عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب – اليوم “ظهراً” حين حضر صبيح المصري رئيس مجلس الاداره لعقد المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه انتصار البنك العربي بكسب أهم قضية رفعت ضده في المحاكم الاميركية .
بدا اصغر من سنه بكثير فالرجل البالغ الثمانين , حضر منتصب القامة مبتسماً خطاه أوسع وأريحيته اعمق وفرحته ظاهرة , لا لأنه كسب لجيبه أموالا أكثر فلديه من المال ما يكفيه ولكن لإنه سجل نصراً لصالح كل مساهم له ديناراً واحداً في البنك العربي ولصالح كل موظف يعمل في هذا البنك العابر للقارات والذي يحمل إسم “العربي” ويثمر كشجره أردنية جذرها ثابت وفرعها في السماء .
كان سعيداً في انتصار معنوي مدهش أكد انه “لا يضيع حق وراءه مطالب” وانه لا يصح إلا الصحيح وان الإيمان بقضية والكفاح من اجلها يوصل الى نتائج باهرة .
في كل اجتماع هيئة عامة وعبر اكثر من عقد من الزمان كانت الاسئلة تحاصر صبيح المصري عن القضايا المرفوعة ضد البنك العربي وهي أكثر من قضية ، وكان دائما يجيب اجابة الواثق والمبشر بالانتصار فيها .. كان إصراره واضحا وايمانه عميقا وقد تنقل كثيرا بين عمان ونيويورك وأرسل نخبا من المحامين والحقوقيين وذوي الخبرات وأمدهم بكل ما يستطيع .. لم يدر ظهره ويقول هذه القضية حدثت في زمن ادارة سابقة .. ولم يبحث عن ذرائع ومشاجب بل نهض يدفع عن البنك العربي التهم الباطلة ويدافع عنه بلغة المنطق والقانون والحق والعدل.. لم يلتفت الى الاخرين او يركن الى غير ارادة ادارة البنك .. بل أخذ على نفسه المسؤولية وعبأ مجلس ادارته بها ومارس الشفافية في اعلان كل خطوة ونتيجة عبر مجلس الادارة وعبر اجتماعات الهيئات العامة المتعاقبة .
البنك العربي اليوم قطف ثمرة مجهوده وتوج انتصاره وجعل القضايا المرفوعة خلفه وقد أبطل مفعولها وأسقطها.
ولا نريد ان نذهب في التفصيل فيها فهي معروفة ولكننا اردنا ان نقف عند اخر انتصار واهم انتصار في اكثر قضية واجهت البنك .
هزم البنك العربي في اخر جولة منازلة له مع محاكم واطراف عديدة حاولت الصيد في مياهه منذ اربعة عشر عاماً واستطاع بالضربة القاضية ان يكسب قضية كسباً قطعياً.ولم تكن هذه القضية الاولى في سلسلة القضايا التي رفعت ضده
على غير وجه حق حين اعتمد الجناة على قوانين قرصنة ارادو إحيائها واستغلالها وقد مضى عليها أكثر من 260 سنة أي من قوانين القرن الثامن عشر .
كسب البنك العربي لقضيته الأخيرة هو كسب لبنوك وشركات عبر العالم اذ بإسقاط البنك هذه القضية بالبنيات وإبطال استعمال الذرائع والحجج والمستندات يكون قد سجل سابقة واقفل بابا كان يمر منه عابثون ومتصيدون يرفعون قضايا على بنوك خارج الولايات المتحدة فوق أرضها , فالقضية التي ربحت شارك في رفعها (6000) إسرائيلي .
لقد تمكن البنك العربي من قطع عدة مراحل قبل ان يربح هذه القضية وان يتجاوز العديد من الحواجز وان يبطل الكثير من الادعاءات وهو بذلك لم يربح قضية فقط والتي ظل صامداً في وجهها وباذلاً جهداً كبيراً لم يضعف فيها ولم يساوم ولم يعقد صفقات جانبية بل ربحها بإسم مؤسسات اقتصادية عالمية كان يمكن ان يطالها مثل هذه العدوى التي ظلت تسري على يد محترفين أسسوا لأنفسهم وسائل ربح رخيصة وبنو مؤسسات احترفت الادعاء والتزوير .
قالها صبيح المصري أمس في المؤتمر الصحفي معلقاً “نعم” لقد حلينا مشكلة لبنوك العالم وربحنا بطريقة قوية حتى ألغينا قرارات لمحاكم ثانوية وفرعية أمام المحكمة العليا الاميركية التي كان لها موقف ايجابي في الانتصار لقضيتنا .
لقد خرجنا من كل الحلقات والمصائد وكنا خلال الرحلة الطويلة المتعبة نحمي البنك العربي ونضمن مستويات أدائه ونتائج هذا الاداء حتى لا يتزعزع الى ان ادركنا النجاة والنصر ووجدنا بنكنا كما عهدناه دائما ثابتا قوياً وقد انعكست النتائج الان استقرارا ومزيداً من المكاسب وخبره ودروسا مستفادة تعلمنا منها الكثير وعرفنا كيف نحافظ على البنك العربي ونجدد مشواره.
نعم احتفلنا قبل شهرين بقضية وها نحن نحتفل اليوم بهذه القضية وبشكل حاسم. فقد اثبتنا بالقطع أن ما جرى من تقديم تهم لا علاقة لها بعملنا ونظافة مسيرتنا وان الزج بنا في ماء معكر لم يخدم اولئك الذين حاولوا الصيد.
لقد حلينا مشكلة لكثير من الشركات والبنوك بالمثابرة والاصرار وخيبنا ظن اولئك الذين كانوا يعتقدون أن بنكنا “رايح الى داهية”.
لقد ساندنا الكثيرون هنا في الاردن .. الحكومة والبنك المركزي وجهات عديدة من خارج الاردن وحتى المحكمة الاميركية العليا ونحن ممتنون لهم جميعا..
لقد اكتسبنا تجربة ومارسنا كل اساليب الاحتياط والتحفظ والصون لنحافظ على حقوق المساهمين طوال(14) عاما وأخيرا نستطيع أن نقول إن “الاطلاق الذي لا يقتلك يقويك” وها نحن نخرج من هذه المعركة أشد صلابة وأكثر ثقة بحقنا وقدرة على الدفاع عنه.. أن المساهمين والزبائن الان والذين منحونا دائما ثقتهم وظلت آمالهم بنا قائمة هم أشد ايمانا بالبنك العربي وثقة بأدائه , وان الذين غادروا من مستثمرين وعملاء يعودون وقد أدركوا صواب مسيرتنا ونبل مقاصدنا..
واذا كنا قد انتصرنا على الباطل والظلم باحترافيتنا وتخصصنا والتزامنا بالمعايير الدولية والقوانين المعمول بها فإن ذلك كله بفضل النهج السليم لادارتنا ..
لقد كانت فرحة رئيس مجلس الادارة صبيح المصري والمدير العام الرئيس التنفيذي نعمة الصباغ واعضاء المجلس والحضور فرحين بما انجز وقد توجت هذه الفرحة باعلان رئيس المجلس بمنح راتب شهر اضافي لكل موظف في البنك العربي بهذه المناسبة وذلك بسبب ربح القضية في المحاكم الاميركية..
لقد قالها المصري .. انه بعد اربعة عشر عاما ظهر الحق .
لقد كان يوم أمس .. يوم اعلان ربح القضية يوما مميزا فمحكمة العدل العليا الاميركية بقرارها اغلقت ملف مقاضاة البنك العربي.. حين ايدت القرارات السابقة برد دعاوى غير الاميركيين المقامة ضد البنك العربي في الولايات المتحده ..”قضايا مرفوعة من اسرائيليين بلغوا حوالي(600)” .. وجاء بيان البنك العربي الذي حضرنا مؤتمرا صحفيا لاعلانه والتعليق عليه اليوم 25/4/2018 مؤكدا قوة البنك وسلامة موقفه القانوني في هذه الدعوى وحتى جملة الدعاوى السابقة .
تصوير اشرف محمد