ما زال الخير في العربي إلى يوم الدين

عروبة الاخباري  – كتب سلطان الحطاب

لأن العمل الجيد واصل ولأن خدمه الإنسان للإنسان لا يعادلها اجر أو ثواب ولأن إعمار الكون واجب وبه يفضل الإنسان على الإنسان، فقد جاء “البنك العربي” ليتلوا  انجازاته المتجددة وصعوده وإقلاعه المستمر , فالحجارة التي رجمت ثمارة لم تنل من العطاء شيئا لأن الجذر راسخ والأغصان عالية والثمر طيب ووفير, وهناك خلف الانجاز تعب وعرق وسهر وفريق متجانس وأدارة نشيطة مخلصة أمينة..

 لا نكتب عن “صبيح المصري” إلا لأنه  يقود السفينة وهو لا يصنع  كل شيء فيها ولكنه يبارك النجاح ويحفظه لأصحابه انه لا يعدوا  أن يكون “المايسترو” لهذه الفرقة التي تصدح  بالانجاز وتصب  ذلك في أساسات الوطن الأردني عطاء وتمكين وفرص عمل وإنعاش للاقتصاد وتطلع الى مزيد من المنعة.

 قرأت  النتائج الناجحة للبنك العربي ..كنت مسافرا فأحسست بالأمل وتبددت المخاوف التي تصفع الأردنيين عن الفساد وضعف الإدارة والتشهير بكل انجاز  ومحاولة النيل  منه, الرد هو في  انجازات البنك العربي التي تلاها صبيح المصري في “جريدة الغد” في مقابلة بدأ فيها مبتسما كعادته حين لم تستطع المؤامرات المقبورة بصبره وكفاحه على البنك  قبل سنة و زيادة أن تنال منه أو  تفقده  ابتسامته فقد كان يدرك  انه على حق وإلا لما خرج يقارعهم  بالحجة والبيان وبجيش من المحامين الذين حملهم الأمانة وحثهم  على العمل لصالح البنك ولكن من له دينار فيه ..

 المصري بانجازات البنك العربي يلقي حجرا في بركة الاقتصاد الأردني أسست دوائر مترامية  وكشفت عن حاله من التفاؤل فقد قرأ المصري الاقتصاد الأردني من موقع المؤمن والعامل وليس الكافر أو المستسلم ولم يقف ليشبعه سباً كما يفعل البعض حين جلدوا البلد وأودوا بمقدراته ..

يا أبا خالد نريد أكثر من نسخه من إدارتك ، وهذا ممكن لأننا لم نقل عنك شخصيا فنحن لا نأخذ بالاستنساخ وقد لا نؤمن به أو نستطيعه، ولكن المدرسة التي بنيت في البنك العربي تستطيع ان تستنسخ إدارات فاعلة وجديدة ومحصنة ضد  التشكيك أو الإشاعة أو النيل  من جهودها وعملها..

البنك العربي و كثير من المؤسسات الوطنية تقبض على المقدرات الوطنية حتى لا تبدد كالقابض على الجمر وها هي النتائج شاهدة على ذلك فقد اخذ هذا البنك  على عاتقه منذ تولاه المصري أن لا يتراجع وان لا يبرر وان لا يُسوّغ وان لا يتوقف وان يكون دائما جاهزاً  لتسليم الراية لأجيال طالعة جديدة ، فقد كانت البذرة قوية راسخة منذ شومان الأول الذي زرع الي أن آلت لمن حمى البنك العربي من الشيخوخة ومنع هجرته أو خروجه عن السكة الوطنية..

 المصري قال بحق المساهمين الصغار قبل الكبار وزفّ لهم توزيع 45 % أرباحاُ نقدية قبل ان يعظم الأرقام العامة في الانجاز والربح وقال ان هذا العام أفضل من قبله رغم التصحر والجفاف والتراجع في الاقتصاد الوطني لما هو اقل من 2 % من معدلات النمو…

كيف يمكن ترجمة كلام “أبو خالد” السهل الواضح ولغته البسيطة المباشرة التي تحتفي بالمعنوي من الأشياء احتفائها بالأرقام ….لم يهرب من الاسئلة العامة اوالمناخات العامة في الاقتصاد الوطني بل قدم الإجابة لها موازية لإجاباته عن شجرة البنك العربي وهو يحصد  إنتاجها وأرباحها وقوة رسوخها…فقد استظل  بهذه الشجرة وخبر التعامل معها.

 و حين تحدث عن سهم العربي  الذي ظل يشغل المساهمين ماضيا وحاضرا فقد ظلوا على ايمانهم به لأنه ولود ودود  متكاثر منذ أن كان في سعر 300 دينار والى أن كان في (6) دنانير فلم يكفروا به ولم يهجروه لغيره أو يعلنوا الحداد عليه حين جرفت الاسواق شركات كثيرة  ودفنت البورصات سمعة من كان له سمعة !!

ولذا قال المصري ” أن المستثمر في البنك العربي يكون قد كون استثمارات في ما يقارب 28 بلدا عبر خمس قارات ولذا فان التوصية بتوزيع الأرباح جاءت كما ذكرنا 45% وهو رقم نافر ولافت وشجاع في زمن تراجعت فيه النسب واقتربت من الأرض  وانحنت حتى كادت لا ترى إن لم يكن بعضها قد دفن…

الإرباح الموزعة من البنك العربي بلغت 418 مليونا من الدولارات وهي سابقة رقمية لم تحدث من قبل ولم تجعل الأوقات العصيبة زمن توزيعها الإدارة تخشى على اتخاذ هذه الخطوة الواسعة..

 لقد قارع البنك العربي خصومه في معركة استمرت ( 14 ) عاما وكانت في جانبها الاقتصادي أشبه بمعركة (العلمين) الشهيرة من يحسمها يسيطر فقد راهن الشامتون على البنك العربي كسيحاً  أو مقعدا أو خافضا رأسه في الأسواق… ولكن الصبر والإيمان والثقة كفلت النصر الذي جاءت احتفاليته بمكاسب على كل العاملين الذين زاد إيمانهم بالبنك ثقة .

وانتهت معركة ألـ  14 سنة بنتائج وعبر ودروس وثقة وعودة  واسعة إلى التعامل  وهو رأس مال إضافي يصب في  البنك العربي على طريقه (الطلق الذي لا يقتلك يقويك),  والمحنة التي تنتصر عليها  وفيها تجعلك أكثر قدرة على الحياة ممن لم يصب ولذا جاءت الارباح قريبة من المضاعفة فقد التفت كل (العربيين) أي – العاملين – في العربي حول قيادتهم ليخوضوا معركتها وتجربتها وينتصروا وما وعدهم به المصري  تحقق على ” داير دينار” فلم يخذلهم لم يكذبهم ولم يبق الحيرة  على وجوههم طويلاً .. رغم انه كان يشيع فيهم الامل بروح الواثق وقد استمعت إليه عبر السنوات الاربعة عشرة التي لم يفارقه فيها أمل النصر والخروج من وحل الاتهامية.

 لقد عزز البنك العربي وهذا “سر من أسرار قوته  والثقة فيه” استثماره المجتمعي عاما بعد عام وعزز المسؤولية الاجتماعية في دوره على أكثر من صعيد ومستوى وبشكل مؤسسي وهو يُقيّم هذه القضايا وينوعها ويختار أولوياته فيها .

لقد عكست  أرباح مجموعه البنك العربي إرادة البنك ومثابرته حين وصلت الى اكثر من 820 مليون دولار أمريكي في نهاية 2018 مقارنه مع رقم يقل حوالي 300 مليون عن عام سبق وهذه الارباح بعد الضريبة أي أنها مشفاة من العظم والدهن  أي بعد الضريبة التي بلغت اقل من 300 مليون إلا قليلا و هذه الأرقام القوية عكست قاعدة رأسمال بلغات 8.7 مليار ( لاحظوا مليار) دولار لترفع بنسبة كفاية رأس المال إلى اكثر من .15.5%  وقد ارتفع العائد على حقوق الملكية ليصل الى 9.5% وكان نمو صافي  الأرباح  التشغيلية قد وصل الى 8%

قد أكون كصحفي لا تستوقفني العوائد كثيرا إلا بمقدار ما تؤسس من فرح على وجوه الحاضرين لاستلام العوائد على أسهم صغار المساهمين الذين ينتظرون مواسم البنك العربي كما ينظر الفلاح الغلة في أخر الصيف ما يهمني  العوائد الاجتماعية وما يفيض منها وفي هذا السياق لا يرفع المصري صوته وان استوجب ذلك بل يتكلم بتواضع حتى لا يظهر أن هناك منّة خلاف الذين يرفعون أصواتهم حين يوزعوا القليل الذي لا يستحق الذكر .. ولعل ابرز مؤسستين تعظمان المسؤولية الاجتماعية ويجسدانها بمواقف عملية هما “البنك العربي” و”شركة البوتاس العربية” ..
وهنا يتحدث المصري عن دعم قضايا اجتماعية ملحة تشمل مجالات في الصحة ومحاربة الفقر ودعم التعليم واسناد الايتام وحماية البيئة عبر كل المحافظات ويرصد العدد الذي بلغه المستفيدون من هذا الدعم عبر تسع سنوات إذ وصل إلى (900) آلف مستفيد ..

ويتوقف أبو خالد عند نموذج مضئ يوليه عنايته واهتمامه الشخصي ويدافع عن الاستثمار فيه وهو “مؤسسة عبد الحميد شومان” الثقافية التي دافع عن بقائها وعن اسمها لتبقى ذراعاً صلبة للمسؤولية الاجتماعية والثقافية للبنك وتقدم نموذجا فريدا للمؤسسات المالية في دورها حين ينعكس على الثقافة والابداع المصرفي والاجتماعي .. حيث وصل المستفيدون من المؤسسة (400) آلف في مختلف المستويات والاعمار والاهتمامات ..

ومع الفرح الذي زفته أرقام البنك العربي إلا أن ذلك صاحب نشر حالة من التفاؤل بالاقتصاد الوطني برمته في المستقبل من الأيام على طريقة تفاؤلوا بالخير تجدوه ….

وهنا يقول المصري “أن العديد من المؤشرات تجعلنا أكثر تفاؤلا في العام الحالي 2019 إذ أن الصادرات الأردنية للعراق تتزايد بسرعة والمجال كبير لتسارع هذه الصادرات بعد     المتوقع لاعفاء السلع وتحسين قطاع السياحة في نموه الملحوظ لزيادة الدخل السياحي أخيرا وكذلك تحسين البيئة الاستثمارية وتنفيذ المشاريع الكبرى وتحسين إدارة الشركات الصغرى” …

المصري يوقد مزيدا من الشموع ولا يلعن  ظلام الوضع القائم وهو يضع نتائج البنك العربي كمنارة على البحر تهدي سفن الاقتصاد الوطني .

Related posts

التحضير لافتتاح بنك البذور الوطني رسميا بعد إتمام الأعمال الإنشائية

عودة طيران “راين إير” منخفض التكاليف إلى عمّان الشهر المقبل

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري