عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب- لا تملك نفطا ولا غازا، ولكن طاقة الإنسان وإبداعه ، أحسست بذلك والدكتور فوزي الحموري المدير العام يقدم المستشفى التخصصي أمس السبت 29/9/2018 بمناسبة مرور ربع قرن على بدء العمل فيه وبه وذلك في حفل لائق ومهيب جمع “كريما” الأطباء وذوي الاختصاص والمنزلة الاجتماعية في بلدنا وقد حضرت سمو الأميرة منى لتمثيل حالتين: المكانة الاجتماعية المرموقة الذي يحمله اسمها والمكانة الفنية الذي يعكسه عملها طوال سنوات من رعاية التمريض في بلدنا..
لم أكن أعلم أن الإبداع يصل بالدكتور فوزي رئيس هيئة المديرين / المدير العام الذي أعرفه أنه كاتب كنت أقرأه في جريدة الرأي، انه صاحب صوت إذاعي ولغة عربية سليمة يجرؤ أن يخرج بها في نص تلفزيوني هو من كتابته وصوته قدم فيه المستشفى في فيلم جميل..
إذن رأينا طبيباً وكاتباً وواضع سيناريو ومذيع ومخرج تجمع كله فيما قدمه بنجاح
( طبعاً هناك من ساهم وشارك) ومن يعرف الدكتور يعرف كم تكون مساهمته في ذلك الإنتاج، أمس وأنا أتابع أدركت حجم المستشفى التخصصي في الحياة الطبية الأردنية من خلال إعداد المكرمين من الأطباء والممرضين والاختصاصين الآخرين ومن خلال التمثيل الواسع لقطاعات فنية واجتماعية عريضة وأيضا من المعلومات المقدمة عن المستشفى وأقسامه ومن زاروه وتعالجوا فيه وأيضا من انخراط الشخصيات العامة التي رعت نشاطات فيه على مدار أكثر من عقدين من الزمن
التخصصي يسير بخطوات واثقة باتجاه اليوبيل الذهبي وطريقه سالكة وسمعته نظيفة والذين وضعوا أموالهم أو جهدهم أو خبرتهم سرّهم الثمر والحصاد الوفير الذي كسبوه شهرة واسهاماً نبيلاً.
مسيرة التخصصي واضحة في المستشفى الذي يحبه الأردنيون والعرب ويشعرون بالراحة النفسية والعناية المميزة فيه وها هو وعدهم بالمزيد والخطة القادمة خلال السنوات.
العقد القادم يحمل بشرى فقد رأينا التصاميم واطلعنا على مستشفى جديدة بمواصفات عالمية في اردن لا بد ان يواصل انطلاقته بما يميزه كبلد خدمات استطاع أن يبني في الإنسان الأردني تدريبا لائقاً وتأهيلاً مناسباً.
كان حضوري حفل التخصصي الذي أنجز خمسة وعشرين سنة من الخدمة الطبية المميزة للعرب والاردنيين حالة اعتزاز نحن بحاجة إليها الآن في زمن جلد الذات والأنكار والتهوين من الانجاز وهو السلوك الذي احترفته فئة كفرت بكل انجاز وأرادت أن تقول لنا أننا في قاع صفصف أو في صحراء لم تخضر دون أن ترى أو تقدر جهد الآخرين وتضحياتهم..
نقول أن الأردن بالتخصصي وغيره من مستشفيات وجامعات ومؤسسات إنتاجية وخدمية هو الرد على هؤلاء وهو الشجر الذي سيظل يثمر.
ما زال بلدنا قادر على قبول التحديات والمواجهة وتحويل التحديات إلى فرص طالما بقي فيه هذه المؤسسات والانجازات التي نعتز بها.
وإذا كنا نهنئ بهذه المناسبة فإننا نهنئ الوجوه الشابة من الصبايا والشباب الذين تتدفق وجوههم حيوية وأيديهم إرادة بما تحمله نفوسهم وقد رأيناهم في التخصصي يبنون ويعلون البناء وهم في كل موقع لمن يريد أن يرى.
أن هذا المستشفى قلعة تدريب وانجاز وخدمة يستحق القائمون عليه من إدارة عليا ومن طواقم طبية وإدارية كل الشكر لأنهم يبقون الأمل في نفوسنا ويمكنوننا من أن نفاخر ببلدنا وانجازاته فالانجاز هو الشرعية الجديدة التي يستطيع بها أي إدارة عامة أن تقدم أوراق اعتمادها للناس.
نعم شرعية الانجاز هي الأهم وقد أدركتها قيادة الملك عبد الله الثاني التي أطلقت العنان للتنافس والعمل والتفوق والإبداع فكان التخصصي.