عروبة الإخباري – تجمع آلاف الجزائريين في العاصمة الجمعة للاحتجاج على اعتزام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تمديد حكمه المستمر منذ 20 عاما عبر الترشح لفترة رئاسية خامسة في الانتخابات التي ستجرى في أبريل/نيسان المقبل، كما خرج الآلاف في مدن أخرى، منها سطيف ووهران والبليدة وبجاية وغرداية وعنابة.
وقد توافدت جموع المتظاهرين إلى ساحتي “أودان “، و”أول ماي” في وسط العاصمة، ورددوا شعارات تطالب بالحرية، وترفض ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، ورددوا هتاف “سلمية، سلمية”.
وشاركت في المظاهرة جميلة بوحيـرد، وهي من رموز ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي، وقد حاولت قوات مكافحة الشغب تفريق المتظاهرين بالغازات المدمعة في ساحة “أول ماي”.
وعلى مقربة من ساحة الشهداء في وسط العاصمة منعت شرطة مكافحة الشغب الآلاف من المتظاهرين من التقدم، مستخدمة الغاز المدمع لتفريقهم.
وأوقف صحفي ومصورة جزائريان لوقت قصير قبل إطلاق سراحهما، في حين كانت الشرطة تعمد إلى إبعادهما عن المظاهرة، بحسب مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية التي طلبت منها الشرطة الابتعاد من أجل “سلامتها”.
وبحسب موقع “تي إس أ” الجزائري، فقد سجلت عدة تجمعات في مناطق مختلفة من الجزائر.
تعزيزات أمنية
وقد شهدت العاصمة الجزائرية ومدن أخرى تعزيزات أمنية كبيرة، وانتشرت قوات التدخل الخاصة للشرطة -وهي قوة نخبة- قرب مقر رئاسة الجمهورية، كما لوحظ وجود سيارات مكافحة الشغب على مسافة غير بعيدة عن المقر ذاته.
كما اتخذت قوات مكافحة الشغب مكانا لها في الأماكن الحساسة والإستراتيجية بوسط العاصمة الجزائرية، مثل ساحة أول مايو، وساحة موريس إدان، وساحة الشهداء، وقرب مقر وزارة الدفاع الوطني، ومقر رئاسة الوزراء.
وضع وتساؤلات
ووضع الرئيس بوتفليقة -الذي يتولى الحكم منذ 1999- حدا لتساؤلات ظلت مطروحة لشهور طويلة بإعلان ترشحه في 10 فبراير/شباط الماضي لولاية جديدة في الانتخابات المقررة في 18 أبريل/نيسان المقبل.
وأثار إعلان بوتفليقة -الذي أضعفته جلطة دماغية أصيب بها عام 2013- حركة احتجاجية لم تشهد مثلها البلاد منذ عشرين عاما.
وسيقدم ترشح بوتفليقة رسميا في 3 مارس/آذار الجاري الموعد النهائي لتقديم الطلبات أمام المجلس الدستوري، بحسب ما أعلن مدير حملته عبد المالك سلال.
وأكد أنه “لا أحد يملك الحق في منع مواطن جزائري من الترشح، إنه حق دستوري”.
ومنذ الأحد الماضي، سافر بوتفليقة إلى سويسرا لإجراء “فحوص طبية دورية”، بحسب الرئاسة، دون الإعلان بعد عن موعد عودته.