أمسية أدبية في إربد تحتفي بتجربة القاص أحمد أبو حليوة

عروبة الإخباري- احتفى جاليري (آرب آرت) بالتعاون مع فرع رابطة الكتاب الأردنيين ومجموعة الدار للثقافة والفنون، مساء الأربعاء الماضي، بتجربة القاص أحمد أبو حليوة، ورعت الاحتفالية الناشطة الاجتماعية السيدة فايزة الزعبي وسط حضور من المثقفين والمهتمين.
واستهل الأمسية الاحتفالية التي أدار مفرداتها المهندس يحيى غرايبة، الشاعر والناقد عبد جداية بتقديم شهادة إبداعية بعنوان:»رجل.. يشبه السندباد..شهادة إبداعية في تجربة ألقاص أحمد أبو حليوة»، قال فيها: سندباد.. وحين عشقته ياسمينة زاد بحثه عن ذاته حتى يجد مبررا لعشق إنسانة على هيئة طائر، تحط على كتفه وترحل، لكنها حتما ستعود، فلا رجل آخر يغني الحكاية إن ترك أبو حليوة في هذا الوقت المتأزم حيث يعيش الأصم في صندوق معتم، ويعيش الأعمى خارج الصندوق لا يرى من النور إلا ما يتوهمه عن الحياة.
وأضاف جداية يقول: قريبا من تراب فلسطين جاد القدر على أسرة فلسطينية ولدت المقاومة في ضميرها، على أرض دمشق وقاسيون يطل على التاريخ سائلا نفسه من سيولد هذا العام؟ لم يكن الجواب صعبا حيث كانت الشهقة الأولى والدمعة الأولى والبسمة الأولى عام 1974م عندها ابتسمت الحياة لمولده، فهل ستحدث هذه الولادة فرقا؟ ما كان ليولد لولا ذلك الفرق الذي نذره والداه له، هناك أيضا مارس هواياته وتعليمه الجامعي ليحمل اللغة مادة للحياة والوجود والخلود فهل الحياة إلا كلمة في رحم لغة عشقها أحمد أبو حليوة.
وتساءل جداية حين قال: وهل الحكاية والخيال إلا مادتا الكتابة الإبداعية في تجربة أبو حليوة القصصية؟ والمسرح عالم سحري ألبس ثوبه لسردية يتحرك وهو يؤديها على خشبة المسرح، حتى تكاد لا تميز بينهما، حتما إنه السندباد، لكن الآخر ترك المسرح مغاضبا وهو يقول: يا قوم ليس السندباد إلا ظل رسمته أقلام مبدعة، وأبو حليوة مخلوق من صلصال كالفخار، ظله يسبقه أو يلحقة، لكن الشبه واضح بينهما، إلا أن السندباد محض خيال، وأبو حليوة محرك لهذا الخيال بقلمه، كلما سطر قصة على حاشية جريدة أو ورقة مهملة كاد أن يشعلها بعود ثقاب، لولا أن قلمه خط ما يشبه الحكاية قبل أن تخطف ياسمينة الورقة، راسمة سندباداً يشبهه.
إلى ذلك قرأ القاص أبو حليوة مجموعة من القصص استهلتها بقصة «رجل آخر»، وهي القصة التي حملت عنوان مجموعته القصصية الثانية الصادرة عام 2015 وفي ذات الوقت حملت عنوان هذه الأمسية، متضمنة في ثناياها بعداً فلسفياً ربما يلخصه السؤال الاستنكاري الوارد فيها: «لمَ هذا التشبث بالحياة والآخر؟!»
القصة الثانية جاءت بعنوان «لست أدري» طارحة قضايا سياسية متشابكة تؤكد على واقعنا العربي المرير، بدءاً بفلسطين المحتلة ووقوفاً عند سورية وتداعيات حرب وقعت فيها على الأفراد والمنطقة.
أما القصة الثالثة «الصبر»، ففيها توقف عند الفقر والفقراء من خلال طفل يبيع الصبر، فيحاول رجل التعاطف معه إنسانياً ومحاولة تلمس عمقه اللاشعوري بكلّ إنسانية، وفي قصته القصة الثالثة بقي أبو حليوة في ذات الأجواء حيث الأطفال وبؤر الفقر من خلال قصة الطفل «سباريس»، بائع الدخان وهذا الاشتباك الاجتماعي مع طفل آخر بائع للعلكة يتأثر بشخصية الأول، الذي يأخذه إلى البعيد حين يحصل على شهادة الدكتوراة في مجال حقوق الإنسان، جراء ما رأه بأم عينيه من ظلم الواقع للطفل المشرد «سباريس» الذي تنتهي حياته بحادث سير مؤسف، وختم بقصة «مأوى العجزة».
وفي نهاية الأمسية تم تكريم أبو حليوة والمشاركين بدرع الجهات الداعية للاحتفالية من قبل السيدة الزعبي.

شاهد أيضاً

جَنينُ قلبي

عروبة الإخباري – زينة جرادي جَنينُ قلبي قطفتُ نجمًا أزاحَ عتمَ ظلامي فنامَ في حِجري …

اترك تعليقاً