عروبة الإخباري – ناقش متخصصون في لقاء منتدى الفكر العربي، مساء الأحد 12/8/2018، كتاب “الوحي والشِّعر- دراسة تأصيلية للمفهوم في الثقافة العربيَّة” للناقد والشاعر محمد سلام جميعان، وعقّب على الكتاب المفكّر والأديب الأستاذ إبراهيم العجلوني، والأكاديمي والشاعر الدكتور راشد عيسى أستاذ الأدب الحديث في جامعة البلقاء التطبيقية، وأدار اللقاء وشارك فيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبو حمور. وحضر اللقاء وشارك في النقاش عدد من الأدباء والمثقفين والأكاديميين.
وفي كلمته التقديمية أشار د. محمد أبو حمور إلى ضرورة إعادة النظر في الموروث الثقافي العربيّ بروح إبداعية، وذلك لتصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة في التراث الأدبي، وما أفرزته من خلل في التصورات والمفاهيم،وانطلاقاً من المحاكمة العقلية للنصوص،. مشيداً بجهد الباحث في نقد المرجعيات الأدبية التي سادت في التراث العربيّ، والتأسيس لمرجعيات جديدة تقوم على الربط بين النّص والبيئة المعرفية والتاريخية التي أنتجته. كما نوّه بالمزاوجة بين الأبعاد النظرية والتطبيقية في هذا النوع من الدراسات، التي شكلت في مجموعها الإطار العام للكتاب.
وأوضح مؤلّف الكتاب محمد سلام جميعانأنَّ كتابه يقارب مفهوم الشِّعر وفق علم الدلالة القرآني،تنزيلاً على السياقات المكانية والزمانية والمقاصدية والموضوعية والتاريخية، من خلال مصطلحين مركزيين هما: الوحي والشِّعر، وهو ما يسمح بتوظيف عدد من الحقول المعرفية التي تسعف في قراءة النص في ضوء المبادىء الكلية والمقاصد العليا. ومن هذه الزّاوية ينظر إلى الشِّعر وفق الرُّؤية للكون والإنسان والحياة، بوصفه مكوناً من المكونات المتضمنة الأشياء والأفكار معاً.
كما أكد المؤلِّف أن الغاية المقصودة من كتابه هي تأصيل مفهوم الشِّعريةفي ضوء البيئة الثقافية والمعرفية والدينية،وأن تحديد معنى الشِّعر وفقاً لما شاع في المجاميع الأدبيَّة ليس دليلاً على صحَّة انطباق الصفة على الموصوف، فهو تحديد تعارفي لا تحقيقي لمعنى الشِّعر، كرسه الامتداد التاريخي لإشكالية تراثيّة في التعامل مع هذا المفهوم.
وقال إبراهيم العجلوني في تعقيبه: إن هذا الكتاب المتميز يقع في مكان سُوى بين الدراسات القرآنية والدراسات الأدبية، فيوفي لكلٍّ من هذه وتلك بشروطها،ويتسلَّح لكلٍّ بأدواتها، ثم يتجاوز ليكون إضافة نوعية في فهم مسألة “الوحي والشِّعر، وتتسع به دائرة الرؤية لتشمل أبعاداً مهمة في الزمان والمكان والثقافات فيما يتصل بالفقه اللغوي والمقارنات العقائدية، فضلاً عما يصدر فيه عن أصالة ذاتية وحضارية؛ مؤكداً أن الكتاب يعد أنموذجاً في التحليل مستكمل الأدوات، يشي بكفاية صاحبه، وباتساع دائرة معارفه وتراحب آماد رؤيته.
ومن جهته أشار د. راشد عيسى إلى أن الكتاب يمتلك قيمة فكرية عالية وواسعة، فهو يجيب عن أخطر سؤال يتعلق بماهية الشعر .. هل الشعر وحي أم سحر أم جنون؟ كما أشار إلى أن المؤلِّف اتجه إلى تقصي موقف العرب قبل الإسلام وبعده من مسألة الإلهام الشعري بصور علمية استكشافية جادة، مناقشاًأهم الآراء المتعلقة بالقضية.وقد بدت شخصية الباحث لامعة في مجال التحليل والبرهنة عبر لغة يمتزج فيها المنطق الاستدلالي بالبرهان والاستنتاج العقلي، مما يعدفيه الكتاب مرجعاً رئيساً في استقصاء الموقف الديني والفني والاجتماعي والفكري من الشعر ومنابعه، فضلاً عن اغتنائه بالتطبيقات الشعرية والشواهد والأمثلة المدلِّلة على صحة الأفكار المطروحة.