عروبة الإخباري – قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، ان ما نراه من شعبنا وتضحياته في الضفة والقطاع يثبت ان هذا هو الشعب الفلسطيني الذي يعرف بوصلته جيدا في وجه الاحتلال والاستيطان، ويعرف ان موجة الكفاح الفلسطيني تتجدد يوما بعد يوم رغم بطش الاحتلال ورغم التعسف الذي يواجهه الشعب الفلسطيني.
وأضاف العوض خلال لقاء تلفزيوني: نحن امام أسابيع قادمة ستكون ملتهبة فهناك اكثر من عامل تتمسك به حكومة الاحتلال لمزيد من التصعيد على الساحة الداخلية الفلسطينية نظرا لما يتعرض له نتنياهو من ضغوط داخلية واتهامات بالفساد، وهو بالتالي يريد ان يقدم نفسه مرة أخرى للمجتمع الإسرائيلي الذي يجنح نحو التطرف والعنصرية.. يريد ان يقدم نفسه كصاحب اليد الطويلة التي تقمع أي جذوى ملتهبة للنضال الوطني الفلسطيني هذا بالرغم من كل الضغوط التي حاولت ان تمارسها الأمم المتحدة خلال مناقشتها لتقرير حقوق الانسان الذي صدر امس الجمعة، والتصويت بإدانة العنف غير المسبوق الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
واردف “فنحن امام أسبوع سيشهد تحضيرات مكثفة من الجانب الفلسطيني للتأكيد على حقنا في ممارسة المقاومة الشعبية السلمية التي يقوم بها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية كما في قطاع غزة، وهذه المسيرات ستأخذ شكلا جديدا ينعكس على طبيعة الحشد الذي سيقدمه الشعب الفلسطيني في الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة”.
وتابع العوض حديثه قائلاً: أتوجه لكل الشعب الفلسطيني بان يعبر عن شكل المقاومة الشعبية والخروج بهذه المسيرات مع تفويت الفرصة على الاحتلال بسقوط ضحايا كثر، لان الاحتلال نشر جنوده وقناصته لكن علينا ان لا نركع وان لا نخشى هذا التصعيد وفي نفس الوقت علينا ان لا ندفع بالأطفال في مواجهة الترسانة العسكرية الإسرائيلية المتعطشة للدماء، فعلينا ان نحيي ذكرى يوم الأرض والذكرى السنوية الأولى لمسيرة العودة ولكن علينا ان نحافظ على طابع المقاومة الشعبية وان لا نزج بأطفالنا امام الذين يريدون شرب دماء الفلسطينيين وجعل دماء الشعب الفلسطيني وقودا للمعركة الانتخابية فنتنياهو يحاول تصدير أزمته للخارج”.
وأضاف: “هناك عوامل تشجع الاحتلال على ممارساته القمعية، فبالإضافة للعوامل الخارجية التي تشجع إسرائيل للامعان في عنفها هناك العنف الداخلي الفلسطيني فأحد المبررات التي تستخدمها إسرائيل للحديث بان الفلسطينيين يفعلون بأنفسهم ما فعلوا وكمثال ما حدث خلال الأسبوع الماضي وبالتالي هم يبررون لنفسهم”.
وحول التصويت في مجلس حقوق الانسان قال العوض: بالرغم من التصويت الإيجابي في مجلس حقوق الانسان امس، علينا ان ننتبه ان دولة أوروبية واحدة فقط وافقت على هذا القرار وكل الدول الاوروبية تحفظت او رفضت وهذا تحول غير مسبوق، وهذا يحمل مؤشر مهم علينا ان ننتبه داخليا كيف ندير معركتنا مع الاحتلال فنحن ندير المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي بعين واحدة وعلينا ان نديرها بكلتا العينين بأن ننظر للوضع الداخلي وننظر للوضع الخارجي وهذا مهم عند خوض المعارك الوطنية لان المعارك الوطنية تخاض بشمولية وليس بشكل مجزوء. بالإضافة لذلك الولايات المتحدة تقف بكل قوتها الى جانب دولة الاحتلال بالرغم من انسحابها من مجلس حقوق الانسان، الا ان بصمات الولايات المتحدة كانت واضحة في مجلس حقوق الانسان امس وهذا بمثابة ضوء اخضر تستخدمه دولة الاحتلال للمضي في غيها وقمعها.
وأردف العوض قائلاً: ونحن نواجه هذا الاحتلال علينا ان ننطلق من ممارسة حقنا بالمقاومة كشعب تحت الاحتلال لكن علينا ان نتجنب بعض القضايا التي تتحول بحكم تضخيمها الإعلامي الى مردود سلبي ضدنا، وبالتالي عندما نقول مقاومة شعبية يجب ان نحصرها بشكل المقاومة الشعبية التي لا تعطي سلاحا للاحتلال وتمكنا من حشد الرأي العام العالمي معنا فنحن نخوض معركة متعددة الجوانب وليست في مربع معزول.
وزاد العوض: “في معرض تقيمنا لمسيرات العودة وسلسة الاشكال التي تتخذ فيها علينا ان نقيم جيدا ماذا يخدم هذا الشكل وكيف يمكن ان يتعامل معه الاحتلال والى اين سيؤدي لذلك يمكن القول ان هناك مبالغات في مسألة البالونات المتفجرة فالاحتلال يتعامل وكأنها حاملة مواد متفجرة وهي غير ذلك.. ولهذا علينا ان نعرف تماما كيف نستخدم اساليبنا بما يعزز روايتنا كشعب مظلوم وله حق ويمارس حقه بالمقاومة الشعبية ويضع دولة الاحتلال في قفص الاتهام باعتبارها دولة إرهابية تمارس اطلاق النار ضد الأطفال العزل.. وبعد مضي عام على مسيرات العودة على الجميع ان يناقش هذه القضية ويقيمها وان يبتعد عن الاستخدام السياسي لها”.
وشدد العوض على ان مسيرات العودة تعبير عن مشاعر الشعب الفلسطيني وشوقه لأرضه التي مازال متمسك بحقه بالعودة اليها بعد مرور 71 عاما على النكبة، وهذا الحق ليس لخدمة أجندة فصائلية بعينها فعلى الجميع ان يتوقف عن استخدام المسيرات باعتبارها اجندة خاصة له فالذين يذهبون الى السلك (السياج) هم نفس الناس الذين يسعون من اجل لقمة الخبز والحرية والكرامة الإنسانية. فهذه المسيرات في سياق كفاح الشعب الفلسطيني الذي يأخذ أشكالا مختلفة وهو شكل علينا ان نحتفظ به ولا نضعه على طاولة أي حوارات وتفاهمات ذات بعد سياسي بالتهدئة، فهذا حق للشعب الفلسطيني غير قابل للمساومة او المقايضة”.
وقال العوض “إن كل اشكال النضال يجب ان تخضع لتقييم موضوعي لكن يجب ان لا تتوقف ويجب ان لا تستخدم كما يجري في مسيرات العودة، فمسيرات العودة انطلقت للتعبير عن رغبة الشعب في إيصال رسالة للعالم بان هذا الشعب صاحب حق ويمتلك مخزونا كفاحيا، وعلى العالم ان ينتبه لهذا الشعب الذي انتهكت كل حقوقه، لكن جرى استخدام هذه المسيرات وحرفها عن أهدافها وفي بعض الأسابيع كان هناك حالة من التهور ودفع ضحايا كان يمكن تجنبها بالرغم من ان الاحتلال لا يبحث عن أي مبرر واي حجة لكن بالإمكان ان نحافظ على الدم الفلسطيني”.
وأضاف قائلاً “مرة أخرى أقول إن مسيرات العودة شكل من اشكال المقاومة الشعبية يجب ان لا توضع على طاولة مباحثات التهدئة مع الوسطاء باي شكل من الاشكال، ويجب عدم المساومة عليها لا بدولار او سولار، لكن يجب ان تقيم في سياق خدمتها للمشروع الوطني الفلسطيني وبالتالي في المباحثات الخاصة بالتهدئة يجب ان تسحب قضية المقاومة الشعبية من التداول بشأنها، وبالمقابل لا يجوز المغامرة بإلقاء الاطفال على السلك فنحن لا نريد ان نسجل ضحايا بل نريد ان نحقق إنجازات، وهذه الانجازات ممكن تحقيقها بضحايا اقل وبإدارة اكثر صوابية وبشفافية، فالشعب الفلسطيني لا يبحث عن تقديم الضحايا لأنه قدم ضحايا منذ عام 1948 حتى اليوم لكنه يبحث عن تسجيل إنجازات، وهذه الإنجازات ممكن ان تسجلها هذه الجهة السياسية او تلك اما الاستخدام والتوظيف لهذه المسيرات لخدمة اجندة فصيل بعينه امر مرفوض.
وتابع العوض: كل التحية لشعبنا في الضفة الغربية الذين يلهبون بؤر المقاومة الشعبية، لكن علينا ان نلاحظ ان هناك تمايزا فهناك نقاط اشتباك متعددة في الضفة الغربية وهذا يختلف عن قطاع غزة، فهناك امام مستوطنين اما هنا فنحن امام حدود مصطنعة وبالتالي كلما اقترب الشباب من دولة الاحتلال تعتبر هذا تعديا على حدودها والقانون الدولي يسمح لها ان تدافع عن حدودها فبغض النظر عن موقفنا كفلسطينيين فهي معترف بها حسب القانون الدولي فهذه الحدود متعارف عليها منذ خط الهدنة عام 1949 فالاقتراب من السلك (السياج) يعتبرونه اقتحاما للحدود وبالتالي تمارس القوة المركزة والعنيفة والوحشية ضد هؤلاء الشباب ويجب ملاحظة هذه الجزئية بشكل جيد”.
وأضاف العوض مذكراً في عامي 2009 و 2010 خرجت مسيرات باسم هيئة العمل الوطني الفلسطيني على طول الخط الفاصل في كل المحافظات وكانت تتكرر كل يوم اثنين وعلى مدار اكثر من ستة اشهر لم يسقط سوى شهيد واحد وعشرات الجرحى لأننا كنا على رأس المسيرات فكنا انا ورفيقي محمد الزق وقيادة العمل الوطني نتقدم هذه الصفوف ونمنع الشباب من الوصول الى السلك… الوضع الان مختلف فنحن نجلس بالخيمة والأطفال يذهبون وهذا وضع يجب ان يتوقف، لان دماء ابناءنا ليست سلعة باي حال من الأحوال فهي وقود للنضال والتحرير لكن علينا ان نحافظ على الأطفال والشباب”.
وعقب العوض على الحديث حول التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة قائلا: “فيما يتعلق بالتصعيد اعتقد ان إسرائيل لن تذهب الى تصعيد كبير في غزة فهي تريد ان تبقي قطاع غزة على صفيح ساخن، وكأنها تريد ان تسمن هذه الحالة فلذلك اعتقد انها لن تذهب الى عملية واسعة قبيل الانتخابات أو بعدها لان الوضع الحالي هو الوضع النموذجي بالنسبة لإسرائيل”.
وختم العوض حديثه قائلاً: في موضوع 30 آذار ادعو كل الشباب الفلسطيني وكل شعبنا لان يتواجد في خيام العودة، لكن ان لا يتقدم مترا الا اذا تقدمت القيادات امامه… لا نريد ان نقدم ضحايا من الأطفال فكل الشعب الفلسطيني يذهب الى خيم العودة لإحياء ذكرى يوم الأرض لكن علينا ان نتجنب وقوع ضحايا من أبناء شعبنا، فكل قطرة دم غالية وعلينا ان نصونها وان نقطع الطريق على دموية الاحتلال التي تريد من دماء الأطفال والنساء والشيوخ وقودا للانتخابات الاسرائيلية المقبلة.