تعليق على مقال “حماس صناعة إسرائيلية، وما زالت تستعمل”

* كتبت الأديبة المفكرة سمية ابو عطايا والمقيمة في ألمانيا معلقة على مقالة الكاتب سلطان الحطاب

عروبة الإخباري – * الكاتب والباحث سلطان الحطاب* من بعد التحية والتقدير لجهودك أقول لك بأن شعبنا يدرك تماما هذه الحقائق التي وضحتها في مقالك الموضوعي والمبني على حقائق واثباتات.
إن كل محاولات شعبنا التي قامت وتقوم من أجل إنهاء الأقسام وعودة غزة إلى الحضن الفلسطيني ،كانت تجابه من قبل حماس بالهراوات والعصي الكهربائية والاعتقالات والتعذيب والاستدعاءات وما مارسته حماس في الأسبوع الماضي بمنع الاحتفال بانطلاقة الثورة الفلسطينية واعتقال المئات من كوادر فتح وتحطيم محتويات التلفزيون الرسمي الفلسطيني لدليل على الترهيب لأي تحرك يناهض سياستها وفي تكريس الانقسام والاستمرار في خطف غزة.
لن نغالي في القول ونقول بأن إسرائيل هي التي صنعتها فلنقل أنها سهلت كل الظروف والسبل لانطلاقتها هي ومشروعها الذي هو جزء من مشروع الاخوان المسلمين.
انطلقت حماس في فترة تصاعد ونهوض لوتيرة النضال الوطني في أوائل السبعينات، وهذا النهوض العارم جعل “موسى ديان “يقول مقولته الشهيرة(نحن نحكم القطاع في النهار،ويحكمه الفدائيون في الليل)
فالظروف كانت مواتية من المنظور الاسرائيلي لانطلاقة حماس حتى تكون مناهضة للنضال الوطني والتقدمي وتسير محاذية لسياسة الاحتلال، وقد حرص الأحتلال بأن يكون حاضنة لحماس حتى تشكل بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية وتناصبها العداء،وبديلة للمشروع الوطني الفلسطيني، يأتمر بأوامر حركة الاخوان المسلمين والذي اسست هذه الحركة لتدمير الإنتماء الوطني والقومي وفعلا كما تفضلت الكاتب والباحث سلطان الحطاب إن حركة الإخوان المسلمين أنشأت لإضعاف ومجابهة المد القومي الناصري سنة1954ومحاولتها اغتياله ولم يقتصر دورهم على ذلك بل يعيدنا* الكاتب والباحث سلطان الحطاب* إلى دور الإخوان المسلمين وإطلاق يدهم لمجابهة المد الشيوعي الذي بدأ يتنامى في العالم العربي.
كما وأكد* الكاتب الباحث سلطان الحطاب* بأن إسرائيل بدأت تهيأ كل الظروف لإستخدام الإسلام السياسي في مواجهة حركة النضال الوطني والتقدمي في القطاع وإلى جانب ماقدمته الكاتب* الباحث سلطان الحطاب* من مصادر وابحاث ودور الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية لإقرار ذلك، فلنقرأ واقع غزة في تلك الفترة فقد قامت حماس بالاعتداء على المؤسسات الوطنية والتقدمية كالهلال الأحمر الفلسطيني، والذي كان يوفر خدمات مجانية للطبقة الفقيرة من أبناء القطاع بحجة أن مايقوم على إدارته ينتمي إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني الدكتور حيدر عبد الشافي، ونتيجة لتمادي حماس فقد طالت بقبحها المرأة الفلسطينية، بصب المواد الحارقة على وجوه النساء السافرات، وهو في حقيقة الأمر لمنع المرأة الفلسطينية من أن تؤدي دورها النضالي الذي أخذ في التنامي في تلك الفترة وكان لايقل عن دور الرجل، ونتيجة لاعتداء حماس على مكتبة جمعية الشبان المسيحية وحرقها والاعتداء على بعض الكنائس وإتلاف محتوياتها شكل ذلك حركة نزوح واسعة للطائفة المسيحية والتي كان تعدادها بالآلاف أصبح لا يتعدى الثلاث آلاف.
أثني على ماقاله الباحث والكاتب سلطان الحطاب * مازالت حماس تقوم بدورها الذي انطلقت من أجله والتي كانت إسرائيل حاضنة لها ،تسمح بتدفق أموال قطر اي أموال الاخوان المسلمين لتهئ إقامة الإمارة التي تطمح حماس في إقامتها وهذا مشروع قديم للإخوان المسلمين وتتبناه أمريكا وكان يعد له زمن الرئيس مرسي أثناء حكم الإخوان لمصر ،وقد تحدث حول هذا المشروع* الكاتب والباحث سلطان الحطاب* أثناء مقابلة معه في تلفزيون مصري في تلك الفترة.
أعود واثني على رأي الباحث والكاتب سلطان الحطاب إن إسرائيل سهلت قيام حماس من أجل القضاء على م.ت.ف ورئيسها ياسر عرفات، وضد الشيوعيين في غزة وتقوم الآن باختطاف غزة وتكريس الانقسام ،حتى تحول دون إستمرار المشروع الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف . وتنفيذالصفقة القرن فهي توافق على إقامة أمارة في غزة لذا كان رد السيد الرئيس محمود عباس واضحا جليا(لا دولة بدون غزة،ولا دولة في غزة)
أثمن عاليا ما كتبته الكاتب والباحث سلطان الحطاب إن وجود حماس وما تقوم به ضرورة إسرائيلية، لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية وتكريس الانقسام وتبديد الحلم الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
اشكر جهودك كاتبنا الموقر على هذا المقال ،وأتمنى بأن تراجع حماس سياستها وتخرج من عباءة الإخوان وتنضم إلى المشروع الوطني الفلسطيني وتنهي الانقسام.

شاهد أيضاً

تأثير الصادرات على النمو الاقتصادي* رعد محمود التل

عروبة الإخباري – تُعتبر الصادرات من أهم المحركات للنمو الاقتصادي في الأردن، حيث تلعب دوراً …