أربعة عشر عاما من العناء والتقاضي أمام المحاكم الأمريكية، فاز البنك العربي رائد العمل المصرفي في المنطقة العربية بقضايا رفعها خصوم تمتد جذورهم الى الكيان الصهيوني، وللقضايا ابتزاز مالي ونفسي وجه للبنك العربي ومساهميه وما يمثله اقتصاديا وتنمويا ووطنيا وقوميا.. لفلسطين والاردن والامة العربية وللعرب اينما كانوا، لكن سلامة اعمال البنك والحاكمية المؤسسية التي يعتمدها مكنته من الدفاع عن نفسه وإقناع هيئات القضاء الامريكي بأنه يعمل الصواب، وان التهم الموجهة اليه غير محقة، لذلك اسدل القضاء الامريكي الستار على هذه القضايا كاملة.
رئيس مجلس ادارة البنك العربي صبيح المصري رجل الاعمال المعروف والمشهود بنزاهته وتفاؤله في اصعب الظروف، قال امس امام الصحافيين ان البنك العربي يحرص اشد الحرص منذ تأسيسه قبل 88 عاما على سلامة مواقفه واعتماد سياسة شفافة وليس لديه ما يخفيه ولا يخشى منه، فالسنوات الـ 14 الماضية لم توقف تقدم البنك العربي وحافظت مؤشراته الرئيسة في النمو رأسيا وافقيا، وزادت معدلات ربحيته وتعاظمت الثقة بالبنك في الدول التي يعمل فيها ايداعا واقراضا وتمويلا، وحافظ على دوره في المساهمة بتسريع وتائر التنمية بشكل عام.
متابعة ما قال المصري امس اعادت الى الاذهان مسيرة البنك العربي منذ العام 1930، والتحديات التي واجهها وانتصر عليها الواحدة تلو الاخرى، علما ان دولا وانظمة لم تستطع الافلات منها، وكانت الصدقية هي القاسم المشترك لسياسات البنك والمحافظة على حقوق المساهمين واموال المودعين الى خدمة رجل الاعمال العربي اينما كان، هذه المحطات تضاف الى محطات التقاضي امام محاكم نيويورك خلال الـ 14 عاما، هذه المحطات لم تحبط رئاسة والادارة العليا للبنك العربي الذي يعد اهم بنك عربي ومن البنوك العالمية المملولكة للقطاع الخاص.
انتصار البنك العربي هو انتصار للاردنيين والعرب ومحبي الحق والسلام في العالم، فالمرحلة القادمة يقينًا ستكون افضل بالرغم من المنعطفات التي تشهدها المنطقة العربية والمتغيرات الاقليمية والعالمية، فالخبرة العريقة والسياسات المصرفية الحصيفة التي يطبقها البنك العربي ستقدم الكثير من الخير لنا جميعا، وكما قال خبراء واقتصاديون كبار ان البنك العربي والاردن يُبحران في قارب واحد، وان الطريق معروفة والاهداف مرسومة بغض النظر عن التحديات، فتوزيع المخاطر للاستثمارات قطاعيا وجغرافيا وادارة الموجودات والمطلوبات بدرجة عالية من الاحتراف اصبح يتقنه مصرفيو البنك العربي، وما حققه البنك العربي سابقا يضاف اليه إدارة ازمة التقاضي امام المحاكم الامريكية في قضايا اختلط فيها الحابل بالنابل وكان الفوز من نصيب العربي..اخيرا كما يقال الذهب لا يصدأ وانما ترتفع قيمته.