لحكومة مدنية”. وأضاف أن المرحلة الانتقالية “يمكن أن يتم تقليصها تبعا للتطورات على الأرض وموافقة الأطراف المعنية”.

“في يومين سقّطنا رئيسين!”

على الأرض، شهدت شوارع الخرطوم احتفالات شعبية ليل الجمعة السبت ما أن أعلن ابن عوف تنحّيه. وانطلقت حشود من المواطنين في شوارع العاصمة وهم يردّدون شعارات من مثل

ورفع آخرون صوراً لأشخاص قتلوا أثناء الاحتجاجات، مردّدين هتافات من مثل “دم الشهيد ما راح، الليلة سقطت صاح”.

من جهة أخرى، أعلنت الشرطة السودانية أنّ 16 شخصاً قتلوا وأصيب 20 آخرون بجروح يومي الخميس والجمعة في الخرطوم من جراء إصابتهم بأعيرة نارية خلال “تفلتات” أمنية و”اعتداءات” استهدفت ممتلكات حكومية وخاصة.

وقال الناطق باسم الشرطة اللواء هاشم على عبد الرحيم في رسالة نصيّة تلقّتها وكالة فرانس برس “شهد اليوم الجمعة وأمس الخميس جملة من التفلّتات في عدد من الولايات”، مشيراً إلى أنّ “تحقيقات الشرطة الجنائية أشارت لوفاة ستة عشر وإصابة عشرون بأعيرة نارية طائشة”. وأضاف أنّ “الاعتداءات شملت بعض المقار والممتلكات الحكومية والخاصة”.

Related posts

مرصد الزلازل الأردني يسجل 138 زلزالا محليا منذ بداية العام الحالي

باريس تستدعي سفير إسرائيل احتجاجاً على اقتحام الشرطة الإسرائيلية لموقع دبلوماسي فرنسي في القدس

الأردن يدين الهجوم الذي استهدف قوات “اليونيفيل” جنوبي لبنان