عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب/ سأختصر لإنني سأكتب بتوسع عن هذه المحاضرة في نقابة الصحفيين لاحقاً، ففي الوقت الذي أراد فيه الاستاذ عدنان أبو عودة أن يصفي حسابات وأن يصحح مواقف خاطئة كان يعلمها ويشارك فيها .. ويرهن رؤيته للتاريخ وللوراء.
كان المعشر يُشّخص بصورة واقعية الوضع القائم ويحذر من مضاعفاته ويطلق الرهان على إسرائيل ومشاريعها وتسوياتها ويقرأ ما أفرزه الشارع، وخاصة الفلسطيني بعد سنوات من عقم عملية السلام وتأسنها (أصبحت آسنة) وأصبحت جثة تحتاج إلى دفن لأنها بدأت تعطل التفكير باتجاه البدائل ..
المعشر جزء من تفكير التغيير، أما مداخلات أبو عودة فلم تقرأ الإرادة الفلسطينية ورهنت لما تفكر به الأنظمة أن تفصل ما بين الشعب الفلسطيني وما بين قضيته وأن تتعامل مع القضية كشعار لمصالحها وأن تترك الشعب الذي واجه مطاردة وتعذيب إسرائيل ومن يرون رؤيتها، لقد جرى تغييب الشراكة الفلسطينية طوال سنوات الصراع وما زال هناك من يؤمن بتغييب الشعب الفلسطيني وقيادته عن الحل، ومن يريد تحت شعار قومية المعركة أن يبيع أو يحسن موقعه ومصالحه في شبكة العلاقات مع إسرائيل و الولايات المتحدة ..
على كل ما حدث، فإن وضع القضية الفلسطينية الآن وقد برز شعبها واستقلت قيادته التي واجهت انقسام ساهم فيه العرب والإقليم، هو أفضل مما كان عليه في أي وقت مضى.
كنت أعتقد وما زلت أن الإضافة العربية الرسمية للقضية الفلسطينية هي إضافة سلبية منذ نشوء القضية حتى اليوم، وأن ما عملته الأنظمة لم يكن إلا شعارات أو إتقاء غضب بعض الشارع العربي الذي بدأ يصحو ..
القضية الآن تتحرك بفعل الإرادة الفلسطينية التي ستصنع صداها في العالم .. وإذا كانت إسرائيل ومن قبلها الحركة الصهيونية وحلفائها الغربيين، كانت تقيد هذه القضية من خلال الزعماء العرب منذ وعد بلفور وحتى عام 1948 بإقناعهم بضرورة أن يتحدثوا عن القضية وأن يمثلوها وأن يبعدوا قيادات الشعب الفلسطيني عنها، فلأنهم كانوا ينفذون خطة قديمة ظلت ماثلة حين فاوض السادات عن القضية وأصحابها مغيبون، وحين كانت تضع للشعب الفلسطيني قياداته المفروضة من خارجه وقد كان القرار الفلسطيني آنذاك يزعج إسرائيل، ويزعج الأنظمة العربية حتى الحزبيين العرب الذين اعتقدوا أنه يمكن الانتصار للقضية الفلسطينية بدون الشعب الفلسطيني.