عروبة الإخباري – بعد أن فقدت الساحة الفنية الأردنية إحدى ايقونات الفن، وهو الفنان ياسر المصري، ارتأت وزارة الثقافة وإدارة مهرجان الأردن الدولي للأفلام في دورته السادسة أن تهدي هذا المهرجان للمصري تقديرا لما قدمه للفن الأردني والعربي من إبداع خالد.
انطلق المهرجان أول من أمس، برعاية وزيرة الثقافة القاصة بسمة النسور، في المركز الثقافي الملكي بحضور إعلام من الفن العربي والعالمي.
المصري كان حاضرا في المهرجان من خلال فيلم عرض عنه، اشتمل على لقطات من أعماله الفنية، وتسجيلات له، وشهادات بحقه، من رئيس الوزراء د.عمر الرزاز، الأمين العام بوزارة الثقافة الروائي والمسرحي هزاع البراري، ونقيب الفنانين حسين الخطيب، ومن زملائه الفنانة عبير عيسى، وجميل براهمة.
واستعرض الفيلم أهم المحطات الفنية في حياة المصري والفيلم من إخراج محمد خابور، بحسب ما أعلنه مدير المهرجان، الفنان عبدالكريم الجراح، أثناء الافتتاح.
نقيب السينمائيين المصريين، مسعد فودة، قدم لعائلة الفنان المصري درعا استلمها شقيقه أسامة المصري، وقال “أقدم خالص عزاء للشعب الأردني، بمصابه الفنان القدير المصري”.
وأضاف “إهداء هذا الدور هو تقدير لفنان ترك أثرا كبيرا، وسطر اسمه بحروف من نور في تاريخ الدراما العربية، وسيبقى في ذاكرة الأجيال.. ياسر المصري.. أيقونة فنية”.
أما شخصية المهرجان فهو المخرج الأردني أحمد دعيبس الذي أثث الصحراء بالحكايات وأنبت القصائد على شفاه العشاق من جديد، وهو صاحب رؤية متوهجة، ظهرت منذ بداياته، ليترك بصمته على الدراما الأردنية والعربية؛ حيث اجتمعت فيه الموهبة والثقافة العميقة، عززت تجربته، ليكون من الأسماء التي تقف عن استحقاق في الصف الأول.
ومر من أمام عدسته الكثير من الفنانين الذين أطلقهم في عالم النجومية، بحسب ما تضمنه الفيلم الذي كتبه الزميل أحمد الطراونة، وقدم فيه إطلالة على مسيرة دعيبس الإبداعية طويلة، باختيارات من بعض أعماله الكثيرة، وحوارات معه كشف فيها بعض جوانبه المهنية والإنسانية، وعلقت على الفيلم أريج النابلسي.
وقامت وزيرة الثقافة بتكريم الضيوف، وهم: نقيب السينمائيين المصريين مسعد فودة، نقيب السينمائيين اللبنانيين صبحي سيف الدين، رئيس مهرجان الاسكندرية السينمائي الناقد الأمير أباظة، والفنان فراس سعيد، والفنانة إنجي المقدم من مصر، والنجم الأردني إياد نصار.
كما تم تكريم لجنة التحكيم التي رئيسها المخرج الأردني محيي الدين قندور، والمخرجة السلوفينية ايت ليغو، والمخرج كريم طريدي، والفنان سيد رجب، ونقيب الفنانين المصريين مسعد فودة.
وقد أشارت وزارة الثقافة الى أنها تسعى من خلال هذا المهرجان الى ترسيخ مفاهيم صناعة السينما في الأردن وتقديم نماذج عالمية عربية تم اختيارها بعناية ضمن أسس وضعت لذلك من أجل خلق مساحة حوار بصري ثرية تنضج بالتجربة والمراكمة.
ورأت الوزارة أن هذا المهرجان يخلق فرصة حقيقية للعاملين في قطاع السينما محليا وعربيا، تؤكد أن المبدع الأردني يمتلك الريادة والقدرة على الإبهار والتميز، كما تجسد فكرة المهرجان وانتقاله من المحلي الى الدولي الانفتاح والحوار والتثاقف ونشر الإبداع وتشجيع المخرجين الجدد لشق طريقهم في هذا المجال نحو الاحتراف والنجومية.
وهذا ما يؤكده حجم الإقبال العالمي والعربي على المشاركة في المهرجان، وأكدت الوزارة أن المهرجان يسعى لترسيخ هويته الأردنية كمهرجان للأفلام القصيرة وبدعم من الوزارة في سبقا رؤاها لدعم المبدع الأردني وتطوير قدراته وإتاحة الفرصة له لمحاورة غيره من المبدعين في هذه الصناعة وتبادل الخبرات واكتساب المهارات.
فيما أشارت نقابة الفنانين الأردنيين، من خلال كلمة نقيب الفنانين والأمين العام لاتحاد الفنانين العرب الفنان حسين الخطيب: “إن مهرجان الأردن للأفلام يلبي جزءا من حاجة إبداعية لشباب فنانين أثروا المضي لرسم وتجسيد ومحاكاة واقعهم والإيحاء في دواخلنا ملتحفين بالكلمة والصورة للارتقاء بالنفس فكرا وثقافة وعلى اعتبار أن هذه تجارب جمالية تنتج عن تراكم الخبرات محملة بالخيال والإثارة والدهشة وتفاصيل تحاكي واقع وهموم وقضايا ومعاناة الإنسان”.
وأضاف “سنمضي معكم بهذا الفن؛ فن الصورة وتعبيرها ونقل معطياتها الفكرة والحياة بلغة قوامها فهم مشترك وله قوة وأدوات في إحداث التغيير الاجتماعي والتنمية الثقافية، إذن هي شرفة للتوجيه ودرجة أخرى نبني عليها ونقطة انطلاق بثقة المتمكن والعارف بأدواته وفكره ومعرفته من أجل الرقي والارتقاء، وفي هذا المهرجان نرتقي بمنسوب الطموح والذائقة العامة”.
ويذكر أنه تقدم للمشاركة في المهرجان، بحسب ما قال مدير المهرجان المخرج عبد الكريم الجراح: “إن عدد الأفلام تجاوزت ثلاثة آلاف فيلم من أنحاء العالم كافة، وإن لجان الفرز والمشاهدة شاهدت هذه الأفلام على مدى شهرين بشكل متواصل لاختيار الأفلام المشاركة داخل وخارج المسابقة، التي ستمتد عروضها بعد العاصمة عمان الى المحافظات الأردنية كافة حتى منتصف كانون الأول (ديسمبر) المقبل وفق برنامج وضعته إدارة المهرجان”.
وقد اختارت اللجنة الفنية “24”، فيلما لعرضها في المهرجان، منها “8”، داخل المسابقة الرسمية، تتنافس على تسع جوائز، كما أنتجت وزارة الثقافة “4”، أفلام أردنية لعرضها في المهرجان، وهي: فيلم “عادي” تأليف وإخراج طارق التميمي، وفيلم “ولاء وسط البلد” تأليف رولا حجة، وإخراج محمد المجالي، وفيلم “ظمأ” تأليف وإخراج المعتصم أبو عليم، وفيلم “الباب” تأليف وفاء بكر وإخراج عدنان الزعبي. وقد تم عرض عشرة أفلام وهي الفيلم التركي “Patrimony”، والأوكراني “The outcast”، والمحلي بعنوان “ظمأ”، والروسي “An Attempt at Murder”، والبحريني “الأشقر”، والتشيلي “Vishitiri”، وفي اليوم الثاني تم عرض الفيلم الأوكراني “Child hood”، والتركي “Sumac، والأردني “وسط البلد”، والمصري “كمشة من المال”، والأميركي “What on one