الحمد الله: أدعو حماس لتمكين الحكومة وتجنيب غزة المزيد من الويلات

عروبة الإخباري – جدد الدكتور رامي الحمد الله، رئيس الوزراء الفلسطيني، دعوته لحركة حماس، للاستجابة لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بتمكين الحكومة الفلسطينية، وتجنيب غزة المزيد من ويلات الانقسام المأساوي.

جاء ذلك، خلال افتتاحه بنك الجينات الفلسطيني والمعشبة الوطنية، ومختبر الصحة النباتية المركزي، ومشتل الشهداء الحرجي، اليوم الاثنين في بلدة قباطية بجنين، بحضور محافظ جنين اللواء اكرم الرجوب، ووزير الزراعة سفيان سلطان، ووزير الحكم المحلي حسين الاعرج، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علام موسى، ومدير مكتب الوكالة التركية للتعاون والتنسيق في فلسطين بولنت كوركماز، ورئيس مكتب منظمة الاغذية الزراعية في فلسطين شيرو فيريلو، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية، ومدراء المؤسسة الامنية في محافظة جنين.

وقال الحمد الله: “يبقى المعيار الحقيقي لحماية الأرض وتعزيز منعتها، مرهوناً بتحقيق الوحدة والمصالحة، ولهذا فإننا ندعو حركة حماس من جديد، للاستجابة لدعوة الرئيس محمود عباس وتمكين الحكومة، وتجنيب غزة المزيد من ويلات الانقسام المأساوي”.

وفي سياق ذي صلة، أشار الحمد الله، إلى أن الجميع اليوم أمام مهمة واحدة وواضحة، هي تعزيز قدرة شعبنا على مواجهة الممارسات الإسرائيلية، والتصدي للإجراءات والقرارات الأمريكية المنحازة لإسرائيل، والإلتفاف حول مساعي الرئيس ودعم حراكه الدبلوماسي لوضع دول العالم أمام مسؤولياتها في إعمال القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على الأرض والبيئة الفلسطينية، وإنهاء احتلالها العسكري.

وفيما يتعلق بالفعالية، قال الحمد الله: “يسعدني أن التقي بكم في محافظة جنين الصامدة، وفي رحاب المركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية، هذه المؤسسة الهامة التي تعتبر المظلة للبحث العلمي الزراعي في فلسطين وتعنى بحماية واستدامة الانتاج الزراعي والحفاظ على مواردنا الطبيعية والاستخدام الأمثل لها، نجتمع اليوم احتفالا بإضافة وافتتاح بنى وطنية هامة وواعدة تتكامل فيما بينها للمزيد من تحقيق هذه الأهداف ومجابهة الأخطار البيئية والمناخية بل والسياسية التي تتهددنا”.

وأضاف رئيس الوزراء: “أؤكد لكم جميعا مباركة فخامة الرئيس محمود عباس لكل هذه المشاريع التي تنفذ، بتعاون وتمويل من الدول الصديقة والجهات المانحة، لإدارة وحماية الموارد الوراثية للأغذية والزراعة، والحفاظ على التنوع البيولوجي الوراثي، فجزء كبير من الصمود الفلسطيني، الرسمي والشعبي، إنما يرتبط بتطور ونمو القطاع الزراعي، وبحماية الأرض ومزارعيها، حراس الوطن والهوية”.

وتابع: “نفتتح معا، بنك الجينات الفلسطيني الذي يشكل مشروعا سياديا بامتياز، فهو أداة هامة ليس فقط للحفاظ على النباتات الفلسطينية وصفاتها من خطر الانقراض والاندثار، بل ولحماية الموروث الحضاري والتاريخي لفلسطين من محاولات النهب والتزوير والمصادرة، خاصة في ظل انتهاك الاحتلال الإسرائيلي للبيئة الفلسطينية بكافة مكوناتها، وما يشكله ذلك، من استنزاف وتهديد مباشر على الأصناف النباتية المتوطنة في بلادنا، إن إنشاء بنك الجينات والمعشبة الوطنية النباتية، سيساهم في صون حقوق الملكية والسيادة على الموارد الجينية، ويحفزنا على وضع التشريعات والقوانين للحفاظ على الموارد الوراثية، حيث استطاع البنك جمع أكثر من 1800 عينة نباتية من كافة محافظات الوطن وحفظها وتوثيق كافة تفاصيلها، لتوفير نباتات قوية منيعة ومنافسة، وبذور تكفي لزراعة عشرات الالاف من الدونمات ولعقود قادمة، وقد تم تمويل إنشاء بنك الجينات والمعشبة الوطنية الفلسطينية، من قبل الهيئة العربية للاستثمار والانماء، وبإدارة البنك الاسلامي للتنمية”.

واستطرد الحمد الله بقوله: “لقد أنشأنا أيضا المختبر المركزي للصحة النباتية، بتمويل من الحكومة الهولندية وتنفيذ منظمة الاغذية والزراعة الدولية، لينسجم مع المعايير الدولية ويشتمل على مختبرات متخصصة لتشخيص الأمراض ومنح شهادات الصحة النباتية وترخيص المشاتل، وبالتالي الحفاظ على الصحة العامة وحماية المستهلك، كما ونفتتح مشتل الشهداء لإنتاج الأشتال الحرجية، لتوسيع المساحات الخضراء ومكافحة التصحر وللمزيد من تحقيق الأمن الغذائي، والذي جاء بتمويل من الحكومة التركية، وتنفيذ الوكالة التركية للتعاون والتنسيق، ويأتي ضمن سبعة مشاتل حرجية في الضفة الغربية تنتج سبعمائة ألف شتلة، ونشكر الرئاسة والحكومة التركية على دعمها المتواصل السياسي والتنموي لفلسطين”.

واستدرك الحمد الله: “يشكل صون البيئة الفلسطينية حاجة إنسانية ملحة وأولوية وطنية عليا، ولهذا فإن كل ما نحتفل به اليوم من مشاريع لضمان الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الوراثية، وحماية التراث الزراعي والتنوع البيولوجي من أخطار الانقراض والاستنزاف والاندثار، هي مشاريع وطنية أساسية، نعول عليها لتنمية ودعم الصمود الفلسطيني وحماية الأرض وما عليها من موارد، وضمان الانتفاع بها لسنوات وأجيال قادمة”.

وقال رئيس الوزراء: “أشكر وزارة الزراعة والمركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية، على عملكم الدؤوب والمتواصل الذي يرتبط بالأرض ومصادرها وبمستقبل الحياة في رحابها، ويشكل أكبر داعم للنهوض بكافة القطاعات، وتعزيز الصمود الفلسطيني ككل”.

وأضاف الحمد الله: “سنستمر معكم ومن خلالكم في جهود حماية الأرض خاصة في المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان، ودعم صمود المزارعين في وجه الأخطار الطبيعية وللتصدي أيضا للممارسات الإسرائيلية ضد الحقول والحصاد والبنية التحتية للزراعة الفلسطينية، وسننفذ المزيد من مشاريع استصلاح الأراضي وشق الطرق الزراعية وتطوير قطاع المياه، وإنشاء المؤسسات الداعمة والممولة للمشاريع الزراعية، وتعزيز قدرات وحصة المنتج الفلسطيني، وضبط السوق المحلية وبلورة الحوافز الاقتصادية”.

واختتم الحمد الله: “بتكريس وحدة الأرض والعمل المؤسساتي، نرسخ أكثر في الوعي والحراك العالمي، حقنا وحق الأجيال القادمة في دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على أرضها ومواردها وتراثها الزراعي، والقدس عاصمتها الأبدية”.

إلى ذلك، هنأ رئيس الوزراء محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب بمناسبة استلام مهامه الجديدة محافظاً لجنين، متنمياً له النجاح في عمله كما كان في نابلس، مشدداً على أن الأمن في كل محافظات الوطن، وبتعليمات السيد الرئيس محمود عباس لن يسمح المساس به، مؤكداً تقديم كافة أشكال الدعم للمحافظ والمحافظة.

وأشار الحمد الله، إلى أن الحكومة قامت بشكل كبير بدعم محافظة جنين، خاصة من خلال تنفيذ المئات من المشاريع التنموية، كالمنطقة الصناعية التي ستوفر 15 ألف فرصة عمل، بالإضافة إلى مشاريع الطاقة الكهربائية، والبنية التحتية، والمشاريع الصحية، مشيراً إلى أن الحكومة، ستقوم بتنفيذ مشروع مركز التأهيل في قباطية، مؤكداً أن الرئيس والحكومة، لن تدخر جهداً في تلبية احتياجات كافة المحافظات.

Related posts

د. السمهوري ينعى علاء خيري نجل سفير فلسطين في الأردن

استشهاد 8 لبنانيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية

مليشيات الحوثي هاجموا مدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر