عروبة الإخباري – أكد معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية أن سياسة السلطنة الخارجية كانت وما زالت ثابتة وفق المبادئ والأسس التي أرسى قواعدها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-.
وأضاف معاليه- خلال محاضرة ألقاها ضمن فعاليات اليوم الجامعي في جامعة الشرقية بولاية ابراء بمحافظة شمال الشرقية- أن مواقف السلطنة في مختلف القضايا الدولية تأتي من منطلق دورها وجهودها في التعاون الدولي لحفظ السلم والأمن الدوليين والمحافظة على المصالح المشتركة مع دول العالم أجمع. وأكد معالي السيد أمين عام الخارجية خلال كلمته، الدور الذي تقوم به السلطنة في مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية، وأن التعاطي مع مختلف القضايا يأتي من منطلق الحرص والدور المنوط بها وتجسيدا للمنهجية العمانية في المساواة بالتعامل مع كل الدول وفي كل القضايا الإقليمية، مبينا أن السلطنة تتعامل مع هذه القضايا بمواقف راسخة وبكل شفافية وأمام الجميع؛ حيث إن العلاقات الدولية والمصالح المشتركة مع كافة الدول تحتم على السلطنة أن تقف موقفا إيجابيا يساعد المنظمات الدولية ودول العالم في الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة.
وحول القضية الفلسطينية وموقف السلطنة حيالها، قال معالي السيد أمين عام وزارة الخارجية إن موقف السلطنة ثابت وراسخ وداعم ومستقر في هذه القضية، مشيرا إلى أن تصريحات معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية على هامش منتدى البحر الميت الذي عقد مؤخرا بالمملكة الأردنية الهاشمية حول القضية الفلسطينية لم تخرج عن القيم والمبادئ والأهداف التي رسمت للسياسة الخارجية للسلطنة والتي تؤكد على تحقيق السلام والوئام على أسس عادلة تحترم القانون والمرجعيات الدولية والقانونية القائمة والمصادق عليها من المجتمع الدولي.
وأشار معاليه الى ان هذه الأسس تدعو إلى ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وأن تعيش في أمن وسلام، مؤكدا معاليه ان السلطنة تدعو دائما إلى أهمية الحوار والتفاوض الجاد الذي ينشده أصحاب الحق في القضية الفلسطينية، لذلك ستستمر جهود السلطنة في هذا الاتجاه.
وحول الخلاف الخليجي القائم، قال معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية إن هناك جهودا قائمة لحلحلته وتقريب وجهات النظر بين الأطراف، وبجانب جهود دولة الكويت الشقيقة، مشيرا الى اننا في السلطنة على يقين بأن هذه الجهود ستصل إلى حلول تعمل على حل الخلاف، مؤكدا أن موقف السلطنة قائم على الدعوة والحوار والعمل على مصلحة المنطقة والمحافظة على البيت الخليجي. وأعرب معاليه عن أمله في أن تكلل تلك الجهود بنجاح المساعي التي تقوم بها السلطنة وغيرها من الدول الشقيقة في المنطقة في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بالوضع القائم في اليمن، أكد معالي السيد امين عام وزارة الخارجية أن للسلطنة موقفا ثابتا وواضحا وداعما لجهود المبعوث الدولي، وتدعو دائما أطراف الصراع إلى التحاور ووقف الحرب والعمل على إيجاد هدنة لاستعادة القدر المناسب من الثقة، والمساهمة في وجود عملية سياسية ودعم الجهود الدولية في هذا الجانب. وأشار إلى أن جهود السلطنة في تقديم المساعدة والتعاون للجمهورية اليمنية وشعبها تأتي من باب الواجب الإنساني؛ فهي دولة جارة وتربطنا معها الكثير من العلاقات الدولية والمصالح المشتركة.
ونوه معالي السيد أمين عام وزارة الخارجية بالدور الثقافي ومساهمته في المحافظة على الهوية العمانية والقيم المجتمعية، مشيرا إلى أن العمانيين ومنذ القدم هم أصحاب علم وثقافة وأدب ويشهد لهم التاريخ منذ قديم الزمن، ومن هذا المنطلق ومما استطعنا المحافظة عليه من إرث وثقافة وحضارة عبر العصور أوجد للسلطنة مكانة في المجتمع الدولي وعلى مختلف الأصعدة، لذلك فإن الدور الثقافي والمعرفي والثوابت الراسخة للسلطنة هو نهج قائم منذ القدم.
واختتم معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية محاضرته، بالتأكيد على أن السياسة والدبلوماسية العمانية داعم حقيقي للعلاقات الدولية، وهي انعكاس للسياسة الراسخة لحكومة السلطنة وما ترمي إليه من خلال جهودها الدولية وعلاقتها مع كافة دول العالم، مشيرا الى ان هذه السياسة سوف تنعكس على الجوانب الاقتصادية والأمنية والسياحية وغيرها من المجالات التي ينشدها الجميع. وشدد معاليه على أن رؤية “عمان 2040” مبشرة في كافة المجالات التنموية والتي ستدعم بكل تأكيد السياسة الخارجية لها، وهذا ما تبحث عنه الدول والمستثمرون عندما يقصدون السلطنة كوجهة استثمارية.
وقام معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية في ختام المحاضرة بالرد على استفسارات الحضور حول مختلف المواضيع المتعلقة بالدبلوماسية العمانية وسياستها الداخلية والخارجية وحول المواضيع الدولية وجهود السلطنة في مختلف القضايا الدولية.
حضر المحاضرة سعادة الشيخ يحيى بن حمود المعمري محافظ شمال الشرقية وأصحاب السعادة الولاة وأعضاء مجلس الشورى ممثلو ولايات المحافظة والسيد عبدالله بن حمد البوسعيدي نائب رئيس مجلس الأمناء بجامعة الشرقية، والمسؤولون بالمؤسسات الحكومية والعسكرية وعدد من الأكاديميين بمؤسسات التعليم العالي وطلبة الجامعة وعدد من المواطنين.