عروبة الإخباري_ كتب سلطان الحطاب – يبث السفير الأذري الجديد الذي وصل إلى عمان حديثا نشاطاً وطاقة متجددة في شبكة العلاقات الأردنية الأذرية, وهو بذلك يبنى على أساسات صلبة وضع حجر الزاوية فيها جلالة الملك عبد الله الثاني وسيادة الرئيس الهام علييف منذ حوالي عقد من الزمان فقد جاء الزعيمان إلى السلطة في وقت متقارب وبقدرات وطاقات مميزة لبلديهما.
كانت سفارة أذربيجان المستقلة قد بدأت بالسفير العلامة الراحل إيلمان أراسلي الذي ورث عن والده الأدب والثقافة العربية وتخصص فيها فقد كان والده عضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (آل البيت) كما تمتع السفير أراسلي بخبرة في الأردن بلغت حوالي عشرين سنة حين كان مسؤولاً عن المركز الثقافي السوفيتي في العهد السوفيتي ثم عاد إلى عمان ليكون أول سفير في عهد الجمهورية الأذربيجانية المستقلة.
ثم رحل أراسلي وجاء سفير أخر واليوم يأتي السفير ” راسم رضاييف” وهو سفير عمل في المملكة العربية السعودية لسنوات يتقن العربية كتابة وحديثاً فقد درسها وتخصص فيها في الأكاديمية الأذرية كما أنه يمارس الرياضة بشكل دوري وله فيها باع وهو مطل على التاريخ والسياسة العربية والعلاقات العربية الأذرية من خلال مشاركاته الواسعة في اللقاءات والندوات والمحاضرات التي ألقاها أو حضرها..
السفير راسم يتوق إلى إعطاء العلاقات الأردنية الأذرية طاقة جديدة وفاعلة لينتقل بها إلى حالة أفضل مما هي عليه الآن وخاصة في مجال التبادلات التجارية.
لقد راكم خبرات طويلة وعميقة من عمله في المملكة العربية السعودية التي تكسب السفراء خبرات واسعة في الثقافة العربية والإسلامية وتمكنهم من الاطلاع على العلاقات العربية-العربية والعربية-الإسلامية وأيضاً توثيق الصلات بمنظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية ومؤسسات أخرى ذات طابع دولي .
من يجالس السفير راسم يحس كأنه يعرفه من عدة سنوات فالقواسم المشتركة للحديث متوفرة واطلاع السفير وقدرته على التحليل ومعرفته بالواقع العربي والتحديات المشتركة التي تواجه الإقليم كله وأذربيجان ليست بعيدة عن ذلك يدرك مدى إطلاعه ورغبته في التفاعل وإبداء الرأي.
كانت أذربيجان تاريخياً وجغرافياً قريبة من العالم العربي وكانت حلب في التاريخ عاصمة تجارية يعرض فيها الأذريون بضاعتهم من السجاد والنسيج والاستيراد والتصدير لبازاراتها وقد حافظوا على ذلك لقرون عدة وكانوا ما زالوا على علاقات طيبة ومنفتحة مع العالم العربي منذ استقلال أذربيجان الحديث بداية سنوات التسعينيات, وتولي الرئيس الهام حيدر علييف مقاليد السلطة فلقد تطورت العلاقات الثنائية مع عديد من البلدان العربية وخاصة الأردن التي زارها الرئيس الأذري كما أن الملك عبد الله الثاني زار أذربيجان أكثر من مرة وقامت علاقات وصلات سياسية حيث أفتتحت سفارتان واحدة في عمان والأخرى في باكو, كما قامت علاقات اقتصادية بحاجة إلى المزيد من التطوير إضافة إلى العلاقات الثقافية المتجددة وتبادل المكونات الثقافية والسياحية والتي هي أيضاً بحاجة الى تطوير ودعم من القيادتين في البلدين.
ينظر الأردنيون بتقدير إلى ما وصلت إليه أذربيجان من تطور في مختلف مرافق الحياة العمرانية والصناعية وأيضا في التطور العام في التعليم وبناء الإنسان..
لقد تضامن الأردن وما زال حكومة وشعباً وأيضاً جلالة الملك مع قضايا أذربيجان وأبرزها قضية العدوان الأرمني على الأراضي الأذربيجانية منذ أكثر من ثلاثة عقود واحتلال أرمينيا لمساحات كبيرة من الأراضي الأذربيجانية واغتصابها لإقليم كرباخ الجبلي والإدعاء بحقوقه فيه.. وقد ناصر في ذلك القضية الأذرية في أكثر من محفل ومناسبة وقد أيد مجلس الأعيان والنواب الأردني المطالب الأذرية عبر أكثر من لقاء ومؤتمر..
كما أن أذربيجان تؤيد القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية إذ أن الدولة الأذرية وبتوجيه من الرئيس الهام علييف افتتحت سفارة لفلسطين في باكو متبرعة بالمبنى , وقد زار الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية باكو والتقى الرئيس الهام علييف وتتواصل العلاقات وتعبر أذربيجان عن موقفها بوضوح في مسألة القدس وفي حق الشعب الفلسطيني في إقامته دولته المستقلة على ترابه الوطني وقد صوتت أذربيجان من أجل هذا في الأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية.
لقد زرت اذربيجان أكثر من مرة منذ كانت في العهد السوفيتي وفي مرحلة الاستقلال وما بعده وشهدت التطور الكبير الذي أطلق طاقات الشعب الأذري لبناء وطنه ومدى التقدير الذي حققته المرأة الأذرية وأيضا القدرة على استكمال المؤسسات السيادية والتشريعية والانتخابات التي تحدث في وقتها .. وتوفر المعلومات المعرفة بأذربيجان أتاح لي أن أؤلف كتابا عنها بدعم من وزارة الخارجية الأذرية بعنوان”أذربيجان عروس القزوين وبلاد النفط ” ولقد لقي ترحيبا واهتماما كبيرا هنا وفي أذربيجان ..
إنني أراهن على تطوير العلاقات الأذرية الأردنية في زمن هذه السفارة نظرا لنشاط سفيرها ورغبته القوية في العمل والتطور وطبيعة اتصالاته المتعددة، والاستفادة من خبراته من عمله في المملكة العربية السعودية وفي مصر وأيضا في مركز الدبلوماسية الروسية في موسكو وكذلك تركيا, وكون السفير خريج كلية الاستشراق من معهد أو أكاديمية العلوم الأذرية في باكو حيث اتقن العربية إضافة إلى لغته واللغة التركية التي تشبه الأذرية وكذلك اللغة الروسية .
أن الصداقة الأردنية الأذرية المعبر عنها أيضا من خلال جمعية تحمل هذا الاسم سوف تساهم في دفع هذه العلاقات للأمام والتي نرجو لها المزيد من التقدم
السفير الراحل ايلمان أراسلي