عروبة الإخباري – شهد قطاع غزة مساء أمس تصعيدا جديدا مع إطلاق صواريخ من القطاع في اتجاه إسرائيل خلفت عددا من الجرحى ورد الاحتلال بغارات على مواقع عدة في القطاع اسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإلى سقوط تسعة جرحى.
ويأتي هذا التصعيد غداة عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية داخل القطاع المحاصر أسفرت عن استشهاد سبعة فلسطينيين ومقتل ضابط إسرائيلي.
فيما، ذكرت مصادر طبية لدى الاحتلال في وقت لاحق، بسقوط أكثر من ثلاثة عشر مصابا على الأقل في الهجمات الصاروخية.
واطلقت عشرات الصواريخ عصر أمس من القطاع على الداخل الفلسطيني حيث دوت صفارات الانذار ما أجبر الإسرائيليين على التوجه إلى الملاجئ في العديد من البلدات المحاذية للقطاع المحاصر.
واحصى جيش الاحتلال اطلاق نحو مائتي صاروخ مصدرها غزة، تم اعتراض ستين منها.
وأصيب ثلاثة أشخاص بسقوط صاروخ في سديروت ونقلوا الى المستشفى في وضع مستقر.
واصابت صواريخ في شكل مباشر منازل في عسقلان ونيتيفوت.
واورد الجيش الإسرائيلي أن مقاتلات ومروحيات هجومية ودبابات ردت باستهداف أكثر من عشرين موقعا لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة.
كما، دمرت غارة إسرائيلية مبنى “قناة الأقصى” التابعة لحركة حماس في قطاع غزة.
وقالت وسائل إعلام عبرية أمس، إن جلسة الكابينت التي استمرت لاربع ساعات انتهت باوامر للجيش بتنفيذ عمليات عسكرية قوية في عمق غزة.
وتبنت كتائب القسام في بيان مساء أمس اطلاق الصواريخ وقالت إن “الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة تعلن عن بدء قصف مواقع ومغتصبات (مستوطنات) العدو بعشرات الصواريخ (…) ردا على جريمة الأمس”، في إشارة الى العملية العسكرية الاسرائيلية ليل الاحد الاثنين.
والضابط الإسرائيلي الذي قتل أول من أمس هو ثاني جندي إسرائيلي يقتل منذ تصاعد التوتر بين إسرائيل وغزة نهاية آذار(مارس).
ومذاك، استشهد 231 فلسطينيا على الاقل بنيران إسرائيلية.
وأجبرت عملية أول من أمس وما اعقبها من تطورات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العودة من باريس. وترأس الأخير اجتماعا ضم وزير الدفاع افيغدور ليبرمان والمسؤولين الأمنيين.
وأعلنت إسرائيل أن هدف المهمة كان “جمع معلومات استخباراتية وليس عملية اغتيال أو اختطاف”، وقال المتحدث العسكري رونين مانليس في بيان إن “المهمة لم تجر كما كان مخططا لها وأسفرت عن الاشتباكات”.
وفي وقت سابق، شيّع الفلسطينيون، أمس، جثامين شهدائهم السبعة، بينهم القائد القسّامي نور بركة، الذين ارتقوّا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي ضدّ قطاع غزة، وسط توعّد الفصائل الوطنية بجهوزّية الرّد، في ظل تحرك فلسطيني ومصري لمنع مواجهة حربيّة جديدة، إزاء التصعيد القائم.
وتقاطرت جماهير الشعب الفلسطيني، بعد ليلة داميّة، حول مواكب تشييع الجثامين السبعة الذين استشهدوا خلال تصّديهم لعدوان الاحتلال، بالقصف المدفعيّ والغارات الكثيفة، وسط تعزيزات عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة وقرب حدوده.
وأعلن جيش الاحتلال رسمياً عن مقتل ضابط وإصابة آخر بجروح خطيرة في العملية “التشغيلية الأمنية” التي نفذها شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة مساء أول من أمس.
وأفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية بأن القتيل الإسرائيلي “قائد وحدة الكوماندوز، يوسي أمير (44 عاماً)، القائد في وحدة جولاني التي تسّللت إلى خان يونس، وتم كشفها”، من قبل فصائل المقاومة بالقطاع.
وعزز جيش الاحتلال نشر بطاريات القبة الحديدية في مناطق غلاف غزة، وأغلق الطرق المؤدية إلى حدود القطاع، وكثفّ من انتشار عناصره في محيطه، كما زاد من مستوى اليقظة وحالة الاستنفار الأمني الشديد.
فيما وجهّت “الجبهة الداخلية” في جيش الاحتلال جميع سكان مستوطنات غلاف قطاع غزة بالبقاء في المناطق المحمية والملاجئ، بسبب التوتر الأمني على الحدود مع القطاع، بعدما أطلقت فصائل المقاومة نحو 10 صواريخ ضد المستوطنات الإسرائيلية المحاذية له.
ويأتي هذا التطور، رغم أجواء الهدوء التي سادت القطاع مؤخراً، إثر الجهود المصرية والقطرية والأممية لإبرام تهدئة بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، الذي سمح، نهاية الأسبوع الماضي، بإدخال أموال من دولة قطر للقطاع، بغرض دفع رواتب موظفي حكومة غزة السابقة، وصرف مساعدات للأسر المعوزّة.
فيما أعلنت القوى والفصائل الفلسطينية عن استعدادها وجهوزيتها الكاملة للرّد على عدوان الاحتلال ضدّ الشعب الفلسطيني، لحمايته والدفاع عن الوطن المحتل.
وأكدت كتائب “عز الدين القسّام”، الذراع العسكري لحركة “حماس”، إن “المقاومة ستبقى حاضرّة وضاغطة على الزناد، لإدارة معركتها مع الاحتلال بكل قوة واقتدار”، في تشديد منها على الجهوزية الكاملة لصّد عدوان الاحتلال، وعدم السماح له بقتل الشعب واستباحة الأرض.
وأعلنت، في بيان أمس، عن “إفشال المخططٍ الإسرائيلي العدوانيٍ الذي استهدف خلط الأوراق ومباغتة المقاومة وتوجيه ضربّة قاسية لها، وتسجيل إنجازٍ نوعي”، منوهة إلى أن “المقاومة لقنت العدو درساً قاسياً وجعلت منظومته الاستخبارية أضحوكةً للعالم، حيث استطاعت دحره وأجبرته على الفرار وهو يجر أذيال الخيبة والفشل”.
وحمّلت “الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجريمة الخطيرة وتبعاتها”، التي “تثبت عنجهيته ونقضه للعهود، حيث خطط وبدأ بتنفيذ عملية من العيار الثقيل داخل قطاع غزة، ظناً منه أن المقاومة قد ركنت إلى نواياه المعلنة أو سياساته التضليلية المعروفة”.
وأعلنت أن “قوة إسرائيلية خاصة تسللت بمركبة مدنية في المناطق الشرقية من خان يونس، وقامت باغتيال القائد القسامي، نور الدين بركة”.
وذكرت الكتائب أنه “بعد اكتشاف أمرها (القوة) وقيام مجاهدينا بمطاردتها والتعامل معها، خلال مواجهات عنيفة، تدخل الطيران الحربي الإسرائيلي وقام بعمليات قصف كثيفة للتغطية على انسحاب هذه القوة، ما أدى لاستشهاد عدد من المقاومين، فيما تم إيقاع الخسائر الفادحة في صفوف العدو الإسرائيلي”.
من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أنها “مستعدة لصدّ أي اعتداء إسرائيلي، ضد قطاع غزة، فيما تتعامل المقاومة في الميدان وفق تقديرات الواجب، ولن تكتفي بإفشال محاولات العدو ومخططاته، بل ستفتح كل الخيارات لحماية الشعب الفلسطيني ومفاجأة العدو الصهيوني”، وفق الناطق الإعلامي باسم الحركة، مصعب البريم.
وأضاف إن العدوان الإسرائيلي “يعكس النوايا الحقيقية للاحتلال، تجاه الشعب الفلسطيني، وتجاه غزة والمقاومة على وجه التحديد، مما يستوجب البقاء في أتم الجاهزية والاستنفار”.
وبالمثل؛ أكدت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن “الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه”، مبينة أن مقاتلي الكتائب في “حالة استنفار وجهوزية عالية للرد على جريمة استهداف المقاومة”.
وقالت إن “العدو لا يعرف سوى لغة القتل والدماء”، مؤكدة موقفها من “رفض الهدنة والمهادنة مع الاحتلال حتى دحره عن الأرض الفلسطينية”.
بدورها؛ أعلنت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، “حالة الاستنفار العام في صفوف مقاتليها”، مؤكدة “جهوزيتها واستعدادها التاميّن للدفاع عن الشعب والأرض الفلسطينية ضدّ عدوان الاحتلال”.
وأوضحت بأن “المقاومة، وأذرعها العسكرية، موحدة في الميدان، وعلى أهبة الاستعداد للمشاركة في المعركة، وصدّ جرائم الاحتلال، بكل قوة وصلابة وبسالة، حيث سيدفع ثمن جرائمه وسيجد كل الشعب وفصائل المقاومة متوحدة في مواجهته”.
وفي غضون ذلك؛ تنشط الاتصالات المصرية مع حركتيّ “حماس” و”الجهاد”، وبقية فصائل المقاومة، من جانب، ومع الجانب الإسرائيلي، من جانب آخر، لوقف إطلاق النار ومنع التصعيد، من أجل منع حدوث مواجهة حربيّة جديدة.
ويقوم الجانب المصري بإجراء الاتصالات مع الأطراف المعنية لتهدئة الوضع، وعدم الانجرار نحو التصعيد، في ظل المشهد الراهن بالمنطقة.