عروبة الإخباري – في الوقت الذي تشهد فيه معدلات البطالة تصاعدا في المملكة العربية السعودية ، وتزداد معدلات الفقر بين المواطنين، لمستويات دفعت الأمم المتحدة في وقت سابق عن صدمتها من مستوى الفقر في بعض مناطق السعودية ، ذكرت تقارير ان المملكة بصدد تنظم أكثر من خمسة آلاف عرض ومهرجان وحفل في العام الجاري وهو ضعف العدد مقارنة بالعام الماضي في إطار تغيير صورتها المحافظة. وذكرت رويترز في تقرير لها ان المملكة تسعى لاقتناص ما يصل إلى ربع مبلغ العشرين مليار دولار التي ينفقها السعوديون حاليا على الترفيه في الخارج وذلك برفع حظرعن دور السينما وتنظيم عروض لفنانين غربيين.
وقدم مغنى الراب الأمريكي نيللي عرضا في جدة في ديسمبر الماضي رغم أنه كان أمام جمهور من الذكور فقط كما قدم الموسيقي اليوناني ياني عرضا أمام جمهور من الجنسين.
ويواجه التخفيف التدريجي لعملية الفصل بين الجنسين مخاطر ردود فعل رافضة من شخصيات دينية محافظة لكن الاعتراضات العامة على برنامج أوسع للإصلاحات خفتت في الشهور الأخيرة بعد إلقاء القبض على العديد من المنتقدين.
وقال أحمد الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه التي تديرها الدولة، في حفل أقيم لتدشين روزنامة الترفيه للعام الجديد 2018، إن الاستثمارات في البنية التحتية خلال الأعوام العشرة المقبلة ستصل إلى 240 مليار ريال (64 مليار دولار)، مشيرا إلى أنها ستشمل إقامة دار للأوبرا تستكمل في عام 2022 تقريبا.
لكن وزير الثقافة والإعلام عواد بن صالح العواد قال إن خطط الخطيب بتشييد أوبرا انتهاك لدور الهيئة العامة للثقافة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الوزير الذي يرأس أيضا الهيئة العامة للثقافة قوله إن الأمور الموكلة بالهيئة “لا يحق لأي جهة التحدث بشأنها وأن ما تم تداوله بشأن دار الأوبرا.
وبنائها والتصاريح الخاصة بها هو تدخل في عمل الهيئة من قبل رئيس الهيئة العامة للترفيه وأن الجهة المسؤولة عن ذلك هي الهيئة العامة للثقافة”.
وقال الخطيب لرويترز في مقابلة “سوف نأتي بأشهر الأحداث وأكثرها إثارة إلى السعودية هذا العام” موضحا أن المناسبات الترفيهية التي سترعاها الحكومة ستنظم في 56 مدينة.
وأضاف قائلا “نحن ننظم أحداثا محلية جديدة بمحتوى محلي. 80 في المائة تقريبا من الروزنامة (الفعاليات) مخصصة للعائلات”.
وكانت السعودية رفعت أواخر العام الماضي حظرا على دور السينما ظل قائما منذ 35 عاما وتعتزم سلاسل عالمية وإقليمية فتح أكثر من 300 دار عرض في المملكة بحلول العام 2030. ومن المتوقع أن تبدأ أولى الدور في عرض أفلامها اعتبارا من مارس.
يذكر ان معدلات البطالة تشهد تفاقما في المملكة ، حيث ارتفع معدل البطالة بين السعوديين في سن العمل، خلال الربع الثاني من العام 2017 حوالي 12.8% ، وأشارت تقارير رسمية سعودية ان إجمالي السعوديين الباحثين عن عمل بلغ 1.075 مليون مواطن، يمثل الذكور منهم 216.3 ألفا والإناث 859.6 ألفا تقريبا ، فيما بلغت أعلى نسبة للسعوديين الباحثين عن عمل كانت في الفئة العمرية (25 – 29) سنة، وذلك بنسبة بلغت 34.2%. كما أنَّ نصف السعوديين الباحثين عن عمل يحملون شهادة جامعية، حيث بلغت نسبتهم 50.5%.
وترتبط البطالة في السعودية بظاهرة أخرى وهي الفقر، فوفقا للتقرير الاقتصادي لجمعية الملك خالد الخيرية، فإن خط الكفاية في السعودية للأسرة المكونة من سبعة أفراد، يبلغ 12486 ريالاً (نحو 3323 دولاراً أميركياً) في الشهر، معتبراً أن ما دون ذلك يدخل تحت خط الفقر.
وقدّرت تقارير غير رسمية نسبة الفقر في السعودية ما بين 15 و25%، كما أكدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، في تقرير سابق، تزايد معدلات البطالة والفقر، مشيرة إلى أن “ما بين مليونين وأربعة ملايين سعودي يعيشون على أقل من 530 دولارا شهريا، أي (17 دولارا يوميا)، وأن الدولة تخفي نسب الفقر.
ويتوزع ملايين الفقراء السعوديين في العديد من المناطق، لا سيما التي تقع في الأطراف وتعاني من إهمال على مدار الحكومات المتعاقبة، وحسب المحللين فإن الأطراف المهملة والتي تعاني من أزمات معيشية متفاقمة هي أكثر المناطق التي شهدت مظاهرات واضطرابات، ومنها الطائف والعوامية، التي شهدت مواجهات مسلحة بين الأمن والأهالي خلّف قتلى وجرحى وتدمير عدد من المنازل والمنشآت.