عروبة الإخباري – قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: “على المجتمع الدولي أن يترجم بيانات الشجب والاستنكار، إلى إجراءات عملية حازمة لوقف الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في الخان الأحمر وغيرها من التجمعات البدوية من خلال الهجمة التهجيرية ومحاولة طمس حضارة وتاريخ السكان الأصليين في هذه الأرض. إننا، وبعد كل هذه العقود المتصلة من التشريد وسرقة الأرض والموارد والتوسع الاستيطاني، أحوج ما يكون إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة وتفعيل الحماية الدولية لشعبنا من هذا الاحتلال الاسرائيلي العسكري”.
وأضاف الحمد الله: “من الخان الأحمر وجبل البابا وسوسيا وأم جمال وأم الخير، تتجذر معركة حماية الأرض والوجود الفلسطيني. فهذه الأراضي هي امتداد طبيعي لأرضنا المحتلة، وجزء لا يتجزأ من دولة فلسطين التي لن تقوم إلا والخان الأحمر وكل التجمعات البدوية في قلبها. يجب على العالم بأسره، أن يتحرك لمنع نكبة جديدة يتعرض لها أهالي الخان الأحمر اللاجئون الذين ذاقوا مرارة العديد من الويلات والمحن، وولدت أجيال وأجيال على هذه الأرض، خلال عقود كثيرة عاما على تغريبتهم وتهجيرهم”.
جاء ذلك خلال كلمته في تجمع الخان الأحمر المهدد بالإزالة وتهجير سكانه من قوات الاحتلال، اليوم السبت، بحضور ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين رالف تراف، وعدد من الوزراء والسفراء والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وتابع رئيس الوزراء: “أشعر بكل الاعتزاز، وأنا أتواجد هنا في الخان الأحمر، التي على أرضها تحتدم اليوم معركة الصمود والشجاعة والوجود في وجه التطهير العرقي والترحيل القسري، ويتوارث أهلها إرث البقاء والتشبث فيها”.
وأردف الحمد الله: “نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، أحيي حراس الأرض، من أهالي التجمع وكوادر هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ونشطاء المقاومة الشعبية السلمية، ومن حركة فتح وكافة الحركات الوطنية والإعلاميين، الذين احتشدوا جميعا للتصدي لمحاولات اقتلاع الأرض وإعطاء المقاومة الشعبية السلمية المزيد من القوة والعنفوان، حيث تمكنا، بضغط شعبي ورسمي ودولي، من انتزاع قرار بتأجيل عملية الهدم حتى منتصف الشهر القادم. أشكر كذلك، المتضامنين الدوليين وممثلي الدول الصديقة والشقيقة خاصة من الاتحاد الأوروبي، الذين حرصوا على دعم صمود الخان والتضامن مع أهله”.
واستدرك رئيس الوزراء: “لقد أرادت إسرائيل بمخططاتها هذه، عزل القدس وتقطيع أوصال الضفة الغربية واستدامة وإطالة احتلالها العسكري وتنفيذ مخططها الاستيطاني E1، في انتهاك فاضح وصارخ للقانون الدولي ولكافة المواثيق والصكوك الدولية. ففي هذا العدوان المنظم على التجمعات البدوية، تغيير للوقائع على الأرض، وتقويض لحل الدولتين، وإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتواصلة جغرافيا”.
وبيّن الحمد الله: “لقد عملت الحكومة وبتوجيهات فخامة الرئيس محمود عباس، كجزء مهم من مسؤولياتها، على تنفيذ مشاريع المناطق المهمشة والتجمعات البدوية والمناطق الواقعة خلف الجدار، كما تم استحداث هيئة محلية بإسم الخان الأحمر في محافظة القدس، ضمن خطة إستراتيجية موسعة لإنشاء هيئات ومجالس محلية لمئة وسبعة عشر تجمعا سكنيا في المناطق المسماة (ج)، لتكون قادرة على خدمة أبناء شعبنا فيها وتلبية احتياجاتهم وتثبيت وجودهم”.
وأوضح رئيس الوزراء: “واجبنا يقتضي أن ننظم هذه الأرض التي يسكنها ويمتلكها شعبنا الصامد، وأن نخلق الأجسام الإدارية والمؤسسية الكفيلة لرعاية شؤونهم. وقد عملنا أيضا على توفير الرعاية الصحية لعموم التجمعات البدوية المهددة ومدهم بالتأمينات الصحية مجانا. وقررنا، استثنائيا ومبكرا، إطلاق العام الدراسي بعد غد الاثنين، في المدرسة الوحيدة والمهددة في الخان التي تخدم أطفاله وأطفال خمسة تجمعات بدوية مجاورة”.
واستطرد الحمد الله: “بفضل بسالتكم وصمودكم جميعا، سطر الخان الأحمر، قصة صمود وبقاء أسطورية، ونموذجا حيا للتلاحم الرسمي والشعبي لحماية الأرض وإعمال حقنا في العيش بحرية وكرامة في رحابها”.
واختتم رئيس الوزراء كلمته: “سيظل الخان الأحمر على الخارطة، في قلب دولتنا ومشروعنا الوطني التحرري، ولن تفلح اسرائيل في اقتلاع وترحيل أبنائنا منها. وسنتكاتف جميعنا، أفراد وجماعات، لتعزيز بقائكم فيها وصون هويتها والوصول بالخدمات الحكومية إليها. وستظل القدس، بمقدساتها وأحيائها وقراها ومخيماتها ومضارب بدوها، وجهتنا وقبلتنا وبوصلة العمل السياسي والقانوني والدبلوماسي وعاصمتنا الأبدية التي لن نتنازل عنها أو نساوم عليها او ننساها”.
وبتوجيهات من فخامة الرئيس محمود عباس، اجتمع رئيس الوزراء والوزراء بأهالي تجمع الخان الأحمر والتجمعات المجاورة واستمع منهم لمطالبهم واحتياجاتهم حيث أوعز للوزراء بتلبيتها فورا، خاصة توفير عيادة صحية ثابتة وصيانة للمدرسة، وتوفير عقود عمل للخريجين والعاطلين عن العمل في التجمع، بالإضافة الى العديد من المطالب الاخرى لتعزيز صمودهم وثباتهم.