عروبة الإخباري -مسقط – شدد يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية على أنّ الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وضعت سياسة خارجية واضحة للسلطنة لا تتبع “أجندات خفية”، بل تقوم على الصدق والشفافية وفق قواعد أساسية لا تحيد عنها.
جاء ذلك في محاضرة لـ ” بن علوي” أمس في النادي الثقافي بعنوان “أثر العلاقات الخارجية العمانية في ظل المتغيرات”.
وقال بن علوي خلال المحاضرة إنّ عمان لا تواجه أي خصومة مع أحد، وأنّ علاقات عمان مع جيرانها لا تعاني من أي أزمات، مشيرا إلى أنّ الحدود العمانية مع الدول المجاورة متفق عليها، حيث إنّ جلالة السلطان المعظم – أيّده الله- استشرف في وقت مبكر المواقع التي قد تشهد صراعات، وأسفرت هذه الرؤية الاستشرافية عن توقيع اتفاقيات حدود مع دول الجوار. وبيّن معاليه أنّ السياسات العمانية في جميع المجالات، وليس فقط السياسة الخارجية، تقوم على مبدأ “لا ضرر وضرار”، وأنّ مسار السلطنة واضح “لنا وللغير”.
وتطرّق معاليه إلى القضية الفلسطينية والزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السلطنة، وقال إنّ السلطنة لا تتوسط، بل إنّها استجابت لطلب من الفلسطينيين والإسرائيليين بتسهيل لقاء؛ انطلاقا من ثقتهم في حيادية الموقف العماني، مؤكدا أنّ عمان لا تجبر أحدا على اتخاذ موقف ما أو القيام “بشيء هو لا يريده”.
وأكّد بن علوي حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة بعد 70 عامًا من الصراع المستمر، معتبرا أنّ قيام هذه الدولة أمر استراتيجي ليس للفلسطينيين وحسب، بل في صالح الجميع، موضحا أنّ السلطنة تتابع القضية الفلسطينية بكل مصداقية.
وأشار معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية إلى الصعوبات التي تواجه حل القضية الفلسطينية، في مقدمتها قضيّة القدس، لافتا إلى أنّ قدسيّة المدينة من الناحية الدينية تجعل كل طرف سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا إلى التمسك بهذه المدينة، والتي تضم المسجد الأقصى والكنائس المسيحية و”الحائط” معتبرا أنّها كلّها “أماكن معروفة من الناحية الجغرافية ومساحتها. لكن الكل يدّعي تاريخه هناك. هذا أمر غير ممكن للطرفين”، مشددا على ضرور اعتبار هذه المدينة “أرضا مقدسة ملكا للبشرية”.