عروبة الإخباري – صعدت قوات الاحتلال من سياستها العدوانية تجاه الرفض الفلسطيني لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول القدس، وجعلها عاصمة لكيان الاحتلال.
اذ شهدت الاراضي الفلسطينية المحتلة في جمعة الغضب الثالثة، سلسلة مواجهات دامية وغضب شعبي عارم، أسفرت عن استشهاد فلسطينيين في قطاع غزة، فيما أصيب المئات بالرصاص والاختناقات. وحسب احصائية فلسطينية، وقعت مواجهات شعبية، في ما يزيد على 40 موقعا، في أنحاء مختلفة من الضفة والقدس والقطاع، استشهد خلالها الشاب زكريا الكفارنة (24 عاماً)، جراء إصابته برصاصة في الصدر خلال مواجهات مع قوات الاحتلال شرق بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، وأصيب آخرون بالرصاص الحي وبالاختناق بالغاز المسيل للدموع على خطوط التماس شمال وشرق القطاع. وفي ساعات المساء الأولى، استشهد الشاب محمد نبيل محيسن المغني (29 عاما) من حي الشجاعية في مدينة غزة.
وشهد القطاع عدة نقاط مواجهات مع جيش الاحتلال، عند الشريط الاحتلالي، بمشهد مقاومة شعبية عارمة لم يشهد القطاع مثله منذ سنين عديدة. إذ هاجم جيش الاحتلال مسيرات شعبية عند شرق جباليا، وبيت حانون، وقرب موقع “ناحل عوز” العسكري الإسرائيلي شرق مدينة غزة، في منطقة الفراحين شرق خان يونس، جنوب القطاع، وفي مخيم البريج وسط القطاع، قرب موقع المدرسة العسكري، شرق المخيم، وقرب مدينة رفح جنوب. ووقع في تلك المواجهات عدد كبير من المصابين، بالرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى مئات الإصابات بالاختناق من الغازات السامة.
وفي مدينة القدس المحتلة، فقد حوّل جيش الاحتلال المدينة إلى ثكنة عسكرية، وعزّز، منذ ساعات الصباح من تواجده وانتشاره في الشوارع، وعند بوابات المسجد الأقصى، ونصب نقاط تفتيش للمواطنين. وشارك بصلاة الجمعة، في المسجد الاقصى المبارك، ما يزيد على 45 ألف مصلّ، من المدينة، ومن فلسطينيي 48، ومن سياح مسلمين، قسم كبير من تركيا. وعند انتهاء الصلاة، انطلق آلاف في مسيرة غاضبة الى البلدة القديمة، فاعترضها جيش الاحتلال في منتصف شارع الواد، ومنعتهم من الوصول إلى باحة ومنطقة باب العمود (أشهر أبواب القدس القديمة).
وقد وقعت مواجهات متفرقة ومتكررة اندلعت في محيط باب العمود، وأخرى في شارعي صلاح الدين وسليمان، وباب الساهرة، اعتدت خلالها قوات الاحتلال على الشبان بعناصر الخيالة وبالضرب المبرح، وأصابت عدداً كبيراً من الشبان، كما وقعت مواجهات عند مخيم شعفاط شمال المدينة، وقالت تقارير فلسطينية، إن سيدتين اصيبتا، كما وقعت عدة اعتقالات، بينها السيدتان المصابتان.
وانتشرت المسيرات والمظاهرات في عدد كبير من المدن الفلسطينية، والبلدات الصغيرة، ووقعت سلسلة من المواجهات عند نقاط التماس في مواقع يتمركز فيها جيش الاحتلال. وحسب تقارير فلسطينية، ومنها تقارير وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، فقد أصيب عدد من المتظاهرين، بحالات اختناق خلال قمع قوات الاحتلال، لمسيرات شعبية انطلقت في مدينة الخليل وبلدتي بيت امر وسعير ومخيم العروب.
وقد اندلعت مواجهات في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، ومدخلي بلدتي سعير وبيت امر، ومخيم العروب، اطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ما أدى إلى اصابة العشرات منهم بالاختناق.
وشهدت بيت لحم مسيرة ضخمة، وصولا الى مدخل المدينة الشمالي، حيث مسجد بلال بن رباح، أصيب خلالها شاب بعيار ناري، فيما اصيب العشرات بحالات الاختناق.
وشهدت منطقة رام الله عدة نقاط مواجهات، وأصيب خلالها العشرات بالاختناق، وعدد بالرصاص المطاطي والحي؛ إذ وقعت المواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وفي قرية بدرس، وقرية دير نظام.
أما قرية بلعين، التي تشهد منذ 13 عاما، مسيرات ومواجهات شعبية أسبوعية، فقد كانت حاضرة امس بقوة، إذ اندلعت المواجهات، حينما اقتربت المسيرة عند شريط الاحتلال، وأصيب عدد من المتظاهرين بحالات الاختناق الشديد.
وشهدت مدينة نابلس ومنطقتها عدة مواجهات، من أبرزها، عند حاجز حوارة جنوب نابلس. كما اندلعت مواجهات على مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس، وأصيب في تلك المواجهات عشرات المتظاهرين بحالات اختناق. كما اصيب اربعة شبان بالرصاص وعدد من المتظاهرين، بحالات اختناق عقب مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس. وقد اقتحمت قوات الاحتلال القرية، الامر الذي ادى الى اندلاع مواجهات اصيب خلالها عدد من المتظاهرين بحالات اختناق.
وكذا أيضا في مدينة طولكرم وجوارها، فقد شهدت المدينة مسيرة حاشدة، انطلقت من كافة المساجد بعد صلاة الجمعة، فداهمها جنود الاحتلال، المتمركزون غرب المدينة بالقرب من مصانع (جيشوري) الإسرائيلية، وأطلقوا الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، باتجاه المتظاهرين، ما ادى الى اصابة شابين احدهما بالرصاص الحي اضافة الى اصابة العشرات بالاختناق.
كما وقعت مواجهات شديدة، مع ختام المسيرة الأسبوعية لقرية كفر قدوم. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والاعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين دون ان يبلغ عن اصابات او اعتقالات.
وأصيب شابان بجروح، واثنان وعشرون آخرون بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة قرب المدخل الجنوبي لمدينة قلقيلية. وقد استهدفت قوات الاحتلال بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع المشاركين بالمسيرة، والصحفيين.
كما وقعت مواجهات عند المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، التي تعد المدينة المعزولة أكثر من غيرها، عن الضفة المحتلة، بفعل مخططات الاستيطان. وشهدت مدينة جنين في أقصى شمال الضفة، مسيرات شعبية، منددة بالسياسة الأميركية الداعمة للاحتلال.