عروبة الإخباري – أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوفد من قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد دعم باريس لمسعى إعادة الاستقرار إلى شمال شرق سوريا في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وقال مسؤولون أكراد إنه عبر عن التزام بإرسال قوات إلى المنطقة.
ويتعرض ماكرون لانتقادات في الداخل بشأن رده على عملية عسكرية تركية ضد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. وتهيمن الوحدات على قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت في طليعة استراتيجية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة التنظيم المتشدد.
وكان ماكرون التقى الخميس وللمرة الأولى بوفد ضم ممثلين عن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تحاول تركيا إبعادها عن حدودها، وذراعها السياسية حزب الاتحاد الديمقراطي، ومسؤولين مسيحيين وعربا.
وقال مكتب ماكرون في بيان “الرئيس… أشاد بتضحيات قوات سوريا الديمقراطية ودورها الحاسم ضد داعش” في إشارة إلى الدولة الإسلامية.
وأضاف “أكد لقوات سوريا الديمقراطية دعم فرنسا لمسعى إعادة الاستقرار إلى المنطقة الأمنية في شمال شرق سوريا في إطار نظام حكم شامل ومتوازن من أجل منع نهوض الدولة الإسلامية مرة أخرى”.
وعبر الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولوند عن أسفه إزاء السياسة التي أعلنها ماكرون بشأن سوريا في 23 مارس آذار، خاصة موقفه من وحدات حماية الشعب الكردية، إذ اتهمه بتخليه عنها. وسبق أولوند ماكرون في الموافقة على دعم الأكراد.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يخوض منذ عقود تمردا ضد الدولة داخل تركيا.
وقدمت فرنسا، شأنها شأن الولايات المتحدة، السلاح والتدريب لفصيل مسلح تقوده الوحدات في القتال ضد الدولة الإسلامية، ولديها عشرات من أفراد القوات الخاصة في المنطقة، الأمر الذي أغضب تركيا.
واجتاحت تركيا مدينة عفرين في شمال سوريا الأسبوع الماضي وهددت مرارا بنقل عملياتها إلى منبج، على مسافة أبعد نحو الشرق، حيث تتمركز القوات الأمريكية.
وفي حديثه لرويترز بعد لقائه بماكرون، قال خالد عيسى العضو بوحدات حماية الشعب الكردية الذي يمثل منطقة شمال سوريا في باريس، إن ماكرون تعهد بإرسال مزيد من القوات إلى المنطقة وتقديم المساعدات الإنسانية والضغط من أجل التوصل لحل دبلوماسي للصراع.
وأضاف “ستكون هناك تعزيزات للمساعدة في تأمين المنطقة من هجمات الدولة الإسلامية ومنع عدوان خارجي… إنها رسالة مفادها أن على الإسلاميين في أنقرة التوقف عن هذا التحرك غير المسؤول”.
ورفضت الرئاسة الفرنسية التعليق على ما إذا كانت باريس سترسل قوات. بيد أنها قالت في بيان إن ماكرون يعرض الوساطة بين الجانبين بالنظر إلى أن قوات سوريا الديمقراطية كانت قد نأت بنفسها عن حزب العمال الكردستاني الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وجاء في البيان “اعترافا بالتزام قوات سوريا الديمقراطية بألا يكون لها رابط تنظيمي بالجماعة الإرهابية… يأمل (ماكرون) في إمكان إقامة حوار بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا بمساعدة فرنسا والمجتمع الدولي”.
وتحدث ماكرون هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء بشأن الوضع في شمال سوريا.