الملك: ارتفعت معنوياتي اليوم

عروبة الإخباري – “ارتفعت معنوياتي اليوم بما شاهدته من إنتاج وإنجاز في جامعتكم”، بهذه الكلمات خاطب الملك عبدالله الثاني مجموعة من طلاب وطالبات الجامعة الهاشمية، الذين حاورهم خلال زيارته إلى الجامعة اليوم الأربعاء.

وقال الملك: “كل الدعم للجهود التي من شأنها تحقيق الإنجازات، خدمة للوطن”، مضيفا أنه سيتابع الأفكار الريادية للطلبة ومسيرة العمل والعطاء التي تمضي بها الجامعة الهاشمية.

وفي الجلسة الحوارية التي كانت جزءا من برنامج الزيارة التي اطلع فيها على عدد من المشاريع الريادية والإنجازات في الجامعة، أعرب الملك عن اعتزازه بما حققته الجامعة الهاشمية وطلبتها من إنجازات جعلت منها مثالا يحتذى في الاعتماد على الذات في العديد من القطاعات الحيوية.

وقال الملك: “ما شاء عليكم، ارتفعت معنوياتي اليوم بما شاهدته من إنتاج وإنجاز، وسنتابع معكم كيف نستطيع التعاون لتطوير مختلف مناطق المملكة بالنسبة للمياه والزراعة والطاقة”.

وأَضاف أن ما اطلعت عليه من مشاريع وإنجازات في الجامعة في الطاقة والمياه، يثبت أن المواطن الأردني قادر أن ينجز ويعتمد على نفسه.

كما أكد الملك أن الشباب وكل من يعمل على إيجاد حلول للتحديات من أسباب تفاؤلي في المستقبل. وعبر جلالته عن تقديره لرئاسة الجامعة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية فيها على التركيز على أهمية البحث العلمي، الذي يعد المدخل للإبداع والابتكار.

وفي مداخلة له تعليقا على ما قدمه أحد الطلبة حول مشروعه المتعلق بصناعة سيارة تعمل على الطاقة الشمسية، أكد الملك على أهمية توفير الفرص للطلبة والشباب الأردني المتميز للاطلاع على تجارب العالم من خلال التدريب في شركات عالمية، خصوصا في قطاعات التكنولوجيا والصناعات الحديثة، ونقل هذه التجارب إلى وطنهم.

وأكد أيضاً على ثقته بقدرات الشباب في تحمل المسؤولية ومواصلة مسيرة التقدم والإنجاز، مشددا على ضرورة تمكينهم وتزويدهم بالمهارات والخبرات ليكونوا فاعلين في عملية التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي معرض حديثه عن المسؤوليات الملقاة على عاتق الشباب، لفت الملك إلى أهمية دور الشباب في المساهمة بعملية التوعية من مخاطر العنف والتطرف والمخدرات.

وتحدث خلال الجلسة الحوارية، عن التحديات التي تواجه الأردنيين، وقال إننا نعمل على مواجهتها خصوصا المرتبطة بالوضع الاقتصادي والفقر والبطالة، وبما يسهم في تحسين المستوى المعيشي للجميع وتوفير فرص العمل وجذب الاستثمارات.

وأشار الملك إلى أنه سيتم عقد مؤتمر في بريطانيا العام القادم لدعم الاقتصاد الأردني، وذلك تقديرا لدور الأردن، وقال إن “العالم يقدر الأردن ويريدون مساعدتنا”.

وخلال الجلسة الحوارية، استعرض الطلبة عددا من البرامج والمشاريع التي عملوا على تنفيذها في الجامعة، عبر العديد من برامج البحث العلمي التي تركز على قضايا تتصل بالمياه والطاقة والزارعة، وكذلك مشاريع تتعلق بإثراء المحتوى العربي على الانترنت.

ولفتوا إلى سعيهم للتشبيك مع المجتمعات المحلية والجامعات الأردنية الأخرى لتبادل الخبرات والآراء حول مختلف قضايا الوطن، والاستفادة من الأفكار والبرامج والمبادرات الطلابية في برامج التنمية بشكل عام. وتطرق الطلبة إلى عدد من المبادرات التي نفذوها في مجال الإسعاف والإنقاذ ودعم مشاريع ثقافية وسياحية وبرامج ترفيهية وموسيقية وشعرية وأدبية داخل الجامعة وخارجها، فضلا عن التركيز على برامج تتصل بالرعاية النفسية، وتعزيز مفهوم الاعتماد على الذات وروح المبادرة.

وكان الملك قد اطلع على عدد من المشاريع الريادية والإنجازات في الجامعة والتي تتمثل في قطاعات حيوية كالطاقة والمياه والأمن الغذائي والاستقلال المالي والاقتصادي. وتفقد جلالته محطة تحلية المياه التي أنشأتها الجامعة بإنتاجية 650 مترا مكعبا في اليوم وتعمل على الطاقة الشمسية.

واستمع الملك، بحضور رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور كمال الدين بني هاني، إلى إيجاز من الطالب عمر التلهوني ومشغل محطة تحلية المياه محمد الزواهرة، تضمن شرحا عن كيفية استخلاص الماء من رطوبة الهواء بقدرة إنتاجية تعادل ألف لتر يوميا من أنقى أنواع المياه.

وحسب الدكتور بني هاني، فإن الجامعة ستقوم بطرح عطاء لإنشاء مختبر متخصص في تقنيات استخراج الماء من الهواء.

وفي مجمع الحسين الباني، إحدى مرافق الجامعة، استمع الملك إلى شرح من رئيس الجامعة عن الإنجازات التي حققتها الجامعة في مجال الاستقلال المالي والاقتصادي، لتحقق الاعتماد التام على مواردها المالية الذاتية، دون أن تتلقَ أي دعم مالي مباشر من الحكومة منذ سنوات طويلة. وأشار الدكتور بني هاني إلى أن الجامعة لا يوجد عليها أي ديون أو قروض، ولا تعاني من عجز مالي، وتعمل على ضبط النفقات وترشيدها الذي وصل في بعض السنوات إلى 7 مليون دينار سنويا دون أي تأثير على العملية التعليمية والبحثية.

وأضاف أن الجامعة تعمل على تعزيز استثماراتها، حيث تم إنشاء صندوق استثماري وتخصيص مبلغ أربعة ملايين دينار لغايات تحقيق أهدافه. وبين الدكتور بني هاني أن الجامعة تعد الأعلى في تخصيص نسبة من ميزانيتها لدعم البحث العلمي، تصل إلى 6%، مثلما أنها أنشأت “مختبر الأنظمة الإنشائية” وهو رابع مختبر على مستوى العالم، إضافة إلى إنشاء مستشفى افتراضي تدريبي.

وعن محور الاستقلال في الطاقة، تضمن الإيجاز إنجازات الجامعة في هذا المجال والتي اشتملت على إنشاء محطة للطاقة الشمسية في عام 2016 بقدرة (5) ميغاواط، خَفَضَت فاتورة الكهرباء من 5ر2 مليون دينار سنويًا إلى (صفر)، بالإضافة إلى توريد 2 مليون دينار إلى شبكة الكهرباء، علما أنه تم استرداد كلفة المشروع خلال عام ونصف.

ويغطي المشروع احتياجات الجامعة من الطاقة لمدة 25 سنة قادمة، كما أن الجامعة طرحت عطاء جديدا لإنشاء محطتين للطاقة الشمسية بقدرة 14 ميغاواط، وهما: مظلات للطلبة، ومشروع استثماري خارج الجامعة.

ومن ضمن الإنجازات، تم زراعة 5 آلاف شجرة من الهوهوبا والجاتروفا، لإنتاج الوقود الحيوي والزيوت الطبية.

وعن محور الأمن الغذائي تحدث الدكتور بني هاني عن إنشاء كلية متخصصة في تطوير البادية الأردنية، وهي كلية الأمير الحسن بن طلال للأراضي الجافة، للعمل على توفير كوادر متخصصة في الزراعات في البادية الأردنية والأراضي الجافة في الأردن والوطن العربي ضمن منهج شمولي ريادي.

وأشاروا إلى أن الجامعة قامت بزراعة أنواع من القمح والشعير مقاوم للجفاف ويتناسب مع الظروف البيئية للجامعة، والتي تم تحسينها من خلال بحوث ودراسات أعضاء هيئة التدريس.

واحتشد الطلبة في ساحات الجامعة لتحية جلالة الملك والترحيب به. ورافق الملك في الزيارة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار الملك مدير مكتبه.

وفي مقابلة صحفية، أكد رئيس الجامعة الدكتور كمال الدين بني هاني أن الرؤى والأفكار التي يحملها الملك في المواضيع والقضايا المتعلقة بالاستثمار في الإبداع والابتكار والبحث عن حلول لمشكلات الطاقة والمياه وغيرها، وجدها اليوم حاضرة في الجامعة وطلبتها.

وقال إن الكليات العلمية التي تأسست في عهد الملك، أسهمت في إحداث نقلة نوعية فيها، وباتت الجامعة الهاشمية اليوم منجماً للعقول الوطنية والأفكار المبدعة.

وأضاف أن نهج الاعتماد على الذات المطبق في الجامعة، تحقق من خلال المشاريع الريادية التي تنفذها، إلى جانب رعاية الطلبة الموهوبين وتقديم الدعم اللازم لهم لتنفيذ مشاريعهم ورعاية أفكارهم وترجمتها على أرض الواقع.

وفي مقابلات صحفية مع عدد من الطلبة ممن شاركوا في الجلسة الحوارية، قال الطالب حسن الشامي، أحد القائمين على مبادرة “جامعتي” التي تعنى بنبذ الفكر المتطرف والعنف الجامعي والتوعية من مخاطر المخدرات، إن “اللقاء مع الملك أسهم في تعزيز أفكار الطلبة للمضي قدماً في تنفيذها، فالملك كان حريصا على الاستماع إلينا وكان معجبا بالأفكار التي طرحت خلال اللقاء”.

وأشار إلى أن مبادرته، التي طرحها أمام الملك، تقوم على تعزيز قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر، فضلاً عن إيجاد حلول مناسبة لمختلف القضايا والسلوكيات السلبية التي تواجه المجتمع الأردني عبر تعزيز مبدأ الحوار والانفتاح على الآخر. وعرض الطالب مصعب بنات فكرته المتمثلة بتعزيز المحتوى الإلكتروني المتوفر على موسوعة ويكيبيديا.

وقال إنه خلال أربع سنوات عمل على تعديل نحو 150 ألف مقالة. وبين أنه عمل مع زملائه على نشر نحو 1200 مقال بالتعاون مع منصة إدراك، وتأسيس نادٍ للمحتوى العربي على الانترنت لتعميم نتاجات الطلبة العلمية على هذه المنصة.

وأضاف أنه نجح في إطلاق مكتبة إلكترونية من خلال اتفاق تعاوني بين الجامعة وموسوعة ويكيبيديا، مشيرا إلى أنه يعمل وزملاء له في الجامعة على إثراء المحتوى العربي على شبكة الأنترنت.

Related posts

مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشائر الغويري والمعايطة والعليمات

افتتاح مبنى الفصيل النسائي في قيادة لواء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان/التدخل السريع

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين