انتهى الطوفان وجاء وقت الحساب – سلطان الحطاب

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –

أين المسؤولين على مختلف مواقعهم؟ ومن يتحمل المسؤولية عن ماحدث اليوم من غرق عمان ومداهمة المياه للبيوت والبنوك والمحال التجارية والخسائر بالملايين؟ أين الاستعدادات التي قيل أنها جاهزة منذ وقت وأن مجالس الطوارئ قد وضعت خططا وأن خلية الأزمات على أعلى المستويات، وأنها كانت تدارست الحال منذ آخر مأساة قبل عدة سنوات ..
ماذا كانت تفعل الأمانة وطواقمها.. هل عمان مصممة للصيف فقط ؟
هذه فضائح أخرى تضرب الجهاز الإداري البيروقراطي في الدولة والذي أصبح مهترئا بالواسطة والمحسوبية والتنفيعات.. متى تتوقف هذه المهازل ؟
لقد وصلنا إلى الحضيض .. أليس هذا السقوط بعينه؟ ماذا ينفع الحديث في لندن وكافة مؤتمرات العالم ..انه لايغطي العورات ولا يستر مراكز والفساد ..
أين أموال الأمانة وموازناتها آلتي تنفق دون حساب ؟ وأين صيانة العبارات والمناهل والجسور واختبارها ؟ومن يتحمل المسؤولية.
أدعو فورا إلى محاسبة المسؤولين ومعاقبتهم قبل طردهم، وأن يتحمل متخذ القرار المسؤولية كاملة،  ماجرى في عمان اليوم يكفي لخلع حكومتين وليس حكومة واحدة، ويجعلنا نعيد النظر في الأساليب المعمول بها والتي لم تتغير رغم كل الاحتجاجات والصراخ، فقد بقي التدليس والكذب على أعلى المستويات هو الرد، وظل غياب الرقابة والمحاسبة هو القائم.

كنّا نتباهى دائما بقدراتنا في بناء الانسان والإدارات التي دمرتها القرارات الفاسدة .. لماذا ينام المسؤول ليله الطويل ثم يفاجأ ؟ ولماذا تحال الكوارث والإهمال الى القدر ويحمل المطر والسماء المسؤولية ؟.. هل نحن دولة أم حارة ؟.. هل نحن المملكة التي تغنينا بها طويلا وبنيانها بالعرق والكفاح قبل ان يُضيع الفاسدون ما أنجز؟ أم نحن حارات مهملة تشبه بنيتها التحتية الصومال أو بعض الدول الأفريقية .
توقفوا عن التبجح والكذب وشرح الإنجازات وعن الخطابة الخارجية، فأنتم الذين تجلسون في المسؤولية لم تنجزوا أي إصلاح، لا في الخدمات ولا في البنية التحتية ولا في الصيانة، لأنكم بقيتم تهربون من الإصلاح السياسي الكفيل بتغييبكم وإعادة انتاج مجتمع اخر بدونكم.

ما عشناه اليوم هو من ثمار فسادكم هو الفساد بعينه، وهو أبشع وأكثر ضررا من جرائم مطيع وعصاباته التي أكثركم شريك في المسؤولية عّن البنية التحتية التي تنهار وعن إدارتها الفاسدة، الذين لا يحاسبهم أحد ويمعنون في تدمير مجتمعنا إلى هذا الحد وهناك منهم من هو في موقع القرار المتقدم ليدافع عنهم ويبقيهم لأنه امتداد لهم .
لمادا ندفع أموالنا وضرائبنا اذا كانت العوائد ما رأيناه اليوم .. ولماذا علينا ان نقبل الجهلة والفاسدين بعد اليوم ؟
أين المهنيين والمعماريين والخبراء والمهندسين وأصحاب الضمائر والنقابات؟ أين الأحزاب والمجتمع المدني؟ أين الدوار الرابع و الذين يهزهم راتب موظفة في الأمانة ولا يهزهم غرق عمان.
والله أن ماشاهدته اليوم هو الكفر بعينه، إنه الانهيار.. إننا ننهار في قيمنا وقراراتنا. انهيار العبارات والأسيجة والجدران ،
لايقل لي أحد بعد اليوم أننا نستطيع أن ننجز شيئا طالما أننا لم ننقذ بيوتنا ومحلاتنا من الغرق، ونوكل انقاذها للفاسدين وللجهلة الذين استقووا علينا بقوى ظلامية ومراكز قوى خفية تحكمت في حياتنا وأرزاقنا ومستقبل أبنائنا. 
ماذا علينا أن ننتظر بيان تافه من سطرين، إن بقي لكم شيئا من إرادة فاخلوا من توقيف من احتجوا على الفساد واستبدلوهم بالفاسدين الذين قدموا لنا اليوم عمان المدمرة، نريد أن نراهم خلف القضبان قبل أن لانشاهد مأساة أخرى، أو لا يكون لنا من نشكو له.


.

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

اتفاقية تعاون أكاديمي بين الأمن العام والجامعة الأردنية وجامعة البلقاء التطبيقية

مدير الأمن العام يقلد الرتب الجديدة لكبار ضباط مديرية الأمن العام