الجامعة الأردنية تسمي أيقونتها!!

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب/ سمت الجامعة الأردنية أمس في احتفال كبير اسم الدكتور عبدالسلام المجالي واطلقته على مبنى إدارتها، تكريماً لأبرز رؤساء الجامعة والذي بقي رئيساً لها أكثر من مرة ولمدة تصل إلى خمسة عشر عاماً.
المجالي الذي شهد الحفل ألقى كلمة مرتجلة بدأ فيها متأثراً لدرجة البكاء الذي لم تنزل فيه دموعه، وقد امتدت حالة تأثره طوال فترة حديثه، فقد كان قال: “إن الجامعة الأردنية كانت عنده أغلى من أولاده، ليس لأن أولاده ليسوا غاليين عليه، ولكنه كان يراها ويعيشها ويمضي وقته وجهده وأجمل سنوات حياته فيها، ولذا أعطاها ما لم يعطهم وما لم يعطِ بيته وزوجته.
حضر الحفل رؤساء وزارات سابقين، انفعلوا لانفعاله وقد أثنى على رئيس مجلس الأمناء الأستاذ الدكتور عدنان بدران، كما أثنى على رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عزمي محافظة الذي إلتقط فكرة تسمية مبنى الإدارة باسم الدكتور عبدالسلام المجالي، مجسداً بذلك وفاء الجامعة وكوادرها لصاحب الإنطلاقة الأساسية للجامعة الأردنية منذ نشأت عام 1962، وقبل ذلك في مراحل التمهيد حين كانت فكرة – حلماً.
كلمة الدكتور عبدالسلام المجالي وضعت الحاضرين وغيرهم ممن يهتمون بتاريخ الجامعة وتاريخ تطور التعليم العالي في الأردن في صورة التأسيس وبداياته، ومن صاحب الفكرة الأولى حين سُميّ الراحل المشير حابس المجالي كأول أردني أطلق الفكرة في لقائه مع عضو البرلمان البريطاني، وان المشير المجالي طلب من بريطانيا المساعدة في إنشاء جامعة أردنية، وقد بدأ الإعداد لذلك في قصة طريفة رواها الدكتور المجالي، حيث تحقق الحلم وغدا حقيقة.
وقد ساعد في ذلك أن الدكتور عبدالسلام المجالي جاء إلى الجامعة رئيساً لمرتين، واحدة بداية التسعينات أي عام 1971 والثانية بعد ذلك في الثمانينات، وكانت مدة رئاسته للجامعة الأردنية تصل إلى حوالي (15) عاماً تطورت فيها الجامعة تطوراً كبيراً، سواء في الصيغة التعليمية التي انتقلت من نظام السنوات، إلى نظام الساعات المعتمدة، وقد كنت أحد الطلاب في الجامعة من عام (1969 – 1973) وقد عشت التجربتين، تجربة السنوات الكاملة وسنوات الساعات المعتمدة، كما شهدت الجامعة في زمن رئاسة الدكتور المجالي نشوء معظم الكليات الجامعية والتخصصات وأصبحت اسماً مرموقاً بين الجامعات العربية والدولية.
المجالي الذي تحدث وسط تدفق عاطفي اختنق فيه صوته وهو يتحدث أكثر من مرة، نقد ما آلت إليه الجامعة الأردنية والجامعات في الأردن بشكل عام من التدخل الحكومي الرسمي الذي أفقد الجامعات إستقلالها، كما نقد عملية التسيير الجامعية التي كانت الجامعات فيها تستمد استقلالها وموازناتها التي كانت تأتي على شكل رسوم دينار على كل معاملة، ولذا كان المواطن الأردني هو الذي يوفر موازنة الجامعة التي بلغت حوالي (400) مليون دينار من الوفر السنوي دون أن يتسائل المواطن كثيراً عن ذلك ويقبله برحابة صدر حين كان يرى إستقلالية الجامعة وما يتوفر لها فالجميع يدفع سواء درس أبناؤه فيها أم لم يدرسوا.
نقد المجالي للتعليم العالي وطريقة تعيين رؤساء الجامعات والتدخل السافر في كل التفاصيل المتعلقة بالتعليم العالي والجامعات وإلى ما آلت إليه الجامعات الأردنية وخاصة الجامعة الأردنية وقد جاء نقده يصب للمصلحة العامة ويستنهض الجهد لتطوير الجامعة.
نعم قال أنها أغلى من أولاده وبرر ذلك وما زال المجالي يرى في رئاسته للجامعة أفضل سني خبرته وعطائه الذي اتصل ليشمل أيضاً الخدمات الطبية الملكية من قبل وقد ترك بصماته عليها.
إحتفال الأمس كان مهيباً، وكان الفضل فيه أيضاً للدكتور عزمي محافظة رئيس الجامعة الحالي الذي أنصف الدكتور المجالي وأعاد الفضل لأهله ورغم أنني لاحظت حضور بعض رؤساء الوزارات السابقين وخاصة رئيس مجلس الأمناء الدكتور عدنان بدران، إلا أنني لاحظت أيضاً غياب رؤساء الجامعات الأحياء عن الاحتفال دون معرفتي للسبب!!!

Related posts

ولي العهد خلال مؤتمر المناخ: الحرب تفاقم التحديات البيئية بالنسبة لغزة وخارجها

وفاة الشاب علاء عطا الله خيري، نجل سفير فلسطين في الأردن

رؤية التحديث: استكمال العمل في مشروع المملكة للرعاية الصحية والتعليم الطبي