عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
حتى سلطنة عُمان في اعتقادي كانت تتمنى لو لم تذهب إلى وارسو، ولكن الحسابات في زمن رياح السموم تختلف عن الحسابات في زمن “القمرة والربيع” .. وحساب البيدر لا يطابق حساب الحقل …فالحضور العُماني الى وارسو جاء لدوافع وأسباب وحتى لنتائج ومجريات مختلفة.. فعُمان أولا وقبل التداعي في الكتابة دفاعا عن موقفها ليست طرفا في السياسة الأميركية الإسرائيلية الداعية إلى محور عربي سني ضد إيران الشيعية.. وهي عندما تناقش القضية الفلسطينية بالشكل الوارد في وارسو حيث جرى تغييب الفلسطينيين لانتفاء أسباب حضورهم لأن الجدول الأميركي الذي وضع المصالح الإسرائيلية لم يترك لهم مجالا ليحضروا ثم إن رأس المؤتمر ليس راغبا في حضورهم لأنه يدرك أن المؤتمر الذي احتشدت له مجموعة كبيرة من الدول واتسعت أجندته لتشمل نقطة اساسية واحدة وهي التعبئة ضد إيران ولخدمة نتنياهو مرحليا في الانتخابات الإسرائيلية القامة حيث يريد المؤتمر أن يرسل رسائل للإسرائيليين تقول: “إن نتنياهو قد أنجز في وارسو الكثير وها هو يطبع مع العرب دون أن يقدم ثمنا لذلك.. كما أنه أصبح مقبولا وقد خف الضغط الدولي عليه ولم يعد العالم ينظر إلى سياسته الإسرائيلية بنفس النظرة السابقة عشية أن صوتت الأمم المتحدة بـ (138) صوتا لصالح فلسطين وفي الرسالة المطيرة ما يقول أيضا أن أهل القضية من عرب ومسلمين جاءوا إليه في وارسو فلماذا أنتم ما زلتم تتحفظون في بقية دول العالم وإذا كان “أهل الميت صبروا فلماذا المعزين كفروا” ولماذا لا تقبلوه رجل سلام ما دام الذين تضرروا من حروبه أو عايشوها قبلوه على علّاته..
إذن هدف المؤتمر هو تسويق نتنياهو عشية انتخاباته, والتطبيع مع عدوانيته وتسويق سياساته وفرش الأرضية المناسبة والمناخ المواتي لطرح “صفقة العصر” التي تعسرت ولادتها وأقيم هذا الزار الدولي لاستقبال مولودها الذي سيأتي من أجل “تشريع الاستيطان” “واستكمال تهويد القدس” وبيع مكونات القضية الفلسطينية في مزاد علني!!
تحضر أطراف دولية وتمتنع أخرى مما هي أقل خضوعا للضغط الأميركي وأكثر قدرة على الاستقلالية ممن رأت أن ما جرى في وارسو لا ضرورة له ولا خدمة لمصالحها فيه وأنه ليس هكذا تورد الإبل حين لا تكون أمامها طرق تضمن الوصول..
أكتب لأقول أن موقف سلطنة عُمان مختلف حتى لو تقاسم مع الخليجيين الأخرين نفس الطاولة وتناول نفس الوجبة من نفس البوفيه أو جرى التسليم على نتنياهو في نفس الطابور.. مختلف لأن سلطنة عُمان لا تتورط في مؤامرة ضد ايران وإن حضرت المؤتمر بمعنى ذلك أن إيران ستكون في الصورة لما جرى.. ثم أن العُمانيين لا يفقدون الأمل في إصلاح العطب الذي حصل للاتفاق النووي 5+1 وسوء العلاقة الإيرانية – الأميركية لأن العمانيين يدركون أن الولايات المتحدة التي تحاصر وتستعمل خطة إسرائيلية لذلك أو تجامل بعض حلفائها العرب الذين توهموا أن إيران هي العدو الأول دون أن يدركوا أن ضعفهم وفقدانهم لقوتهم جعلهم يلجؤون إلى الولايات المتحدة التي أرادت أن تستعمل إيران عصا لسوقهم إليها كما كان الموقف العراقي زمن الرئيس الراحل صدام حسين حيث أخافت الولايات المتحدة دول الخليج منه وحلبت أموالها وجندتها لخدمة مصالحها والبقية عندكم عمان لن تكون جزءً من حرب ضد ايران ولا تأخذها المواقف المفتعلة من ايران بعيداً عن حيادها المعروف ومصالحها المعلنة المتشابكة في المنطقة فالخطر المستهدف لايران يصيبها في مصالحها وجغرافيتها في هرمز كما يصيب جيرانها في الخليج لو كانوا يعلمون .
سلطنة عُمان ليست ضد إيران ولن تكون لأنها تدرك أن موازين القوى وعمليات المد والجزر في محيطها العربي والهندي وفي قصبة التنفس في “هرمز” تستلزم أن تظل قريبة من إيران ومن كل الأطراف الأخرى وأن تدمن الحياد وما استطاعت وأن تبقى تمشي على الحبل في هذه القضية مهما كان متعبا ومخيفا ومرهقا وذلك أفضل من السقوط أو وضع البيض كله في السلة الاميركية المباعة لاسرائيل.
ذهبت عمان مع بقية دول الخليج إلى وارسو دون معاداة لإيران أو موافقة على المزيد من العقوبة لها ودون موافقتها على حرب ضدها وأعتقد أن إيران التي امتنعت حتى الآن عن مهاجمة الموقف العُماني تعذر أصحابه لأن موقف عُمان مختلف في هذه المسألة عن مواقف دول الخليج الأخرى وحتى في القضية اليمنية وغيرها.
اعتقد في الذرائع أن عُمان لا بد أن تكون حاضرة لمعرفة أين تقف مصالحها في صراع أن تفجر سيكون تحت وسادتها وخاصة أنها معنية بالقضية اليمنية التي ألحقت بجدول الأعمال لتغطية الطابع الدولي وتبرر حضور الأطراف الخليجية التي يغني كل منها على ليلاه ولا قاسم مشتركا بينها إلا في مواضيع متناثرة.!!
بعض هذه الدول يريد مجابهة إيران مثل المملكة العربية السعودية والإمارات والبعض لا يريد من عمان وقطر وحتى الكويت والبعض يتطابق مع السياسة الأميركية في صفقة العصر والبعض يعترض على كثيرمن تفاصيلها المسربة ومن المعترضين عمان وموقفها عبر عنه وزير خارجيتها يوسف بن علوي الذي زار رام الله واطلع على الموقف الفلسطيني وحمله وقدم روايته وقد دخل فلسطين من بابها العربي الفلسطيني واستأذن وسلم على أهلها وهو من قال : ( من يريد أن يساهم في التخلص من بقايا الحروب عليه مساندة الرئيس عباس وحكومته وهو مناضل نعتز به ونعرفه معرفة أخوية صادقة ونحن موجودون في كل وقت مع هذا البلد الشقيق فلسطين )) ..
وكان وما زال بن علوي يرى من غير زواية نتنياهو كما أن سلطنة عمان دعت إلى دعم القيادة الفلسطينية الشرعية وما زالت وترفض أن يُطرح أي جهد في وارسو أو غير وارسو قيادة بديلة في حين أن أطرافا عربية في وارسو ومن قبله طعنت الموقف الفلسطيني وطرحت أفكاراً تخدم إسرائيل مباشرة في الحديث عن قيادة فلسطينية بديلة تخرج على الشرعية الفلسطينية وتورطت في ذلك وتعاملت مع القضية الفلسطينية بأجندات أمنية وليست سياسية..
سلطنة عمان إذن أخذت موقفا مختلفا في تناول القضية الإيرانية وأخر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقد تكون تماشت مع طروحات أخرى, لكنها أوردت روايتها عن اليمن وفهمها للصراع فيه منذ اقتناعها بعدم المشاركة في التحالف العربي في عاصفة الحزم .
لعمان في وارسو كما حتى في مجلس التعاون الخليجي نفسه لون أخر فارق يبعدها عن التطابق مع رؤية مجلس التعاون الخليجي وفي كل يوم تتسع فجوة ما بين الموقف العماني والموقف الخليجي الأخر الموحد كما أن لعمان نظرة مختلفة في القضية اليمنية كانت وما زالت وحتى في القضية السورية وفي قضايا أخرى وحضورها إلى وارسو لأنها لا تريد أن تبقى نشازاً أو تفرد “أفراد الإبل” بحضور دول مجلس التعاون لأنها لا تريد قطع الشعرة أو الدخول في مرحلة كسر العظم أو التنكر لتراث خليجي فيه قواسم مشتركة ولذلك هي تتفهم الضغوط وما هو مطلوب منها وقد تشبهها قطر في امور وتختلف معها في أخرى بمشاركتها في المؤتمر أيضاً ..
واعتقد أن الغضب الفلسطيني من المؤتمر قد لا ينسحب بنفس الحدة على موقف سلطنة عمان لتفهم القيادة الفلسطينية الدور العماني وما تقوم به ولدعم عمان للشرعية الفلسطينية ورؤيتها للحل القائم من حل الدولتين ..
عمان تحفظت كما علمت على المحور العربي السني في إطار ناتو إقليمي تدخل فيه إسرائيل لأنها لا تريد استمرار أو نشوب صراعات عربية عربية أو عربية إقليمية مع دول الجوار على أساس مذهبي لان هذا لا يخدم الفسيفساء المذهبية العمانية ولا يخدم الوحدة الوطنية العمانية التي حرص على بنائها السلطان قابوس صلبة منذ اليوم الأول من النهضة العمانية عام 1970 رغم أن أطراف عربية لا تحرص وهي ترى أن نسبة من شعبها على مذهب غير مذهبها الرسمي كما أن العداء لايران بعضه مفتعل وبعضه مصدر وبعضه مبرر وبعضه برسم البيع الاسرائيلي حيث تريد إسرائيل المنطقة خالية من أي قوة إلا منها, فهي لا يهمها أن كانت ايران شيعية أو مجوسية أو عابدة للنار كما لا يهمها أن أكلت إيران مقدرات العرب أو ابقتها (إلا أن كانت إسرائيل تريد حصتها) كما لا يهمها من إيران إلا أن تدور في فلكها أو تمتنع عن تأييد أي قوة تعادي إسرائيل وفي النهاية فان إسرائيل مرتاحة من التوظيف الأميركي للدور الإيراني في المحصلة حين يتحول إلى فزاعة تخيف بعض أطراف النظام العربي الذي يركض نتاج خوفه ليختبئ في المغارة الاميركية أو يستظل بالشجرة الإسرائيلية .
لقد حرص نتنياهو على التقاط صور حية وساخنة مع المسؤولين العرب ليصدرها دون مراعاة للخواطر أو الحياد العربي أو حتى مصالح العرب الحاضرين فهو يتصور معهم ويرغب أن يضع ثيابهم على رؤوسهم وحتى أن يكشف عوراتهم فهو لا يعنيه من الصورة إلا قوله أنهم معنا أو أنهم يتفهموننا وأنهم قد تقاسموا معه على العشاء كسرة الخبز ” ومالحونا” أي أصبح بيننا ( نتنياهو ) وبينهم خبز وملح )
وعلى هامش وارسو وقبله وفي أكثر من لقاء تحدث الوزير العماني بن علوي إلى نتنياهو بشكل مفرد وكان يمسك بالرواية العمانية ويريد مدخلاً لتخذيل الحشد المستهدف تدمير المنطقة لو وقع واستنزاف أموالها لو استمر ..كان يريد بالضبط أن يعرف ماذا تريد إسرائيل من إيران وماذا تريد إسرائيل من عرب الخليج والى أي مدى يمكن أن تجسر مع العرب برضى وليس بفرض أو قهر ..وهل ما تسرب من الصفقة هو الصفقة وهل هناك هامش يمكن أن يشارك فيه الفلسطينيون وهي نفس الأسئلة التي جرى تحميلها لنتنياهو في مسقط والتي حمل نسخة فلسطينية منها بن علوي إلى رام الله ..
في وارسو لم تزاحم مصر على الكاميرات لأنها تعلم ولم تزاحم دول عربية حضرت بتمثيل اقل لأنها تعلم.
لم يكن يهم نتنياهو أن يعطي أي طرف عربي قيمة إلا بمقدار ما أراد هو أن تسلط عليه الكاميرا أو إذا اراده ضحية لحملة العلاقات العامة التي أراد تصميمها ولذلك أراد اليمني أن يكون جالسا إلى جانبه ليقول هذه هي اليمن التي استعصى تطبيعها من قبل نجلس الآن بعد التحولات التي اصابتها وكان تدمير اليمن كان هدفه الوصول إلى هذه اللحظة ومضمون هذه الصورة اليمني الان لا اشتراطات عنده ولأنه كالغريق الذي يتشبث بالقشة وموقفه نابع من موقف الآخرين من الحاضرين ثم أن قضيته لم تبحث في صلبها ولم يتخذ بشأنها قرارات لأنها لا تحتاج إلى وارسو بعد أن تجولت في عواصم دولية أكثر اهتماما بها والبحث عن حل لها.
قطر في المؤتمر لا تريد أن تعادي إيران ولذا تجلس في موقع المستمع في هذا البند وتترك للطرف الذي يحرض ضد إيران أن يقدم روايته لأنها تدرك أن الشارع العربي يذهب الآن باتجاه طهران وتريده أن ينسى تهويد القدس ويقبل إسرائيل دولة سنية تتكلم مع السنة وتدافع عن حقوقهم من اجل أن ينجزوا لها ( دولة يهودية) وبعد ذلك “لكل حادث حديث” فالبكاء في وارسو على السنة ليس لسواد عيونهم أو لصواب مذهبهم ولا لان الشافعي من غزة التي تحاصرها إسرائيل ولكن لان إسرائيل تريد السنة لحرب الشيعية ولحرب إيران تحديداً كما أرادت الولايات المتحدة من قبل السنة لمحاربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان وقد نجحت عندما رفعت أذان (حي على الجهاد) وأطلقت الأموال واللحي ووزعت بذور القاعدة وداعش ودربت بن لادن وفرضت كل منظمات الإرهاب وأطلقتها من قوارير المختبرات ومكنتها من السريان والآن نريد أن يعود الجني إلى القمقم ولو بكلفة كل المال العربي وإلا فان من أرسلوا المجاهدين إلى أفغانستان من قبل سيكونوا المتهمين بالإرهاب وكأنها تقول لهم “يداك أوكتا وفوك نفخ”) “أو “أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني”
اعتقد أن الفلسطينيين يقرؤون وارسو جيدا وقد رفضوا حضوره ليس لانهم يريدون التصادم مع المجتمع الدولي الذي هم في اشد الحاجة إليه وقد احتكمت قيادتهم الشرعية وما زالت تحتكم إليه في الأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية المنبثقة عنها وهم يتمسكون بقرارات الشرعية الدولية التي أنجزها المجتمع الدولي الذي لا يوافق الرؤية الأميركية الإسرائيلية والفلسطينيون ليس هدفهم من عدم الحضور معاداة الولايات المتحدة ,وحتى عزل إسرائيل, ولكنهم يجدون حسب المعطيات والتشريعات والنوايا وحتى القرارات أن المؤتمر يعادي حقوقهم الوطنية ويهمش دورهم ويحاول أن يبحث عن بديل عن حضورهم وقيادتهم وانه بوسع نتنياهو أن يقدم كامل روايته في غياب الرواية الفلسطينية …
وإذا كانت القيادة الفلسطينية المعتدلة الممثلة في قيادة الرئيس محمود عباس لم تحضر فمن هي القيادة التي ستحضر وقد اجمع الفلسطينيون على مختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم في الداخل والخارج أنهم ضد وارسو ورؤيته وأهدافه وانه ليس معه من الفلسطينيين إلا العملاء الاحتياط من الذين تريد الإدارة الأميركية أن تضعهم في مختبراتها لتهديهم إلى نتنياهو ليجالسهم كما يجالس الممثل في المسرح العرائس التي يصنعها من قماش ليلعب بها في خيطان أصابعه .. ومع هذا كله فان مثل هذه القيادة المفتعلة أن وجدت فما زالت خفية ويستعصي صناعتها أو نفخ الروح فيها أو القدرة على جعلها تستوي بشراً ..
لن يكون وارسو إلا فقاعة جديدة ولن يكون إلا هدية جديدة لنتنياهو على إرهابه واحتلاله ولذا فإن العالم قاطبة وان كثير من دول الفراطة ( الفكة) التي حضرت وارسو لاكمال العدد لا تمثل نفسها وبالكاد تستطيع حمل أعلامها وقد جاءت في حالة سوق وإكراه وابتزاز ويستطيع المراقب أن يعد منها عشرين على الأقل بين جزيرة ومنفى ودويلة وأخرى مدينة للبنك الدولي لدرجة الإفلاس المطلق أو أخرى بحاجة إلى وقود لطائرة زعيمها والترخيص له للعبور إلى بلده أو الحط على سفينة أميركية في البحر ..
أما لماذا وارسو ولماذا عمق الجيوبوليتيكا الروسية حيث كانت هذه الأرض تلف من قبل في الفلك السوفييتي وهي التي عرفت في زمن الشيوعية ( حصان طروادة) الذي انفجر على شكل نقابات عمال قادها ( ليخ فاونسا) وقد تزامن ذلك أيضا مع (ربيع براغ)وغيره من ظواهر كانت ألغاماً أميركية تحت الأقدام السوفييتية والآن تعود الولايات المتحدة لتفجر لغماً جديدا قديما منها في وارسو التي احتج على انعقاد المؤتمر فيها روسيا وسحبت معها آخرين في دول الاتحاد الأوروبي المشهورة مثل ألمانيا وفرنسا وغيرها التي رأت في وارسو من يعكر السلام والاستقرار الدولي ورأت فيه تسويقاً رخيصاً لنتنياهو التي بدأت أوروبا ترفض استقباله وسيكون استقباله صعباً حين تبدأ شكوى الفلسطينيين لمحكمة الجنايات الدولية بالتفعيل لتطاله في عقوبتها لارتكابه وجيشه جرائم حرب في غزة وفي استمرار احتلاله…
كما لم تحضر تركيا أيضا وهي لاعب أساس في المنطقة لأنها لا توافق سياسات نتنياهو.
شخصيا اعتقد أن وارسو لم ينجح إلا بمقدار ما صنعت فقط لانتخابات نتنياهو القادمة وهو مصمم من اجلها ويستطيع العرب أن أرادوا والفلسطينيون على وجه التحديد وخاصة الفلسطينيين خلف الخط الأخضر والذي يعمل نتنياهو الآن على تمزيق موقفهم أن يردوا له الصفعة بدعم خصومة في الانتخابات الإسرائيلية وبالإسهام في سحب البساط من تحت قدميه وان يجعلوا فرحته في وارسو( يا فرحة ما تمت ) وذلك بإعادة رص صفوفهم في الجبهة العربية وهنا لابد أن نناشد ونطلب من كل القيادات الوطنية العربية ونواب الكنسيت العرب والتعبيرات السياسية والاجتماعية العربية وأصدقائهم أن يعيدوا اللحمة للصف العربي وان يوقفوا خلافاتهم وان يؤثروا على أنفسهم من اجل قضية شعبهم فنتنياهو وقيادة اليمين الإسرائيلي لا يسمح لهم أن يواصلوا انتصاراتهم بهذا التمثيل المؤثر الذي عرفته الكنسيت الحالية قبل الانتخابات فهل يعود الفلسطينيون خلف الخط الأخضر من المصوتين للكنسيت إلى الإمساك بقضيتهم والى التلاحم الوطني وإلى التقدم بكتلة تحمل للكنسيت نفس العدد أو يزيد الرد على وارسو وعلى الزار الأميركي لصالح نتنياهو هو بما يفعله الفلسطينيون وأحرار العرب والعالم …