الرئيس دونالد ترامب طرد ريكس تيلرسون من عمله وزيراً للخارجية وعيّن مكانه مايك بومبيو، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الذي سبق أن كان عضواً في الكونغرس ومن «حزب الشاي» اليميني.
تيلرسون أفضل رئيساً من ترامب، ومثله جيمس ماتيس، وزير الدفاع، وأستطيع أن أسجل أسماء ثلاثة أو أربعة أعضاء آخرين في إدارة ترامب، كل منهم أفضل من الرئيس في عمله.
تيلرسون سبق أن اختلف مع ترامب على الموقف من كوريا الشمالية وإيران، وربما كان هذا سبب قول ترامب إن بومبيو مثله في التفكير، ما يعني أنه يتكلم قبل أن يفكّر.
قبل أيام من طرد تيلرسون استقال غاري كوهن من عمله مستشاراً للرئيس في الاقتصاد احتجاجاً على رفع الرئيس الضرائب على الفولاذ والألومنيوم المستورَد. مَن سيتبع تيلرسون؟ هناك مَن يرشح مستشار الأمن القومي هـ. ر. ماكماستر وديفيد شولكين، وزير شؤون قدامى المحاربين.
تيلرسون كان رئيس شركة النفط الكبرى أكسون موبيل، ومعروف بصراحته. هو شكّل مع ماتيس وجون كيلي، رئيس موظفي البيت الأبيض، حلفاً ثلاثياً وصفه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بوب كوركر، وهو جمهوري من ولاية تنيسي، بأنه يضم «رجالاً قادرين على فصل البلاد عن الفوضى».
طبعاً تيلرسون اختلف مع الرئيس على موقفه من النزاع بين قطر والمملكة العربية السعودية والدول الأخرى التي قطعت العلاقات مع قطر، وأيضاً على الرد الأميركي على العدوان الروسي عبر الإنترنت، والتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية.
بومبيو خلفته في الوكالة نائبته جينا هاسبل، لكن أسوأ ما قرأت عنه كان تأييد هنري كيسنجر اختياره وزيراً للخارجية وقوله إن «خبرات» بومبيو ستجعله خياراً أفضل للمنصب، وإن خبرته تجعله يفهم العلاقات السياسية في شكل جيد. كيسنجر يهودي أميركي وُلِد في أوروبا ويؤيد إسرائيل وأنصارها، فلا أنسى أنه عندما قال للملك فيصل أن ينسى أنه مسلم وأن ضيفه يهودي خرج الملك من قاعة الاجتماع وخرج مساعدوه وراءه.
الرئيس ترامب أعلن عزل تيلسرون في تغريدة، وهو صرَّح بعد ذلك بأنه يفكر في تعيين لاري كودلوف خلفاً لكوهن مستشاراً اقتصادياً. كودلوف عمِل في إدارة رونالد ريغان وهو الآن معلق محافظ على الأخبار في محطة «سي إن بي سي». ترامب مدح فيه موقفه من الضرائب وقال إنه صديقه منذ سنوات ويفكر مثله. كلاهما تجاوز السبعين.
لا أريد أن أظلم دونالد ترامب فهو يظلم نفسه بما يكفي في تغريدات كاذبة يصححها له الإعلام الأميركي يوماً بعد يوم، ولكن أرجح أن أحد الأسباب الأهم لطرد تيلرسون كان قوله في تشرين الثاني (نوفمبر) من السنة الماضية إن ترامب moron، وهي كلمة عاميّة بالإنكليزية تعني أحمق أو غبياً أو مغفلاً أو أهبل. الصفة هذه ألصقت بشتيمة لا مجال لها في جريدتنا هذه.
كتبت مرة بعد مرة في هذه الزاوية عن أعضاء في إدارة ترامب استقالوا أو طُرِدوا، ولا بد أن آخرين سيتبعونهم فالرئيس يريد إدارة على صورته ومثاله، أي إدارة تتكلم ثم تفكر، فيكفي هنا أن أشير إلى تغريداته المتكررة ضد الرئيس السابق باراك أوباما، مع أن هذا في دراسة عن أداء الرؤساء كان في أول عشرة وترامب في المؤخرة. لذلك فعندما هاجم ترامب الإعلامي جيمي كيميل الذي قدَّم جوائز الأوسكار، رد عليه هذا بالقول: شكراً لأسوأ رئيس في التاريخ.