عروبة الإخباري – أعلنت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أنها لا تقبل الرواية السعودية حول مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، معتبرة أن تفسيرات المملكة للحادث غير كافية.
وقالت ميركل، في بيان خاص مشترك أصدرته مع وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، السبت: “إننا ندين هذه الجريمة بأشد العبارات”.
وأضاف البيان: “نتوقع من السعودية شفافية في ما يخص الكشف عن ملابسات عملية القتل هذه ودوافعها”.
واعتبر كل من ميركل وماس في بيانهما أن “المعلومات التي تم عرضها حول ما حصل في القنصلية (السعودية) باسطنبول غير كافية”، وشددا على “ضرورة محاسبة كل المسؤولين”.
وفي وقت سابق من اليوم أعلنت المستشارة الألمانية عدم قبولها للتفسيرات السعودية حول مقتل خاشقجي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول يوم 2 أكتوبر الجاري.
واعتبرت ميركل، في كلمة ألقتها خلال اجتماع إقليمي لحزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” شرق ألمانيا، أن “الأحداث المرعبة” التي تحيط بمقتل الصحفي السعودي مؤشر على أن القيم الديمقراطية في خطر بالعالم كله.
وتابعت المستشارة الألمانية بالقول: “إن هذه الأحداث لم يتم بعد الكشف عنها وبالطبع نطالب بتوضيحها”.
وأعلن النائب العام السعودي، سعود بن عبد الله المعجب، ليلة الجمعة إلى السبت، أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي أظهرت “وفاته” نتيجة اشتباك نجم عن شجار مع أشخاص قابلوه في قنصلية المملكة باسطنبول يوم 2 أكتوبر الجاري، وذكر أنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن في إطار التحقيقات، فيما أوضح مصدر مسؤول رسمي أنهم جميعا من الجنسية السعودية.
وتواجه السعودية انتقادات واسعة دوليا على خلفية اختفاء خاشقجي، الذي انتقد كثيرا سياسات المملكة في مجالات عدة، بعد دخوله مقر قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول بتركيا يوم 2 أكتوبر.
وقدمت السلطات التركية والسعودية في البداية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قالت أنقرة إنه لم يخرج من المبنى بينما أصرت الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من إنهاء العمل المتعلق بحالته العائلية.
وعمل خاشقجي رئيسا لتحرير صحيفة “الوطن” السعودية، كما تولى منصب مستشار للأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى واشنطن، لكنه غادر البلاد بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.
وأقام الصحفي السعودي في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، ومنذ ذلك الحين كتب مقالات في صحيفة “واشنطن بوست” تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وتعامل السلطة مع الإعلام والنشطاء.
ويطالب كثير من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، السعودية بإجراء تحقيق نزيه وشفاف وشامل في مقتل خاشقجي، فيما عبرت دول عربية عن تضامنها مع المملكة في مواجهة تهديدات بفرض عقوبات عليها إذا ثبت تورطها في اختفاء الصحفي.