عروبة الإخباري – -احتفى منتدى الرواد الكبار بالمجموعة الشعرية “سرديات مضيئة”، للشاعر جميل ابو صبيح، مساء امس الثلاثاء في مقر المنتدى بعمان.
وفي ندوة احتفائية أدارتها القاصة سحر ملص، قال الناقد الدكتور ناصر شبانة إن تجربة الشاعر ابو صبيح في هذه المجموعة تعد تجديدا يقدم فيها بالبرهان والدليل على أن منح الشعر “فولتيته العالية” من شحنة الإيقاع ليس بالأمر الخارق لدى الشاعر الذي يمتلك وعيه المطلق بأنه لا يمكن أن يهبط إلى مستوى النثر.
وأشار شبانه الى ان عنوان المجموعة يطرح فلسفة خاصة، ورأيًا نقديًا حول شعرنة النثر، ونثرنة الشعر، فقد اراد الشاعر في عمل نقدي جلي أن يختار لمجموعته الشعرية عنوانًا يعين القارئ في تمثل النصوص اللاحقة وتتبعها، والوقوف موقفًا من أجناسها، “سرديات، ومضيئة”، تجمعهما علاقة إضافة، ونظرًا لطبيعة قصيدة النثر في مجافاتها لقوانين القصيدة العربية التقليدية فقد جاءت كلمة سرديات لتشير إلى ضرب مجاف للشعر من ضروب الأدب، ذلك هو النوع السردي الذي ينتمي إلى حقل النثر، اما “مضيئة”، التي تعيد وتضفي إلى السرد عامل الشعر الحاسم، فحين تغدو السرديات مضيئة فهذا يعني أنها سرديات شعرية.
ورأى رئيس جمعية النقاد الاردنيين الدكتور زياد ابو لبن ان البناء السردي في مجموعة “سرديات مضيئة”، يقوم على تقنية المكان، والتفاصيل الصغيرة في الحياة التي تشغل الشاعر وتشكل بنية كبيرة في رؤيته للعالم، فتصبح ثنائية الموت والبعث مصدر قلق الشاعر في وحدة الوجود “الطين والنار والهواء”، لافتا الى ان القصائد التي تحمل عناوين من كلمة واحدة هي في مضامينها وجودية فلسفية، أي تشتبك بمكونات الطبيعة، وتتأمل قواها، في حين أن القصائد التي تحمل عناوينها جملة إسمية أو فعلية تبرز فيها الأمكنة بما تحمله من رموز ودلالات.
واشار ابو لبن الى ان الصور الشعرية يغلب عليها في جميع السرديات التشخيص أو أنسنة الأمكنة والأشياء، فالقمر مريض والجبال تذوب في العتمة والأرصفة مغسولة بمياه الفضة والنجوم أفواه صغيرة والليل يشلح ثيابه السوداء، والغيوم مغسولة بالضوء..إلخ، وتستفيد نصوص السرديات من القصة المشهدية في التكثيف والإيجاز والصورة والرموز والدلالات، ومن تقنيات الفنون البصرية والفن التشكيلي والجماليات البصرية، رائيا أن الشاعر استطاع أن يوظف كل تلك العناصر والتقنيات في سردياته دون تكرار للصورة الشعرية.
وفي الختام قرأ ابو صبيح من المجموعة نصين هما “سردية .. العشق” و”سردية .. لست ابكي”.